على أنغام موسيقى الهارب الدافئة، وبالفنون الشعبية الاستعراضية، احتفلت مصر بحضور 26 سفيرًا ومستشارًا ثقافيًا من ١٦ دولة عربية وأجنبية، بتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني، اليوم. ولم يكن اليوم شاهدًا على الحدث فقط، بل يتزامن معه الاحتفال بمرور 50 عامًا على إنقاذ ونقل معبدي رمسيس الثاني ونفرتاري، في ٢٢ سبتمبر ١٩٦٨، حيث نقلت التماثيل لمسافة 210 أمتار بارتفاع 65 مترًا.
بدأت الاحتفال مساء أمس، بحفل عشاء نظمته وزارة الآثار من أمام معبد ابو سمبل وبحيرة ناصر، وصاحبه عرض موسيقي هادئ من فرقة ثلاثي اللوتس. ورحب الدكتور خالد العناني؛ وزير الآثار، بالحضور، وشكر د. ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة على مشاركتها في الاحتفالية بهذا العرض الموسيقي الرائع. وأشار العناني، إلى أن هذه الاحتفالية التي حضرها عدد من السفراء ومديري المعاهد الأجنبية هو دعم للآثار والسياحة في مصر، وأن الوزارة تسعى جاهدة مع الوزارات المعنية للترويج لآثار مصر وسياستها. ولفت العناني، إلى أن الآثار هي القوى الناعمة لمصر والقادرة على تحسين الصورة الذهنية الصحيحة لمصر وجذب السياح لها من دول العالم.
وأعرب الحاضرون، عن استمتاعهم بهذه الليلة ووصفوها بالخلابة والفريدة الحاضرين بهذه الليلة. ومع الساعات الأولى من فجر اليوم، حرص وزير الآثار والوفد المرافق له؛ على مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس فجر اليوم ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨. كما حضر ظاهرة التعامد وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتوره غادة والي، وزيرة السياحة الدكتوره رانيا المشاط ومحافظ اسوان احمد ابراهيم، والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، و٢٦ سفيرًا ومستشارًا ثقافيًا ومديري المعاهد الأثرية من ١٦ دولة عربية وأجنبية، و3000 زائر من الاجانب والمصريين. ونُقلت ظاهرة التعامد حصريًا عبر ١٠ قنوات محلية وأجنبية منها: "البريطانية، الإسبانية، والصينية". وبعدها اصطحب العناني، ضيوف وزارة الآثار في جولة تفقدية لمعبد الملكة نفرتاري وكذلك القبة الخرسانية لمعبد الملك رمسيس الثاني بابو سمبل، وحرص سفير دولة السويد الذي كان ضمن ضيوف وزارة الآثار علي زيارة القبة من الداخل حيث أن دولة السويد هي التي قامت بعمل هذه القبة اثناء عملية النقل. وبعدها زار الوفد، مركز التوثيق لاطلاعهم على إجراءات ومراحل أعمال إنقاذ ونقل المعبدين إلى مكانهما الحالي.
و خلال الجولة استوقف د. العناني، وفد سياحي من إسبانيا، وسألوه عن آخر الاكتشافات الأثرية وعما إذا كان هناك أي اكتشافات حديثة سيعلن عنها الوزير خلال تواجدهم في مصر، حيث انهم راغبين في مشاركة المصريين بالاحتفال بالكشف الجديد. وعلى هامش الاحتفالية، أهدت وزارة الآثار، ضيوفها، حقيبة تذكارية لتخليد ذكرى ٢٠٠ عام علي اكتشاف المعبد، التي تم تجهيزها العام الماضي بالتعاون مع منظمة اليونسكو خصيصًا لهذا الاحتفال. و تضم الحقيبة على بعض الهدايا التذكارية منها كتيب عن تاريخ المعبدين وعن عملية إنقاذهما ونقلهما إلى المكان الخالي لهما، بالإضافة إلى "ميدالية، قلم، كوب، وتيشيرت" عليهم صوره لمعبد الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل وشعار الوزارة واليونسكو.