فنان متعدد المواهب ومتنوع القدرات، بمجرد ظهوره على الشاشة يأسر مشاهديه ببراعته التمثيلية ويأخذهم إلى عالمه الخاص، لم يكن التمثيل الموهبة الوحيدة التي يمتلكها، وجدناه مخرج ذو موهبة عالية، ومنتج بارع، إنه الفنان الإنجليزي ريف فاينز. وقرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريم الفنان الإنجليزي ريف فاينز، في دورته الأربعين، بجائزة فاتن حمامة التقديرية، تقديرًا واعترافًا بدوره في صناعة السينما. وخلال السطور التالية نستعرض مسيرة "فاينز" الفنية وترشيحه لجائزة الأوسكار:
ولد "ريف فاينز" في 22 ديسمبر عام 1962، في انجلترا، لوالدته الروائية جينيفر لاش، ووالده مارك فينيس، المصور الفوتوغرافي. بدأ مسيرته الفنية في عالم الدارما، خلال فترة التسعينيات، وشارك في "Prime Suspect" عام 1991، والفيلم التليفزيوني "A Dangerous Man: Lawrence After Arabia" عام 1992، وغيرها من الأعمال التي لاقت قبول من الجمهور وصناع السينما. موهبة أهلته للمشاركة في فيلم "Schindler’s List" عام 1993، بترشيح من المخرج العالمي ستيفن سبيليرج، ليأت له الفرصة على طبق من ذهب ليقف إلى جوار نخبة من نجوم هوليوود على رأسهم النجم ليام نيسن. وعندما تجتمع الموهبة مع الحظ، نتذكر "ريف فاينز" الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد، مع أولى تجاربه السينمائية. ولم يترشح للأوسكار فقط عن دوره بفيلم "Schindler’s List"، لكنه يعد من أهم أدوار الشر في تاريخ السينما وذلك وفقاً لقائمة معهد الفيلم الأمريكي لأفضل 100 بطل وشرير على شاشة السينما. ومن هنا توالت نجاحات "فاينز"، وحصل على ثناء النقاد لأدائه في فيلم برنامج المسابقات" عام 1994، كما لعب دورًا بارزًا آخر في فيلم "المريض الإنجليزي" عام 1996، الذي ترشح عنه للأوسكار. ولم يتوقف عشق "فاينز" للمسرح، واستمر بالتمثيل على خشبته، وحصل على جائزة "توني" عن دوره في مسرحية "هاملت" في اقتباس عصري لمسرحية وليام شكسبير عام 1995 من إنتاج برودواي، حيث تميز بأدائه دور الشخصية الرئيسية عنوان المسرحية.
وحظى "فاينز" على المزيد من الاهتمام حين أخذت مسيرته السينمائية منحنى جديدًا حين لعب دور العدو الشيطاني فولدمورت في سلسلة أفلام "هاري بوتر" المأخوذة عن الروايات الخيالية للكاتبة جيه. كيه. رولينج، و في العام نفسه قام ببطولة فيلم "البستاني المخلص" الذي نال الكثير من الاحتفاء. وفي الألفينات سار فاينز، من نجاح لنجاح بأدوار لاقت الإعجاب في أفلام: "في بروجز" (2008)، "الدوقة" (2009)، "خزانة الألم" (2008)، "القارئ" (2008).
وفي عام 2011، بدأ فاينز أولى تجاربه في الإخراج بفيلم "كورليانوس" المأخوذ عن
تراجيديا لشكسبير بنفس الاسم، وقام فيه بدور الشخصية الرئيسية عنوان الفيلم. وعام 2013، قام أيضًا بتمثيل وإخراج فيلم "المرأة الخفية" الذي لاقى قبولاً كبيرًا، بالإضافة لأفلام أخرى مثل: "سكايفول" (2012) ، و"طيف" (2015). وعن دور الناطور "جوستاف إتش" عام 2014، حظى "فاينز" بتقييمات نقدية عالية عن هذه الشخصية في فيلم "فندق بودابست الكبير"من تأليف و إخراج ويز أندرسون، وكذلك عن دوره في الفيلم الهزلي "عاش القيصر!” من تأليف و إخراج الأخوين جويل و إيثان كوين. وحاليًا، يقوم "فاينز" ببطولة مسرحية "أنطوني وكليوباترا"في دور "أنطوني"، من إنتاج "ويست إند" ويستمر عرضها حتى يناير 2019.
كما يشارك "فاينز" في بطولة فيلم جديد هذا العام بعنوان "هومز و واتسون"،بجوار كل من النجوم "ويل فاريل"، و "جون سي ريلي".
ليس هذا فحسب، بل سيقوم أيضًا "فاينز" بالتقديم لفيلمه الجديد "الغراب الأبيض"الذي قام بإخراجه وشارك في تمثيله. ويدور الفيلم حول أسطورة الباليه الروسي رودولف نورييف، ويحكي الفيلم عن سنوات شباب الراقص الأسطوري و هروبه من الإتحاد السوفييتي إلى الغرب عام 1961.