بتصريحاته لمطبوعات إسرائيلية.. «كلود ليلوش» يضع «القاهرة السينمائي» في مرمى النيران

المخرج الفرنسي كلود ليلوش

«كلود ليلوش».. المخرج والكاتب الفرنسي وأحد مؤسسي ورواد الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، بمجرد إعلان اسمه ضمن المكرمين بالدورة الأربعين بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اندلت موجة من الغضب من قبل بعض الفنانين والمثقفين.  ونادى محبي الفن السابع وصناعه، بإلغاء التكريم على خلفية تصريحات "كلود ليلوش" لمطبوعات ومواقع إسرائيلية خلال الأيام الماضية بعد حصوله على الدكتوراه الفخرية، وتصريحات سابقة له تعود للعام 2016 لـ The Jerusalem Post، قال فيها:  "أنا سعيد للغاية لوجودي في تل أبيب ، سعيد للغاية لوجودي في إسرائيل أشعر دائماً بالقرب من هذا البلد لقد كنت هنا لمرات عديدة وعندما أكون هنا، أشعر أنني في بيتي.. إنها دولة أحبها كثيراً وأقدّر دائمًا حقيقة أنك تعيش في إسرائيل بصعوبة وانعدام للأمان ". وحول ما أثير في هذا الموضوع، اجتمعت اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بشكل عاجل، واطلعت اللجنة على كل ما نُشر خلال الأيام الماضية من تصريحات أدلى بها ليلوش لمطبوعات اسرائيلية خلال تلقيه دكتوراه فخرية من قبل إحدى الجامعات، تمت ترجمتها لعدة لغات. ووجدت اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن كلها تأتي في نطاق المجاملات المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة.

 

وقالت اللجنة، في بيان لها: "نظرًا لأن أعضاء اللجنة الاستشارية كأفراد، ومهرجان القاهرة كمؤسسة ثقافية وقفت طوال تاريخها مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، فإن اللجنة تدعو الجميع لتزويدها بأي وثيقة تتضمن موقفًا سياسيًا معلنًا لـ"كلود ليلوش" ضد القضية الفلسطينية أو حقوق الشعب العربي، سواء كانت تصريحًا سياسيًا، بيانًا قام بالتوقيع عليه، أو أي شكل آخر للتضامن السياسي مع الموقف الإسرائيلي. وطالبت اللجنة من كل من يملك أي مادة تثبت هذا إرسالها للجنة على عنوان البريد الإلكتروني info@ciff.org.eg خلال أربعة أيام تبدأ مساء الأربعاء 17 أكتوبر وحتى مساء الأحد 21 أكتوبر لتقوم اللجنة بدراسة المواد في اجتماع عاجل آخر واتخاذ قرار بشأن التكريم. و"كلود ليلوش" ولد بالعاصمة الفرنسية باريس فى ٣٠ أكتوبر عام 1937، أول من صور أفلامه بنفسه فى الستينيات بكاميرا واحدة كان يحملها على كتفه وبهر العالم بأسلوبه الجديد الذى يترك حرية الحركة بعيدًا عن صنع التقطيع ورسم الكادر التقليدي.

 

تربطه بالسينما حالة حب دائمة بل هى بالنسبة له الحياة نفسها وهو ما تجلى فى مجموعة أفلامه التي أخرجها وتجاوزت الخمسين فيلما ما بين روائية ووثائقية وقصيرة، حققت كثير من النجاحات، وتركت بصمة كبيرة على ما يقرب من نصف قرن، أبرزها فيلم " رجل وامرأة " عام 1966 ، والذي أسهم فى ترسيخ اسمه ونهجه.

 

ونال عنه عدة جوائز فى مقدمتها جائزة الأوسكار عن أفضل قصة كتبت مباشرة للسينما كما رشح لأوسكار وجولدن جلوب وبافتا أفضل مخرج ، كما فاز عن نفس الفيلم بالسعفة الذهبية.

 

ظل يمثل النجاح الأكبر للسينما الفرنسية في الخارج ويذكر أنه إنتهى من تصوير الجزء جديد من فيلم رجل وإمرأة بأبطاله الأصليين جان لوي ترينتينيان وأنوك ايمي، واختير ليلوش عضو لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائى عام 1967.

 

ومن أفلامه أيضا "الحياة للحياة " عام 1967 ، وفيلم " 13 يوم فى فرنسا " 1968 ، والذي رشح لجائزة الدب الذهبى لمهرجان برلين السينمائي ، "الحياة الحب الموت " 1969 ، " السفاح " 1970.

وعن تكريم "كلود ليلوش"، قال محمد حفظي؛ رئيس مهرجان القاهرة، في تصريحات سابقة: "يعد الاحتفاء بالمخرج كلود ليلوش فى الدورة  الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى تتويجًا لواحد من اهم المخرجين الذين أثروا الشاشة الأوربية والعالمية بأعمال خالدة فى ذاكرة السينما، على مدار أكثر من نصف قرن بل إن مجلة «كاييه دو سينما» «دفاتر السينما» تذهب بعيداً فيما تصفه بالمؤسس لتيار سينمائي متفرد".

 

وأضاف: "قدم ليلوش عديد من التجارب التى استلهمت قصصها من الواقع وتحاكي الحب والحياة ، وظهرت كموجات سينمائية متميزة فى صورتها وأفكارها، وتشكل أعماله حيوية كبيرة ولغة سينمائية منفردة، هو بحق صانع افلام سخى يحب الشخصيات التى يخلقها فى أعماله والتى تكشف عن أعظم المشاعر الانسانية من الصدق، الحب، الصداقة، الظلم، الموت، التسامح، الحنين إلى الوطن، وعشق السفر".

 

مقالات متعلقة