بحفل مبهر اجتمعت فيه الأصالة مع الفن الراقي، وصوت الفرحة مع رنة الشجن، انطلقت فعاليات مهرجان الموسيقى العربية الـ27، الذي يحمل اسم الفنانة الراحلة شادية والمهداة للراحلين الموسيقار ميشيل المصري وعازف الكمان سعد محمد حسن. وقبل مراسم الافتتاح الرسمية، استقبلت ساحة الأوبرا الخارجية على المسرح الذي شيد خصيصًا ليصاحب جميع الفعاليات، رواد المهرجان، بباقة من أشهر الأغاني الطربية والوطنية التي رفعت من الحالة الحماسية للجماهير منها: "حيوا العلم، البداية، أما براوه، يونس، ابجد هوز، بعيد عنك، يانا يانا، النور مكانه"، وقدمها أطفال وشباب مركز تنمية المواهب. وفي بهو المسرح الكبير، بدأ الاحتفال لتفتتح الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور مجدي صابر؛ رئيس الأوبرا، فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، وذلك بحضور الفنانة جيهان مرسي مدير المهرجان. وبأروع أعمال الموسيقى العربية الذي عزفها التخت العربي، بدأ الاحتفال الذي أخرجه "مهدي السيد". وتحول المسرح لشاشة سينمائية، وعرضت فيمًا تسجيليًا بعنوان "وداعًا شادية" تضمن مشاهد من محطات مضيئة في حياتها ترويها "شادية" بصوتها ضمت مقتطفات من أجمل أفلامها وأغنياتها. وبعدها صعدت الدكتورة إيناس عبدالدايم؛ على المسرح، وقالت في كلمتها: "مهرجان الموسيقى العربية هو العرس الفني الذي نقيمه سنويًا على ضفاف النيل الخالد، فهو ليس لقاءً عاديًا وإنما جسر لربط الماضي بجماله وأصالته. وأضافت أنها شرفت برئاسة مهرجان الموسيقى العربية عدة أعوام، ونجح خلالهم في تخطي الصعوبات والحفاظ على الهوية الموسيقية. وأكدت أن المهرجان والأوبرا يسعيان لعالم لا مكان فيه للكراهية ولا مكان لشئ سوى الحب والسلام، فالفن الحقيقي لم يخلق للنسيان.
وتحدث الدكتور مجدي صابر؛ رئيس دار الأوبرا، قائلاً: إن المهرجان أصبح عيدًا للموسيقى ودعا الجميع للاحتفال باطلاق الدورة 27 التي تأتي امتدادًا للتاريخ الموسيقي الثري الجامع لدول الوطن العربي كما رحب بضيوف المهرجان تحت سماء الأوبرا قبلة الفنون.
ومن جانبها،أكدت جيهان مرسي؛ مديرة المهرجان، أنه هو الحدث الأهم الذي ينتظره عشاق الموسيقى العربية ليس في مصر وإنما في العالم العربي لأنه المهرجان الذي يضع أمام عينه هوية موسيقانا العربية، ولا يخفى على أحد أن الموسيقى العربية لم تعد تمثل اهتمام للعالم العربي فقط وانما وصل صداها للعالمية وصارت تعزف وتغنى وتدرس في جميع أنحاء العالم. وفي لحظات مؤثرة وحالة وجدانية اختلطت فيها مشاعر السعاده بالشجن كرمت وزيرة الثقافة ورئيس الأوبرا 18 شخصية ساهمت في إثراء الحياة الفنية في مصر والعالم العربي بأهدائهم دروع المهرجان وهم: "اسم الفنانة الراحلة شادية وتسلمه ابن شقيقها خالد شاكر، اسم الموسيقار ميشيل المصري وتسلمه الدكتور حسن شرارة، اسم عازف الكمان سعد محمد حسن وتسلمته ابنته نجلاء، اسم الموسيقار صلاح عرام وتسلمه ابنه محمد، اسم الموسيقار حلمي أمين وتسلمه ابنه المايسترو مصطفى، اسم عازف