«ماريا».. إحياءً لقيم أوشكت على الذبول في مجتمعنا

حفل توقيع رواية "ماريا"

"إن ما زرع الله في قلبك من أمر، إلا لأنه يعلم أنك تستطيع الوصول إليه"، تلك الحروف التي همست بها معلمته في أذنه، كانت حافزًا قويًا له للسير في طريق الأدب الذي أحبه منذ نعومة أظافره، لينتج روايته الجديدة "ماريا" أنه الكاتب ثائر فرحان. وضمن برنامج قراءات، في مكتبة عبد الحميد شومان العامة، اجتمع عدد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، لمناقشة رواية "ماريا" وسط تفاعل بين الحضور، وأدارته نادية الروابدة.   

وحول الرواية، قال نادية الروابدة، إن "ماريا" تعد مرآة المؤلف الذي استطاع من خلالها التعبير عن حبه وشغفه لعلوم الكيمياء التي يدرسها، ووظفها لخدمة القيم النبيلة، لافتة إلى أن "ماريا" امتازت بالسرد السلس للأحداث والحث على التفكير الايجابي لخدمة المجتمع.

 

وتحدث المؤلف ثائر فرحان عن عمله الأدبي، قائلًا: "تتناول "ماريا" مواضيع عدة فيها عبر وقيم، استشعرت بأنها في طريقها إلى الذبول بالمجتمع، لذلك كان من الأجدى إعادة إحياء تلك القيم منها الإخلاص والعزيمة والتصميم والتفكير الاجتماعي والأمل والشجاعة".

 

وتروي رواية "ماريا"، مسيرة طالب تخصص في الكيمياء يدعى ديفيد، وتحتوي على قصص نجاح وحب وإرادة. وأشار إلى أن "ماريا" بدأت كفكرة وكانت كغيرها من الأفكار، إلا أن أصبحت فكرة من الواقع الذي نعيشه.

 

ووصف فرحان الرواية، بأنها عبارة عن تأملات لقيم إنسانية ومبادئ تتمحور حول الرقي النفسي والاجتماعي، كما تحتوي على مواقف لشخصيات من نسج الواقع.

 

وتابع: "كما احتوت الرواية على مبادئ كثيرة منها الإخلاص والأمل والإرادة والحب والشجاعة والصبر وجهاد النفس، لافتًا إلى أن "ماريا" تبين من خلال مواقفها حوارات توضح كيفية الموازنة بين العقل والقلب، وان كل شيء يصير لحكمة، وأن الذي يسعى بإخلاص ويبذل سعيًا للخير سيصل ويحقق ما يبتغي اليه.

 

وحول الرواية، قال فرحان "تحكي الرواية قصة "ديفيد" الذي يكون مولعا بالعلوم، خصوصا الكيمياء، وحبه لـ"ماريا" ومواجهته العقبات وتغلبه عليها، كما تحوي اماكن شتى منها "فيينا" التي نشأ فيها و"بولندا" التي ارتحل إليها، و"برلين" عندما التقى البروفيسور لورانس، وكندا واسبانيا واسطنبول والسويد".

 

وبيّن أن ماريا اسم أعجمي ويعني المرأة البيضاء، وهو يواكب في معناه اسمًا يعني الغزال الابيض، هذا الاسم هو "ريما"، وهي معلمته التي أنبتت اغلب القيم التي اثمرت طبيعة تفكيري.

 

وأكد فرحان أن الهدف من الرواية، هو احياء قيم واشكت على الذبول في مجتمعاتنا، وغرس مبادئ إيجابية يناقضها الكثيرين لتمسكهم بالعرف القديم، وبالتالي ايضاح أن كل إنسان مسؤول عن واقعه.  

وفي ختام الاحتفالية، وقع الأديب ثائر فرحان روايته الجديدة للحضور.

 

أما "شومان"؛ فهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.

مقالات متعلقة