«المنطقة المحاصرة».. فيلم صربي يرصد أزمة المهاجرين ومحنتهم

الفيلم الصربي "المنطقة المحاصرة"

عام 2004، وبعد مرور خمسة أعوام على انتهاء الحرب في أقليم "البلقان"، تدور أحداث الفيلم الصربي "المنطقة المحاصرة"، الذي أُنتج عام 2015. وترصد كاميرا المخرج "غوران رادوفانوفيتش"، خلال أحداث الفيلم، الذي تعرضه لجنة السينما بمؤسسة عبدالحميد شومان، يوم الثلاثاء 13 نوفمبر، تداعيات تلك الحرب على عائلة صربية مسيحية تعيش في حي صربي معزول في قلب كوسوفو التي يسودها المسلمون الألبان، وحيث ما تزال الفوضى والتوتر يخيمان على كامل الأقليم، تعاني العائلة من حالة من التعصب تجاهها من قِبل الألبان مما يؤدي لانتقال العائلة إلى بلغراد. تتكون العائلة الصربية من الطفل نيناد -البالغ 10 أعوام- ووالده الأرمل المكتئب ومدمن الكحول، وكذلك جده المريض على حافة الموت، والمفارقة أن الطفل "نيناد" يذهب يوميًا إلى المدرسة بواسطة مدرعة تابعة لقوات حفظ السلام. يشترك فيلم (المنطقة المحاصرة) مع عدد كبير من الأفلام التي أنتجت عن هذه الحرب، في طرح موضوع أزمة الأقلية الصربية المسيحية في منطقة كوسوفو، واستكشاف الماضي والصراعات العرقية الصادمة من خلال عيون الأطفال.  

يفتتح المشهد الأول في الفيلم على غرفة صفية فيها طالب واحد وهو نيناد -هو الطفل الوحيد في المدرسة-يقرأ بصوت عالٍ واجبه المدرسي بعنوان "أعز أصدقائي" على مسمع معلمته. لكنّ العزلة التي يعيشها في قرية ذات أغلبية ألبانية تجعل من جده المحتضر الصديق الوحيد المتوفر، والحال هنا أن الطفل "نيناد" عازم رغم التوترات على خلق جو مناسب لجده المريض، وعلى خلق صداقات مع الأغلبية الألبانية في كوسوفو التي مزقتها الحرب.  

لم يرغب المخرج رادوفانوفيتش، أن يثقل القصة بالتفاصيل المتعلقة بالصراعات في كوسوفو، وإنما رغب بالتركيز على إكتشاف محنة الشخصيات، ورسم أوجه التشابه بسهولة بما يتعلق بأزمة المهاجرين الحالية التي تثير تحديًا ديمجرافيًا على مستقبل القارة الأوروبية.  

ساهم الأداء المميز للممثلين، في نسج جو مقنع ويحدث صدى عاطفي لدى المشاهدين، لينال فيلم "المنطقة المحاصرة" تقديرًا دوليًا وحاز على جائزة الجمهور في مهرجان موسكو الدولي للسينما، ورشح من قبل صربيا للمشاركة في جوائز الأوسكار عن فئة الأفلام الأجنبية.

مقالات متعلقة