بالصور| «صيف 1993» مأساة طفلة فقدت والديها.. وترشح لـ57 جائزة

الفيلم الاسباني "صيف 1993"

دائمًا عيون الأطفال ترى الأمور من منظور مختلف عن الكبار، ومن هذا المدخل قررت المخرجة كارلا سايمون، أن تقدم قصة درامية غنية بالمشاعر القوية لطفلة فقدت والديها في فيلم "صيف 1993". والتقطت عدسة الكاميرا المشاعر من عيون الأطفال، بما في ذلك من تحديق وتركيز وتأمل، واهتمت المخرجة اهتمامًا خاصًا بالتفاصيل الدقيقة التي تثير اهتمام المشاهدين من صغار السن. وبعد عرض الفيلم الإسباني "صيف 1993" الذي أُنتج عام 2017، في 11 مهرجانًا سينمائيًا، تعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافية، غدًا الثلاثاء 6 نوفمبر 2018.   

تقع أحداث الفيلم في إسبانيا وفي صيف العام 1993، واشتركت المخرجة "كارلا سايمون" في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتبة السينمائية فالنتينا فيسو. يحمل فيلم "صيف 1993" طابع أفلام السيرة الذاتية، والشخصية الرئيسية في قصة الفيلم هي الطفلة فريدا "الممثلة الطفلة لايا أرتيجاس"، ابنة السادسة من العمر التي تعيش مع جديها في مدينة برشلونة بإسبانيا، بعد وفاة والدتها التي عانت من مرض الإيدز والتي توفيت بعد وفاة والد "فريدا" الذي عانى كوالدتها من مرض الإيدز. وتنقل الطفلة فريدا بعد ذلك للعيش في منطقة ريفية مع أسرة خالها إيستيف "الممثل ديفيد فيرداجوير"، وزوجته مارجا "الممثلة بونا كوسى"، وابنتهما الطفلة آنا "الممثلة الطفلة بولا روبيلز" ابنة الثلاث سنوات من العمر، والتي تصبح أنيسة "فريدا" ورفيقتها في اللعب.

 

وتكتشف "فريدا" بيئتها الريفية مع أسرتها الجديدة في منزل يقع في مزرعة في منطقة جبلية قريبة من غابة كثيفة. وتجد نفسها تعيش مع أبوين جديدين عطوفين وابنة خالها الودية الأنيسة، أي أنها تجد نفسها في جو عائلي ودي مثالي، ولكن رغم الأوضاع الودية والإيجابية التي تحيط بحياة فريدا، تعاني من الألم الناتج عن فقدان والديها، وتواجه صعوبة في نسيان والدتها والتكيف بسهولة مع ظروف حياتها الجديدة.

 

ويحيط الغموض حتى نهاية الفيلم بما إذا كان الجو الودي الذي تتمتع به الطفلة "فريدا" مع أسرتها الجديدة سيساعدها على الحدّ من المعاناة التي تتعرض لها. وتستخدم المخرجة والكاتبة "كارلا سايمون" توازنًا دقيقًا وحساسًا بين نص الفيلم والجو العام للفيلم بتقديم عرض واقعي تواجه فيه الطفلة "فريدا" فقدان والدتها وحاجتها إلى الاندماج في أسرتها الجديدة.

 

وفي تسلسل طبيعي للأحداث تنجح المخرجة في تقديم دراما مشحونة بالمشاعر القوية في حياة الطفلة فريدا وفي حياة أفراد الأسرة التي تعيش معها.  

ترشح فيلم "صيف 1993" لـ57 جائزة في 11 مهرجانًا سينمائيًا دوليًا، وفاز بإحدى عشرة جائزة شملت اثنتين من جوائز مهرجان برلين السينمائي لأفضل فيلم وأفضل مخرجة وجائزة تكريم من مهرجان لندن، وجائزة مهرجان بيونيس أيريس لأفضل مخرجة وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان إسطنبول، وجائزة المجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية لواحد من أفضل خمسة أفلام أجنبية. كما رشح فيلم "صيف 1993" باسم إسبانيا لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وحقق نجاحًا كبيرًا في دور السينما الأسبانية، وسجل أرقامًا قياسية في الإيرادات خلال الصيف الماضي.

 

وفيلم "صيف 1993" باكورة الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة "كارلا سايمون"، وقامت قبل ذلك بإخراج ثلاثة أفلام قصيرة وفيلم وثائقي، وتعد فنانة متعددة المواهب، تجمع بين الإخراج والتأليف والإنتاج والتحرير السينمائي.  

مقالات متعلقة