رغم وجود بنية تحتية قوية لبعض الدول العربية خصوصا الخليجية، لم تستطع تلك البني الوقوف أما الفيضانات والسيول الجارفة التي أسقطت قرابة 11 قتيلا، ومئات الجرحى و ألحقت أضرارا جسيمة بتلك الدول..
ففي الساعات الأخيرة، سقط قرابة 11 قتيلاً في الأردن وواحد في الكويت، أما السعودية فشهدت أضراراً جسيمة وغرق بيوت وشوارع، وكل ذلك بسبب سيول عارمة، اجتاحت تلك البلدان.
السيول والفيضانات من جراء أمطار غزيرة تسبّبت بتسجيل حالات وفاة وخسائر كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة في دول المنطقة، خاصة الأردن والكويت.
كيف تحدث السيول؟
وتحدث السيول نتيجة هطول أمطار غزيرة على أسطح منحدرة وضعيفة الامتصاص، سواء كانت صخرية أو جافة التربة، ونظراً لضعف امتصاص السطح للمياه وانحداره، تندفع للأسفل مكتسبة سرعة إضافية، وتتجمع لتشكل تياراً أو عدة تيارات.
وتختلف قوة السيل وحجمه بناء على عدة عوامل، أهمها: ملائمة السطح، كمية الأمطار وشدّتها، وهي العلاقة بين الكمية وزمن الهطول نفسه، فتتراوح السيول ما بين الضعيفة والمتوسطة والقوية.
والنوع الأخير من السيول له القدرة على إحداث كوارث قد تؤدي إلى خسارة الأرواح والممتلكات، كما يحدث حالياً في بعض الدول العربية.
فاجعة البحر الميت
فبعد أقل من أسبوعين على فاجعة البحر الميت، حلت كارثة أخرى بالأردن حيث فصلت سيول الأمطار الغزيرة الجنوب عن العاصمة عمان وشمال المملكة، وأودت بحياة تسعة أشخاص.
حتى الآن أكبر الخسائر وقعت في الأردن، حيث لقي 11 شخصاً حتفهم خلال أقل من 24 ساعة، وذلك بعد نحو أسبوعين على وفاة 21 مواطناً نتيجة سيول عارمة في منطقة البحر الميت.
وفي تفسير هذه الظاهرة قال الناطق الإعلامي لمديرية الأرصاد الجوية في الأردن، رائد آل خطاب، إن حالات عدم الاستقرار الجوي في البلاد تحدث باستمرار في فترة الاعتدال الخريفي، التي تبدأ من 23سبتمبر حتى 22 ديسمبر.
وأشار آل خطاب في حديث متلفز عبر قناة "رؤيا" الأردنية إلى أن عدم الاستقرار هذا ناتج عن "نشاط في منخفض البحر الأحمر، وهو يُعتبر منخفضاً حرارياً".
وأوضح: "في حال رافق هذا المنخفض في الطبقات العليا هواء بارد فسيتشكل ما يسمّى بعدم الاستقرار الجوي والغيوم المحلية، التي تتسبّب بحصول أمطار غزيرة بفترات زمنية قصيرة تؤدّي إلى تشكّل السيول".
وتابع الناطق الإعلامي أن الخطورة تكمن "في التشكّل المفاجئ للغيوم، وهي تتكوّن سريعاً بشكل مفاجئ، مثلما حدث في فاجعة البحر الميت"، محذراً من أن "الجو فوق الأردن ما زال مضطرباً، خاصة في المناطق الشرقية للمملكة".
سيول الكويت
وفي الكويت، تسبّبت السيول بوفاة شخص، في ساعة متأخرة من ليل أمس، وهو ما دفع وزير الأشغال العامة، حسام الرومي، إلى تقديم استقالته.
السيول التي شهدتها الكويت أدّت إلى غرق الطرق الرئيسية وإغلاقها، وجرفت المركبات وداهمت المنازل، وسط استنفار حكومي أسفر عن تشكيل لجان تحقيق للوقوف على أسباب الأزمة، وإعلان حالة الطوارئ في عدد من المناطق.
في حين، كانت السعودية مع كارثة جديدة ربنا جعلتنا نستذكر السيول الأخيرة التي ضربت المملكة قبل عام، فمؤخرا أدى هطول أمطار غزيرة ببعض المناطق السعودية كالرياض وجدة إلى حدوث سيول تسببت في خسائر مادية.
وأظهرت صور بـثت على وسائل التواصل الاجتماعي غرق بعض الشوارع والأنفاق في أحياء العاصمة السعودية الرياض، مما أثر في حركة المرور والسير.
وباشرت فرق الدفاع المدني في الرياض التعامل مع بلاغات عن احتجاز مركبات في تجمعات مياه الأمطار.
وأصدرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية بيانا قالت فيه إن المملكة تشهد تقلبات جوية من يوم الخميس إلى الأحد وتوقعت سقوط أمطار رعدية مصحوبة برياح مثيرة للأتربة.
وأوضحت الهيئة أن تلك التقلبات تشمل مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والقصيم وجازان بالإضافة إلى مناطق أخرى، داعية المواطنين إلى متابعة التقارير اليومية والإنذارات الصادرة منها.
وفي العراق ضربت السيول بعض المناطق، آخرها في محافظة ديالى، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لانهيار جسر للمركبات في محافظة ديالي، بفعل سيول الأمطار القادمة من الحدود العراقية الإيرانية.
ومحافظة ديالى هي أحد المحافظات الحدودية مع إيران.