باتت التكنولوجيا وأجهزة الهواتف اللوحية الحاسوبية في العصر الحالي، تمثل تهديد واضح وسريع لكتب الأطفال، تلك التي تحظى بقبول كبير لدى الصغار؛ نظرًا لسهولة استخدمها، والمتعة التي تخلقها لهم.
وهذا ما أكد عليه تقرير أصدرته حركة النشر العربي مؤخرًا تستعرض به المشكلات التى تواجه نشر كتاب الطفل وهى اعتماد الأجيال الجديدة على أجهزة الهواتف اللوحية الحاسوبية فى التعلم والترفيه، مع توافر برمجيات تعليمية وأفلام كارتون مسلية أقل كلفة وأكثر تفاعلية، ويؤكد هذا ضرورة تحول دور النشر العاملة فى هذا المجال إلى إنتاج هذه البرمجيات وإنتاج نوعية جديدة من كتب الأطفال تفاعلية مع الفضاء الرقمى.
استطلع موقع "مصر العربية" آراء بعض كتاب الأطفال، لتوضيح رؤيتهم في هذا الأمر، وهل هناك تهديد على كتاب الطفل أم لا؟.
وقال كاتب الأطفال أحمد زحام، إنه لا يتفق كثيرًا مع هذا التصور، وإن كان يقلل من فرص بقاء كتاب الطفل في الريادة في المستقبل، ولكن هذا يمكن أن يحدث في عالم يستطيع فيه الطفل وأسرته في امتلاك هذه التقنية، فمازال تعامل الطفل معها محدود بقدرة التكلفة، لذا سيظل كتاب الطفل موجودا لفترة طويلة، وخاصة في سنوات العمر الأولى.
وأوضح "زحام" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أن هذه البرمجيات عند الحصول عليها يجب أن تدفع قيمة ماتريد أن تحصل عليه، وفي المجتمعات الفقيرة يكون الكتاب واحد من أهم وسائل المعرفة، وكتاب الطفل يتحدث عنه علماء النفس والتربية عن ضرورة وجوده في ظل هذه الطفرة في التقدم العلمي؛ لتوازن الطفل النفسي وتعامله بشكل طبيعي مع المجتمع المحيط به.
وأعرب "زحام" عن مخاوفه تجاه "كتاب الطفل" قائلًا :لكن علينا الانتباه أن كتاب الطفل في التناقص، وأن أغلب دور النشر الكبرى تتجه إلى الفضاء الخارجي لمواكبة العصر، ويقيني أن كتاب الطفل سيبقى مع بقاء الحياة على هذا الكوكب، ولن يكون يوما أثرا من اﻵثار القديمة لحضارات اندثرت.
وأشار "زحام" إلى أنه هناك عدد من الوسائل يمكن من خلالها الحفاظ على مكانة "كتاب الطفل"، فأولًا يجب أن يتم الاستفادة من التقنيات الحديثة في الطباعة والخروج من دائرة الطباعة التقليدية كما حدث في السينما، حيث أن هناك على سبيل المثال طباعة الكتاب بالأبعاد الثلاثية.
وتابع "زحام" قائلًا : ثانيا يجب تحرير وسائل طباعة الكتاب من الأعباء التي تعوقه في استخدام هذه التقنيات مثل الجمارك والضرائب، وثالثا من الضروري فتح الأبواب للفنانين المجيدين في هذا المجال وفي تطوير كتاب الطفل من حيث الصورة والخامات المستعملة، ورابعا أن تكون هناك إرادة للتغيير من المؤسسات خاصة دور النشر الخاصة وجرأة في التنفيذ.
أما الكاتب السيد نجم، وافق بشدة على الرأي الذي يؤكد على اعتماد الأجيال الجديدة على أجهزة الهواتف اللوحية الحاسوبية فى التعلم والترفيه.
وأكد "نجم" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أنه في المستقبل القريب سوف نواجه مشكلة مع الأجيال الجديدة، بأن نتدخل ونوفر سبل التفاعل مع التقنية الرقمية فى التعليم والثقافة، أما عن تهديد التقنية الرقمية بكل وسائلها للكتاب الورقى فهى غير حقيقية من وجهة نظره فلم يحدث أن ألغت تقنية ما تقنية سبقتها.
ورأت المؤلفة الأردنية هالة محمد صالح النوباني، أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت واقع فرض نفسه على حياتنا وحياة أطفالنا، وأثر على كتاب الاطفال كما أثر على جميع نشاطاتنا، وأنه على العاملين في مجال أدب الطفل ركوب موجة الكتاب الرقمي وإنتاج برمجيات تفاعلية هادفة لكن بحذر.
وأضافت "النوباني" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" لست مع استبدال الكتاب الورقي برقمي للأطفال دون عمر ١٢ عام وذلك لخطورة الأجهزة الالكترونية على صحتهم، وإسهام التكنولوجيا في التقليل من نشاطهم الحركي وتأثيرها على تفاعلهم الاجتماعي، وحتى نموهم العقلي لكن مع الكتاب الرقمي والبرمجيات الهادفة إن كانت ستحميهم من برمجيات ضارة والعاب عنيفة، وسيجعل الكتاب يصل لشرائح أوسع من المجتمع.
وشددت "النوباني" على المربين أن يكونوا حذرين، وعلى دور النشر الاهتمام بتطوير الكتاب الورقي وتنويعه ورفع جودته وجاذبيته للحفاظ عليه بين أيديهم، والتشجيع عليه لتصبح كفته هي الأرجح وانتشاره هو الأوسع، خاصة للأطفال دون عمر 12 عام مع العمل على نشر كتب وبرمجيات رقمية هادفة وتقنين استخدامها.