تحت عنوان" الضرائب تساعد على تجويع الأطفال".. سلط الكاتب الأمريكي "نيكولاس كريستوف" الضوء على الأزمة الإنسانية التي تعيشها اليمن ووصفتها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم" بسبب الحرب التي تشنها السعودية مدعومة بالولايات المتحدة، ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران
وقالت الكاتب في مقال نشره بصحيفة "نيويورك تايمز" إن إدارة أوباما وترامب دعمتا الحرب السعودية في اليمن بشراكة عسكرية، ومبيعات الأسلحة، وتبادل المعلومات الاستخبارية، وحتى إعادة التزود بالوقود جواً، وتتواطأ الولايات المتحدة في ما يعتقد بعض خبراء حقوق الإنسان أنه "جرائم حرب".
وأضاف، خلاصة القول: إن أموال ضرائبنا ستؤدي إلى تجويع الأطفال وتصيبهم بأمراض تجعلهم عاجزين عن النوم بشكل طبيعي، وبعد مشاهدة الخسائر البشرية ومقابلة المسؤولين على كلا الجانبين، بما في ذلك زعيم الحوثيين، اعتقد أن الدور الأمريكي والسعودي في الصراع غير معقول، لأن الحوثيين قمعيون وغير جديرين بالثقة، لكن هذا ليس سبباً لقصف الأطفال وتجويعهم.
وتابع، أن الأكثر إثارة للغضب هو أن الجوع لا يحدث بسبب الجفاف أو الطقس القاسي، بل بسبب السياسات الفاشلة للرياض وواشنطن، ولا يبدو التجويع نتيجة عرضية للحرب، بل سلاحًا فيها، وتحاول السعودية والإمارات، المدعومتان من الولايات المتحدة، إلحاق الألم بزعزعة استقرار المتمردين، والسبب: أن الحوثيين متحالفون مع إيران.
وأوضح، لا ترغب حكومات السعودية والولايات المتحدة في رؤية صور تظهر المعاناة في اليمن، حيث يفرض السعوديون حصارًا جزئيًا على المناطق الحوثية، ويحظرون الرحلات الجوية والتجارية.
وتساءل الكاتب كيف يمكن للعالم السماح بحدوث هذه المأساة، ما نحتاجه هذه المرة ليس البحث عن الذات بعد بضع سنوات من الآن، بل العمل اليوم لإنهاء الحرب ومنع وقوع الكارثة، المشكلة في اليمن ليست في نقص الغذاء بقدر ما هو انهيار اقتصادي، فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي للنصف منذ بداية الحرب، مما جعل الناس غير قادرين على تحمل تكاليف الغذاء.
ونقل الكاتب عن الدكتورة عايدة حسين "أخصائية التغذية" وهي تنظر إلى بعض الأطفال "هؤلاء الأطفال هم مستقبل اليمن.. وبتلك الطريقة مستقبل اليمن يتدمر.
وكما أدت الحرب وانعدام مرافق الرعاية الصحية إلى تفشي الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا، نصف عيادات ومستشفيات البلد مغلقة.
وبدأ اليمن يتفكك في أعقاب الربيع العربي، ثم جاء الحوثيون، واستولوا على الكثير من البلاد، وفي بعض النواحي، كان الحوثيين ناجحين، لقد فرضوا النظام، وسحقوا تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، وفي صنعاء شعرت بالأمان ولم أكن خائفا من الاختطاف.
تبدأ محادثات السلام في السويد ، وعدد قليل من الناس يتوقعون منها حل الأزمة في وقت قريب، ويصر الحوثيون على أنهم حريصون على التوصل إلى اتفاق سلام وتحسين العلاقات مع أمريكا.
الرابط الأصلي