الكمان حازم سليم وتسلمه ابنه محمد، اسم الموسيقار رياض الهمشرى وتسلمه ابنيه عمر وهشام، اسم الموسيقار اللبنانى حليم الرومي وتتسلمها ابنته الفنانة ماجدة الرومي فى حفل الختام. الموسيقار السعودى الدكتور عبد الرب ادريس، الموسيقار عماد الشاروني، المطربة نوال الكويتية وتتسلمه في حفلها خلال الفعاليات، المطرب سمير الإسكندراني ، عازف الناي الدكتور قدري سرور ، الباحث العراقى الدكتور حبيب ظاهر العباسي، عازف الإيقاع سعيد الأرتيست، الكاتب الصحفى والفنان محمد البغدادي، المهندس بدر الزقازيقي رئيس الادارة المركزية للتجهيزات الفنية بالاوبرا، المطربة التونسية لطفية. وعقب ذلك أهدى رئيس الأوبرا، وزير الثقافة الدرع التذكارى للمهرجان تقديرًا لها وعرفانًا بدعمها الدائم للمهرجان. وتخللت الموسيقى أرجأ المكان، بفقرات فنية بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو سليم سحاب التي قدمت باقة من ألحان لمجموعة من الأعمال الدرامية التى حفرت في ذاكرة المشاهدين من الحان وتوزيع الفنان ميشيل المصري منها: "موسيقي عائلة الحاج متولي، تتر مسلسل ليالى الحلمية غناء الفنان محمد الحلو، تتر مسلسل "مين الي ميحبش فاطمة" تغنى بها الفنان محمد ثروت". وقدم عازف الكمان الدكتور حسن شرارة موسيقى "من قلبي"، تلاه عازف الكمان الدكتور رضا رجب بموسيقى "شروق"، وأدت الطفلة وفاء عماد "يا حبيبتى يا مصر"، كما قدم عازف العود ممدوح الجبالي موسيقى "على عش الحب" للراحلة شادية. وتغنت المطربة إيمان عبد الغني بأغاني "أمي، اقوي من الزمان" وعزف ماجد سرور على آلة القانون موسيقى دويتو "لحن الوفاء". واختتم الحفل بأغنية "شادية" التي أُعدت خصيصًا للمهرجان من كلمات الشاعر هاني عبدالكريم وألحان محمد رحيم، قدمها نجوم الأوبرا: "إيمان عبدالغني، حنان عصام ونهى حافظ". وتزامنا مع فعاليات الافتتاح بالقاهرة، اقيم حفل على مسرح سيد درويش بدار اوبرا الاسكندرية تضمن فاصلين بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو ابراهيم الموجي الاول شدا خلالة نجوم الأوبرا محمد حسن باغاني "قولي عملك اية قلبي، يا عبد الودود". وبعدها تغني وليد حيدر بـ" حبيبى وعنيا، وحياتك يا حبيبى، بين شطين وميه"، واختتمت الفاصل المطربة ريم كمال بأغاني "حبينا واتحبينا" وميدلي للفنانة الراحلة أسمهان. وأحيا الفاصل الثاني، أمير الغناء العربي الفنان هاني شاكر، وقدم باقة مختارة من أروع أعمال الموسيقى العربية بالإضافة إلى مجموعة من أشهر اعماله التي تغنى بها على مدار مشوارة الفني هي: "وانت ماشى فى مصر، كل ليلة، لو بتحب، لسه بتسألى، بأمر الحب، نسيانك صعب اكيد، وعد منى،بعد حبك، كده برضه يا قمر، تعالوا، غلطة". وسبق حفل القاهرة افتتاح معرضين لفنون الخط العربى الأول بعنوان "موسيقى الخط العربي" بقاعة صلاح طاهر ويضم مجموعة لوحات فنية من إبداعات الفنان المكرم محمد البغدادي، والمعرض الثانى بقاعة زياد بكير بالمكتبة الموسيقية ويحمل عنوان "تجليات" لأعمال مجموعة من فناني الخط العربى.