رأى القاص سعيد الكفراوي، أن هناك تقصيرًا أدبيًا في حق حرب السادس من أكتوبر، وأنه لم يقرأ كتابًا واحدا عن الحرب يواكب ويعطي تلك الحرب حقها، وكل الأعمال التي كتبت جاءت هامشية، ولم تتعمق في الحرب ولم تعطها القيمة الفكرية والإبداعية والفنية التي تليق بإنجازات ذلك الإنجاز.
وكشف "الكفراوي" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية"، عن السبب الذي جعل الأعمال الأدبية والشعرية هزيلة قائلًا: أنا شاهد عيان على أن المسؤولين عن الحرب في عام 1973 منعوا أي وثائق تفيد عن معلومات المشاركة في الحرب، لا سينما ولا كتابة ولا جرائد كانت على الجبهة، وبالتالي لم تأتِ الفرص لأي أديب للمشاركة في تلك الحرب.
وتابع "الكفراوي": أنا شخصيًا في عام 1973 كنت أجلس على القهوة، وشكلت مع أصدقائي وفدًا للمشاركة في المقاومة الشعبية، أو نحضر الحرب الهيئة العامة للاستعلامات منعتنا، ومنعتنا كأدباء من الحصول على معلومات تفيدنا في سرد أعمال أدبية تتحدث عن حرب أكتوبر المجيدة، وحتى الآن لا يوجد شيء حقيقي عن الحرب، وكل ما نشاهده في التلفاز ليس الحرب، وليس العبور الحقيقي، فكل هذا تدريبات لما قبل الحرب، الصورة الحقيقة الوحيدة الصاروخ الذي يصعد على الطائرات الإسرائيلية.
وأكمل "الكفراوي": كل الأعمال الأدبية التي قدمت عن حرب أكتوبر لكتاب لم يشاركوا أصلًا في الحرب، بل كتبوا أعمالًا سماعية أو من حواديت الإعلام، أو من الصور المنشورة عن الحرب، وهناك روايات ودواوين شعر وندوات ثقافية أقيمت ولكنها في الحساب الأخير ليست تعبيرًا عن هذا الفعل العظيم في تاريخ مصر وليست أعمالًا ذات قيمة تشكل ذاكرة لأجيال قادمة.
وضرب "الكفراوي" مثل بأعمال أدبية عالمية عن الحروب مثل الحرب العالمية الأولى والثانية وغيرها من الحروب التي وقعت في الحرب واكبتها أعمال أدبية خلدت في الذاكرة الإنسانية بشكل عام مثل رواية "الحرب والسلام" لتولستوى، وكذلك كتاب الأدب الألماني كانت لهم أعمال ملحمية أعطت للحروب قيمتها ودلالتها.
وأضاف "الكفراوي" أنه على أية حال سوف يأتي في مستقبل الأيام كاتب مصري يكتب عن تلك الحرب ويعطيها حقها، حق الجنود والشهداء والقادة الذين خططوا والعبور العظيم في صورته الجهادية التي حدثت.