غزة «تتألم».. الجوع «ينهش» القطاع المحاصر

جانب من معاناة أهالي غزة

مع دخول فصل الشتاء، يضرب الفقر والجوع والاقتصاد المنهار، الحياة في قطاع غزة المحاصر، حاملا معه أهالي غزة نحو المجهول القاتل..

 

ويعاني الفلسطينيون في قطاع غزة أوضاعا معيشية كارثية، تتسبب بها القيود على حرية الحركة والتنقل، ومنع وصول المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى مشكلات تتعلق بالحصول على مياه صالحة للشرب.

 

الأشهر الأخيرة، تحديدا صيف 2018، عانى أهالي القطاع المحاصر واحدة من الأزمات التي أوجعتهم، انقطاع في الكهرباء وتوقف المستشفيات وإغلاق مكاتب الأونروا وقصف واغتيال من الاحتلال لتظاهرات العودة على حدود القطاع، وسط انهيار اقتصادي.

 

تزايد الفقر  

ومع تزايد الفقر داخل القطاع المحاصر، أعلنت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن قطاع غزة عن انطلاق المسير البحري الثاني عشر اليوم الاثنين من ميناء غزة نحو الحدود البحرية الشمالية مع الاحتلال الإسرائيلي، تسانده مسيرات على شاطئ أقصى شمال القطاع.

وأوضح المتحدث باسم الحراك آدهم أبو سليمة خلال مؤتمر صحفي بميناء غزة، أنه من المقرر أن ينطلق المسير في الثالثة عصرا بمشاركة عشرات القوارب التي ستحمل متضرري الحصار، لافتا إلى أن المسير البحري سيسانده حراك بري بمنطقة الواحة شمالي غزة، وداعيا الفلسطينيين إلى المشاركة والاحتشاد.

 

وتأتي المسيرات البحرية امتدادا لفعاليات مسيرات العودة التي انطلقت أواخر مارس الماضي لتأكيد حق العودة ورفع الحصار.

 

ويعاني قطاع غزة من تردٍ كبير في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية جراء الحصار المستمر منذ 2006، وتعثر جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.

 

تعنت الاحتلال  

وضمن هذا السياق، منعت السلطات الإسرائيلية الأحد إدخال كافة أشكال الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم (التجاري)، ومن ضمنه الوقود الممول من قطر والمخصص للتخفيف من أزمة الكهرباء.

وكانت هيئات ومنظمات حقوقية فلسطينية ومؤسسات دولية بما فيها الأمم المتحدة حذرت، خلال الأشهر الأخيرة، من تفجر الأوضاع الإنسانية بغزة بسبب الحصار الإسرائيلي.

 

هذا ويشهد حوض الصيادين في ميناء غزة البحري حالة من الركود، حيث تصطف عشرات المراكب والقوارب دون عمل جراء قيام الاحتلال بتقليص مساحة الصيد التي كان يسمح للصيادين بالوصول إليها في البحر من 9 ميل إلى ستة أميال.

 

الحدود البحرية  

ويأتي ذلك ردا على المظاهرة التي ينظمها الغزيون أسبوعياً في منطقة الحدود البحرية الشمالية بين قطاع غزة والاحتلال، مما زاد من تدهور الأوضاع الاقتصادية وأثر سلباً على حياة الصيادين وعائلاتهم.

 

يذكر أن معاناة غزة ازدادت مطلع سبتمبر الماضي، حين أوقفت الولايات المتحدة مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا.

قطع واشنطن مساعداتها للأونروا وقتها، وضع اللاجئين الفلسطينيين أمام أزمة كبيرة، زادت من معاناتهم، فبعد أكثر من ستين عاماً من تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، باتت الوكالة الدولية أمام تحدٍّ كبير بالاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الذين تأسست من أجلهم، وتقديم المعونة التي تساعدهم على الحياة.

 

وخلال الأعوام القليلة الماضية، دخلت "الأونروا" في مراحل صعبة، بسبب العجز الكبير في تمويل مشاريعها، وعدم إيفاء العديد من الدول بتعهداتها تجاهها، واشتدت تلك الأزمة خلال هذا العام، إذ حذرت الوكالة الدولية من توقُّف خدماتها في الأراضي الفلسطينية، خصوصا بعدما قطعت واشنطن مساعداتها بشكل كامل.

 

حصار شعب  

أبو عهد المسلمي أحد أهالي غزة قال لـ"مصر العربية": 11 عاما حصار والشعب الغزي يموت من الجوع، الاحتلال يخنق القطاع كل يوم، ينتقم منا لصمودنا في سبيل قضيتنا، مضيفا: استهداف لمنازلنا وحصار واغتيال الشباب وإغلاق الأونروا، كل هذا يقوم به الاحتلال بمساعدة الشيطان الأكبر "أمريكا".

 

وأوضح المسلمي أن الحياة هنا في القطاع تلفظ أنفاسها الأخيرة، فلا طعام ولا شراب، ولا دواء، ولا كهرباء، الحياة هنا توقفت منذ سنوات، حتى مصدر رزقنا من البحر يخنقه الاحتلال بفرض مزيد من العقوبات وتحديد مناطق الصيد.

 

وتابع: العالم كله يشاهدنا ونحن نحتضر، وللأسف لا يساعدنا أحد، حتى العرب، إلا القليل منهم لا يقفونا بجانب عروبتنا، مشيرا إلى أن معدلات الفقر والبطالة وصلت في قطاع غزة لمعدلات مخيفة، أيضا استمرار الانقسام الفلسطيني زاد من معدلات البطالة بين صفوف الغزيين، فالقطاع الآن يعيش في حاله سيئة  نتيجة الوضع الاقتصادي  الصعب.

وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" قالت اللاجئة الفلسطينية هدية عودة، أحد اللاجئات الفلسطينيات في مدينة رفح جنوب غزة: نحن نعتمد طوال حياتنا على المساعدات التي تقدمها الأونروا ، فهي تقدم لنا الدقيق والأرز والعدس والسكر والحليب والزيوت وبعض المعلبات، فهي كل حياتنا، لا نعرف كيف سيكون نوع الجحيم الذي سنعيشه إذا تم وقف المساعدات التي تقدم لنا من قبل الوكالة ".

 

وتابعت: كل حياتنا بدائية نحن سننضم إلى قوافل الجوع، والكثير من العائلات في غزة هي مثلنا لا تمتلك أي دخل، الناس ستصاب بالجنون إذا توقفت المساعدات، لأن كل حياتهم تعتمد على مساعدات الأونروا ".

 

وتقول عودة، والتي تمتلك مطبخاً لا تتوفر فيها مقومات الحياة، إنها لا تعرف كيف ستتدبر أمور حياة أسرتها، في شهر ابريل القادم في ظل عزم الأونروا وقف المخصصات المقدمة للأسر الفقيرة في غزة، فزوجها كما تقول كما الكثير من الغزيين لا يمتلك فرصة عمل ، يستطيع من خلالها توفير قوت عائلته .

 

وعلى بعد مئات الأمتار من المنزل رافقت "مصر العربية" المواطنة الغزية عودة إلى أحد الحقول، حيث توجهت عودة لجمع أوراق نبته "الخبيزة "، وهي نبته برية يطبخها أهل غزة خاصة الفقراء خلال فصل الشتاء.

 

وتؤكد عودة، أنها تنتظر فصل الشتاء من أجل جمع أوراق الخبيزة لطبخها، بجانب ما يتم استلامه من معونات من الأونروا، فعليها تعيش أسرتها الفقيرة.

 

 

مقالات متعلقة