واشنطن بوست: 2018 .. الأكثر دموية للصحفيين

الصحفي السعودي جمال خاشقجي

من ميانمار إلى أنابوليس، تعرض المراسلون للمضايقة والاعتقال وحتى القتل بسبب قيامهم بعملهم، وفقاً للجنة حماية الصحفيين، فقد قُتل 45 صحفياً عام 2018 بسبب عملهم، إلا أن منظمة "مراسلون بلا حدود" أشارت إلى أن الرقم أعلى قليلاً.

 

جاء ذلك في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سلطت الضوء على الخسائر التي تعرض لها الصحفيين خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن مناطق الصراع مثل أفغانستان وسوريا لا تزال أكثر الأماكن دموية للصحفيين، لكن جماعات حرية الصحافة تحذر من تدهور الأوضاع في الأماكن التي كانت الصحافة الحرة فيها أحد أعمدة المجتمع المدني ، بما في ذلك المكسيك وأجزاء من أوروبا والولايات المتحدة.

 

وقالت كورتني رادش ، مديرة الدعوة في لجنة حماية الصحفيين:" كانت هذه واحدة من أسوأ سنوات حرية الصحافة.. وعلى مدى العامين الماضيين، شهدنا تدهورًا في البيئة التي يعمل فيها الأشخاص".

 

وأوضحت الصحيفة، هناك الكثير من التهديدات والاعتقالات والقتلى وقعت خلال العام، ولكن هناك أربع حالات 2018 الأكثر دموية:

 

1- الصحفيون في ميانمار

صحافيو رويترز "لو لون" و"كياو سوو" سجنتهم السلطات في ميانمار العام الجاري، حيث القت القبض عليهم في ديسمبر 2017 أثناء عملهم على تقارير عن مذبحة ضد الروهينغيا، وأثناء عملهم، قام ضابط شرطة بدعوتهم للاجتماع، وقال الصحفيون إن الشرطي سلمهم وثائق أثناء مغادرتهم الاجتماع، بعد وقت قصير من مغادرتهم الاجتماع ، ألقي القبض عليهم.

ورغم شهادة مسؤول شرطة آخر، وجدت محكمة أن الرجلين مذنبان بانتهاك قانون الأسرار الرسمية لميانمار في الحقبة الاستعمارية وحكمت عليهما بالسجن سبع سنوات.

 

2- أنابوليس

بعد ظهر 28 يونيو، اقتحم رجل مكاتب جريدة "كابيتال جازيت" في أنابوليس وفتح النار، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في ما يُعتقد أنه أكثر الهجمات دموية على الصحفيين الأمريكيين منذ عقود.

وعلى ما يبدو لم يكن اطلاق نار عشوائي، وكان المشتبه به، قد تعرض لمضايقات صحافيي الجريدة لأن الصحيفة نشرت عمودًا يشير إلى أنه أدين بمضايقة امرأة، وكانت المضايقات شديدة لدرجة أن محرر الصحيفة السابق توم ماركوارد قد تساءل في السابق عما إذا كان راموس سيهاجم في نهاية المطاف.

وقال لصحيفة لوس أنجليس تايمز:" لقد قلت في ذلك الوقت .. إن هذا الرجل مجنون بما فيه الكفاية ليأتي ويضربنا جميعًا".

 

3- كمين في أفغانستان

المشهد الإعلامي الذي ازدهر في أفغانستان يتعرض للهجوم بشكل متزايد، في 30 أبريل، قام انتحاري يركب دراجة نارية بتفجير نفسه في كابول، على مقربة من السفارة الأمريكية،  وبينما هرع الصحفيون إلى مكان الحادث، فجر مهاجم آخر نفسه، وقتل 25 شخصًا، بينهم تسعة صحفيين ومصورين.

وفي هجوم منفصل في نفس اليوم، قُتل أحمد شاه ، وهو مراسل لـ "بي بي سي" بالرصاص في إقليم خوست، وقال لطف الله نجافيزادا، رئيس تليفزيون "تولو نيوز" الأفغاني:" هذا هو اليوم الأكثر دموية بالنسبة للإعلام الأفغاني خلال السنوات الـ15 الماضية".

وأصر على أن العنف لن يكسر عزيمة الصحافيين، حيث استمر الصحفيون في العمل، وفي السادس من سبتمبر، كان ساميم فارامارز يتحدث من موقع تفجير في كابول عندما وقع انفجار ثان، مما أدى إلى قطع البث، وقتل فارامارز ومصوره رامز أحمدي.

4- السعودية

في 2 أكتوبر، دخل الصحفي السعودي جمال خاشقجي القنصلية السعودية في اسطنبول، لم يظهر من جديد وأثار اختفائه أزمة دبلوماسية استمرت لأشهر ولا تزال تتكشف تفاصيل العملية، وفي البداية نفت السعودية أي دور في القتل، أو حتى أن خاشقجي قد مات، لكن على مدى الأسابيع التي تلت ذلك غيّر السعوديون قصتهم، واعترفوا بأن خاشقجي قتل على يد عملاء سعوديين "مارقين"، واتهموا العديد من الرجال الذين كانوا جزءًا من فرقة الاغتيال المزعومة.

لكن الراية السعودي يتناقض بشكل متزايد مع الأدلة التي قدمته تركيا، وتتناقض تسريبات وكالة المخابرات المركزية، التي خلصت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتلها.

 

النص الأصلي

مقالات متعلقة