قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة: إن مشروع متحف نجيب محفوظ شهد تطورات كبيرة وإنجازًا غير مسبوق في فترة وجيزة، مشيرة إلى أن موقع التكية أعظم مكان أثري بالقاهرة. جاء ذلك خلال الجولة التي قامت بها وزيرة الثقافة، لتفقد مركز إبداع نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب، ورافقها د. فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والمهندس طارق خضر؛ رئيس قطاع صيانه القصور والآثار بشركة المقاولون العرب، د. جمال مصطفى رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية. وأضافت وزير الثقافة، أنه سيجري التنسيق بين محافظة القاهرة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري ووزارة الآثار لتطوير منطقة التكية وما يحيطها من مراكز إبداع وأماكن أثرية، لافتة إلى أن الشركة المنفذة لمشروع المتحف ستقوم بالتسليم في 31 مارس القادم. بدأ إنشاء مجموعة محمد بك أبو الدهب والتى تضم الجامع والسبيل والكتاب والتكية فى عام 1774 م – 1188 هـ, وأنشىء الجامع ليعاون الأزهر فى رسالته العلميه، واختير للتدريس فيه أجل العلماء وألحق به مكتبه تضم 1292 كتابًا فى شتى العلوم ومعظمها كتب نادرة، وألحق بالجامع مكتبة للطلبة الأتراك وسبيلاً وحوض لشرب الدواب.
وأنشأ المجموعة الأثرية الأمير محمد بك أبو الدهب – أحد أمراء مصر العظام الذين قاموا بدور خطير فى سياستها، عرف "بأبى الدهب" نظراً لكثرة توزيعه للذهب على الفقراء. وأسندت أعمال تجهيز "تكية أبو الدهب" لتصبح متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ وبدأ فى تنفيذ المشروع منذ أغسطس 2016 وجارى تنفيذ الأعمال بالمتحف حالياً تحت إشراف الإداره الهندسية بصندوق التنمية الثقافية.
ويشمل مركز إبداع نجيب محفوظ، العديد من المقتنيات، وهي: * مكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب والتراجم من مكتبة "محفوظ" الشخصية فى منزله حيث تضم مكتبته الشخصية 1091 كتاب، أما الكتب المهداه للمتحف فبلغت 779 كتابًا. * مقتنيات الأديب الراحل الشخصية (ملابسه الشخصية – الشهادات والجوائز – القلادات – الإهداءات – قلادة النيل – جائزة نوبل – ميداليات ونياشين – صور تذكارية للأديب الراحل مع الزعماء والشخصيات العامة - هدايا تذكارية مختلفة من شخصيات عامة). ويتكون المبنى من دورين، بالإضافة إلى الدور الأرضى، والذى يضم : أمن وإستقبال – السبيل – مكتبتين لمؤلفات نجيب محفوظ بالعربية وأخرى باللغات الأجنبية، بالإضافة إلى مكتبة سمعبصرية .. كما يضم الدور 2 فصل دراسى (لدراسة السيناريو - فصل لدراسة الكتابة الإبداعية).
ويضم الدور الأول من المتحف : 2 قاعة (للمتعلقات الشخصية للأديب الراحل) ، قاعة متعددة الأغراض ( ندوات وعروض)، مكتبة نجيب محفوظ الشخصية، بالإضافة إلى مكتبتين بحثيتين فى مجالات الفنون والأداب.
وعلى مدار 12 عامًا الماضية، ندى عدد من المثقفين والمقربين من نجيب محفوظ، عقب رحيله، بافتتاح متحف يخلد ذكراه، ويصبح ملتقى لمحبي ومريدي أدبه من مختلف أنحاء العالم، واعتمد فاروق حسني؛ وزير الثقافة آنذاك، قراراً وزارياً رقم (804) لسنة 20066، بتخصيص تكية محمد أبو الدهب بجامع محمد أبو الدهب (أثر رقم 688) بالأزهر بمحافظة القاهرة، ليكون مركزاً ومتحفاً للأديب الكبير نجيب محفوظ. لكن القرار تعطل، عندما اعترضت وزارة الآثار المصرية على بعض الأعمال التي تخص التجهيز المتحفي باعتبارها لا تجوز في مبنى أثري يعود تاريخه إلى عام 1187هـ. إلا ان شعاع من اﻷمل امتدت في الأفق عام 2015، مع إعلان عبد الواحد النبوي؛ وزير الثقافةالسابق، إقامة متحف يضم مقتنيات الأديب العالمي نجيب محفوظ. ومع تغيير السلطات والرؤساء، عاد الوضع كما هو عليه، لتتردد التصريحات وتعلن في كل مرة عن ترقب الافتتاح لمتحف نجيب محفوظ. وقررت بعد ذلك وزارة اﻷثار، منح وزارة الثقافة الدور الأرضي والأول في تكية أبو الدهب، لإقامة المتحف، إلا أن "الثقافة" طالبت بالمبنى كله، ليوضح في وقتها، عام 2015، محمد عبدالعزيز؛ معاون وزير الآثار لشئون الآثار الإسلامية والقبطية، أنه كان من المقرر تخصيص الدور الثانى والثالث بالتكية لإنشاء المتحف، بعد عمل وزارة الثقافة للدراسات والاحتياطات اللازمة للأحمال لتأمين المكان الأثري.