أطلقت الناقدة الدكتورة ملحة عبدالله؛ عميدة المسرح السعودي كتابها الجديد بعنوان "الجزيرة العربية.. الهوية، المكان، الإنسان". وينتمي الكتاب لنوعية الأعمال التحليلية النقدية، ويهدف للوصول إلى ملامح الشخصية العربية من خلال جزأين في حوالي 800 صفحة. يتضمن الجزء الأول، نقد النصوص والمخطوطات والحفريات، وكتابات المستشرقين وما أنتجته البعثات الأثرية منذ بداية نشأة الإنسان العربي مرورًا عبر المراحل التاريخية المختلفة، واستكشاف مدى الترابط وصلة الوصل بين أبناء المنطقة من خلال البيانات الرقمية والرسوم التوضيحية. ويشمل الجزء الثاني التحليل السيميائي والرمزي للعادات والشعائر والطقوس العربية على مر العصور ومعاني العديد من الرموز في الحياة العربية حتى يومنا هذا. ويتطرق الكتاب في هذا الجزء للتحليل المادي للمحيط الحيوي والمكاني الذي وجد فيه الإنسان العربي ليخرج بالسمات المتميزة التي تشتهر بها ثقافة شبه جزيرة العرب.
وتشير ملحة عبدالله، إلى أن هذا الكتاب لم يكن سوى ثمرة جهد طويل وعمل استقصائي ومنهجي عبر سنين طويلة من العمل والبحث في كافة أرجاء دول شبه الجزيرة العربية، للوصول للحقائق والمعارف التي بلورتها في كتابها الحالي.
وقدم للكتاب شيخ المحققين العرب الدكتور حسين نصار؛ وربط بين كتاب "الجزيرة العربية .. الإنسان – الهوية – المكان" وبين وصف الجغرافي المصري "جمال حمدان" لمصر بعبقرية المكان. ولفت إلى وجود عبقريتين، تفرضها الحتمية البيئية، حيث أن هذه الحتمية بخصائصها وسماتها المتنوعة التي تنعكس علينا، هي من تنتج أو تصيغ الأحياء إن صح التعبير، فالإنسان العربي بسماته هو نتيجة للبيئة التي وُجد فيها، موضحًا أن الدكتورة "ملحة" لم تكتفِ عند هذا الحد أو كررت ما يقوم به سواها من الباحثين لتخرج إلينا بصياغة علمية في الوقت الذي يتعلق فيه الأمر بوجدانها وحبها لأرض وإرث الأجداد. والدكتورة ملحة عبدالله، حاصلة على بكالوريوس ودكتوراة في النقد والدراما، لها
55 نصًا مسرحيًا تجسد منها 40 عرضًا مسرحيًا، كما قدمت موسوعة نقد النقد ونظرية البعد الخامس. لقبت بسيدة و عميدة المسرح السعودي، كونها أول إمرأة سعودية تدرس النقد المسرحي إضافة إلى إنجازاتها الثرية والمتعددة، وحصلت على العديد من الجوائز الدولية والتكريمات منها جائزة أفضل نص مسرحي من الهيئة العالمية للمسرح ITI، كما كرمتها الأمم المتحدة على نظريتها "البعد الخامس".