زواج وطلاق وقتل، حالات ظهرت في وقت قليل، وكلها بسبب واحد وهو لعبة « «PUBG، التي انتشرت إلى حد كبير في الآونة الاخيرة حتى وصل مستخدميها إلى 20 مليون مستخدم يوميا.
قتل طالب لمعلمته
"قتل طالب لمدرسته"، هو آخر ما تسببت فيه اللعبة في مصر، بعد أن تسببت في العديد من حالات الطلاق في العراق، حيث قام طالب في الصف الأول الثانوي، قبل أيام، بقتل معلمته في أثناء تلقيه درسا خاصا في منزلها بمنطقة ميامي بمحافظ الإسكندرية، وأعترف خلال التحقيقات أنه استوحى فكرة القتل من اللعبة التي يلعبها على الإنترنت.
وأوضح الطالب خلال التحقيقات، أنه قام بإحضار عدد 2 سكين من منزله وتوجه لمنزل المجني عليها كعادته أسبوعياً لتلقيه درس خصوصي لديها، ولدى دخوله لمنزلها طلب منها كوب ماء، وقام بتوجيه العديد من الطعنات إليها فأودى بحياتها وفر هارباً تاركاً حقيبته وحذائه والجاكت الخاص به وتخلص من السكين باحد الشوارع.
البرلمان يجتمع لحذف اللعبة
ومن جانبها أعلنت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب المصري أنها ستعقد اجتماعا لمناقشة إمكانية حذف اللعبة من متاجر التطبيقات الإلكترونية.
وأوضح أحمد بدوي، رئيس اللجنة الاتصالات، أن اللعبة تدعو إلى العنف، وتندرج تحت ما يسمى بـ"حروب الجيل الـ4 على المنطقة العربية"، فضلا عن أنها تشكل "خطورة على الأطفال".
فيما أشار محمد حجازي، رئيس لجنة التشريعات والقوانين بوزارة الاتصالات، في تصريحات له، أن اللعبة ليست تحت سيطرة الوزارة، لأنها موجودة على متجر خاص بشركة جوجل ومتجر أبل، ولا يوجد سلطة لحجب الألعاب الموجودة على مثل هذه المتاجر، مشدداً أن الوسيلة الوحيدة لمواجهة مثل هذه الألعاب العنيفة تأتي برفع التوعية بمزايا ومخاطر استخدام التكنولوجيا والألعاب.
الأزهر يحذر
وأصدر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، بيانا أوضح خلاله أن اللعبة تبدو فى ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدم أساليب نفسيةً معقدة تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الالكترونية؛ لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى.
وأضاف البيان: "تأسيسا على الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف بجميع قطاعاته، فإن المركز يوجه عدة نصائح لجميع فئات المجتمع تساعدهم على تحصين أبنائهم وتنشئتهم تنشئة سوية واعية، ومنها متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة، ومراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة، والتأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب، ومشاركة الأبناء في جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة لهم".
وشدد البيان أيضا على "أهمية تنمية مهارات الأبناء، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعهم والاستفادة من إبداعاتهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة، وتدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع، وتخيُّر الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة، وأخيرا، التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأي ضرر جسدي، له وللآخرين، وصونه عن كل ما يؤذيه"..
وتدور فكرة اللعبة حول نجاة لاعب واحد فقط بين 100 آخرين، بعدما يحاول كل منهم التخلص من اللاعبين الآخرين باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة.
الجدير بذكر أن العراق شهدت أكثر من 10 حالات طلاق حدثت في المحاكم العراقية خلال الأيام الماضية بسبب هذه اللعبة.
وظهرت حالات الطلاق في الوقت الذي انتشرت فيه صورة لشاب وفتاة يعلنان خبر زواجهما عن طريق اللعبة، وسط تعليقات ساخرة من الفتيات والرجال على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهم اتخاذ قرارا بتحميل اللعبة للزواج من خلالها.
كما تسببت اللعبة في العديد من الخلافات بين الأزواج، حتى أن بعض السيدات لحأن إلى الصفحات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتفكير في حل لمشكلة انشغال الازواج باللعبة وإدمانهم لها.
وأصدرت النسخة الأولى من اللعبة الشهيرة «Player Unknown’s Battle Grounds» والتي تعرف باسم «PUBG»، من قبل شركة كورية، وتسببت في جذبت الملايين في فترة قصيرة جدًا.
وتجاوزت التحميلات لهذه اللعبة على المنصتين «الأندرويد و الـios» حاجز الـ 60 مليون تحميل، وحسب شركة «Sensor Tower» فإن تحميلات PUBG تجاوزت بقدر كبير تحميلات كل من Youtube و SnapChat.
واللعبة تعتمد أحداثها بشكل كبير على الأكشن و يصل عدد اللاعبين فيها في الجولة الواحدة إلى 100، والهدف منها هو القتال أما الرابح فهو من يصمد حتى نهاية المعركة.
ويمكن للاعبين أن يختاروا اللعب منفردين أو في فريق صغير يصل عدد أفراده إلى 4 كحدٍ أقصى، وفي الحالتين الشخص الذي يبقى حياً حتى نهاية المعركة يكون هو الرابح. تُلعَب PUBG عبر الانترنت، الأمر الذي يجمع محاربين من كل أنهاء العالم في الوقت نفسه، لكن على ما يبدو أن هذا الانتشار الواسع للعبة سبب هوساً لدى اللاعبين أوصلهم الى مرحلة إقامة العديد من العلاقات بل وتسببت في الكثير من حوادث الطلاق.
وأوضح العديد من علماء النفس، أن هذا النوع من الألعاب جعل الإنسان يهرب من واقعه ليعيش في عالم آخر بعيداً من الحقيقة، لا يدرك دائماً الفرق بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي الذي تعرضه اللعبة، مثل ما كانت تفعله لعبة " القيل الازرق" التي تسببت في انتحار العديد من الشباب و الأطفال آخرهم ابن برلماني مصري سابق.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية حذرت في دراسات سابقة من أن إدمان الألعاب الإلكترونية يمكن تصنيفه كمرض مزمن حاليا يؤدي إلى اضطراب الصحة العقلية لعدد كبير من مستخدميه، وتسبب في أكثر من 40 ألف حالة طلاق حول العالم حتى الآن، بسبب تلك الإحصائيات.