كشف حساب 2018.. ماذا أضافت الإفتاء للدعوة الإسلامية آخر 3 سنوات؟

الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية

كعادتها انفردت دار الإفتاء المصرية، عن غيرها من المؤسسات الإسلامية فى مصر وخارجها، فكانت أكثر المؤسسات تطويرًا لأدائها الدعوى وتجديدًا لخطابها الفكرى، والأكثر التحاما بالجماهير سواء عن طريق التواصل المباشر أو عبر الفضاء الإلكتروني.

 

وبلغ عدد المواد الصحفية المنشورة في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت التي تتناول أخبار الدار أكثر من (72) ألف قصاصة وخبر ومادة صحفية.

 

الفتاوى

ووفقا لكشف الحساب الصادر اليوم الاثنين، فقد بلغت عدد الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية هذا العام أكثر من مليون فتوى شملت كل ما يهم المسلم في مناحي حياته المختلفة، وتنوعت ما بين فتاوى شفوية وهاتفية وانترنت وموثقة، بزيادة كبيرة عن العامين الماضيين، حيث بلغ عدد الفتاوى ما يقرب من 600 ألف فى عام 2017، و سبعمائة وعشرين ألف فتوى عام 2016.

 

المؤتمرات

وفى العام الحالى نظمت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التابعة لدار الإفتاء المصرية مؤتمرًا دوليًّا تحت عنوان: "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم، وشهد المؤتمر إطلاق مشروعات عملاقة أبرزها، المؤشر العالمي للفتوى، والمرجع العام للمؤسسات الإفتائية.

 

وفى 2017 نظمت الإفتاء مؤتمر "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"، وفيه اجتمع ممثلون من نحو 63 دولة لدراسة والتباحث حول دور الفتوى في استقرار المجتمعات، وإشكاليات وآفاق العملية الإفتائية، وشملت فعالياته عقد خمسة جلسات علمية،إضافة إلى عقد أربع ورشات عمل متخصصة، ليصدر بعدها تسعة عشر توصية.

 

 وفى عام 2016 عقدت الإفتاء مؤتمر "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة"، بحضور وفود من أكثر من 80 دولة.

 

المحافل الدولية

وعلى مستوى التمثيل في المحافل الدولية، شارك الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية والدكتور إبراهيم نجم مستشار المفتي، فى العديد من المؤتمرات الدولية التى أقيمت خارج مصر، هذا العام، أبرزها مؤتمر "التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى" الذى انعقد بأمريكا أكتوبر الماضي، ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بالإمارات فى ديسمبر الجاري، كما التقى المفتى عددًا من زعماء العالم وقادة الرأي والفكر وصناع القرار.

 

وفى العام الماضي زار الدكتور شوقى علام بلجيكا، للقاء ملك بلجيكا، ورئيس البرلمان الأوربي، كما زار تايلاند،  والتقى بوزير الخارجية وسفراء الدول العربية والإسلامية وقيادات المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة هناك، وحاضر في أكبر جامعة في تايلاند حول الإسلام الصحيح وتجربة الإفتاء في مكافحة التطرُّف، بجابن إلقاء خطبة الجمعة حول "قيمة الرحمة والتراحم"، فضلا عن زيارته للصين للمشاركة بمؤتمر "الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية واجتماع المائدة المستديرة لاقتلاع التطرف".

 

ورغم جهوده الدولة إلا أن عام 2016  كان العام الأكثر تميزا لمفتى الجمهورية ، ففى شارك علام في الاجتماع السنوي لمنتدى "دافوس" بدعوة رسمية من رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، كما التقى بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بجنيف، وناريندرا مودي - رئيس الوزراء الهندي - على هامش مشاركته في مؤتمر دور القيم الروحية في التصدي للتطرف والإرهاب في الهند، وألقى خطابا فى البرلمان الأوربي بمدينة بروكسل

 

 وشارك المفتى فى مؤتمر التحالف ضد داعش بواشنطن، وحضر المؤتمر الدولي للحوار بين أتباع الأديان، والذي عقد في الجامعة الغريغورية الحبرية بالفاتيكان، وقام بزيارة مهمة إلى ألمانيا بدعوة من الأمم المتحدة وجامعة بون العريقة، وألقى محاضرة حضرها نحو 500 من أساتذة الجامعة والمفكرين وصانعي القرار في ألمانيا ومدير الأمم المتحدة بجنيف، بالإضافة إلى حضور اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي.

 

الفضاء الإلكتروني

وبالنسبة للتواجد على الفضاء الإلكتروني، تخطى عدد المشتركين صفحة دار الإفتاء المصرية على الفيس بوك سبعة ملايين وثلاثمائة ألف متابع، فى عام 2018، بعد أن كانت ستة ملايين ونصف المليون متابع عام 2017، و نحو ستة ملايين مشترك عام 2016، فيما يبلغ عدد الصفحات الرسمية التابعة للدار 11 صفحة تنشر فتاوى مكتوبة وفتاوى الفيديو والأحاديث النبوية والأدعية وحملات التوعية سواء كانت للأسرة أو الأطفال أو الشباب وتكون موجهه لفئات معينة، وهناك صفحات موجهه لفئات معينة كصفحة " داعش تحت المجهر" التى تتولى تفند الأفكار الإرهابية.

 

جهود المرصد

وخلال العام 2018، أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية نحو  (53) دراسة وتقرير وإصدار علمي لمواجهة وتفكيك الفكر المتطرف والرد على ادعاءات المتطرفين، وتناولت تلك الدراسات تحليل مضمون لمختلف الإصدارات التكفيرية والمتطرفة الصادرة عن الجماعات التكفيرية، لتقل بذلك جهود المرصد الذى اصدر عام 2016 نحو (120) تقريرًا ودراسة علمية تتناول الرد على ادعاءات المتطرفين وأسانيدهم الباطلة وتوضيح كافة المسائل والقضايا التي توظفها جماعات العنف والتطرف للنيل من وحدة المسلمين وتماسكهم.

 

برامج التدريب

فى 2018 أيضًا، أقامت أربعة برامج أساسية داخل مصر وخارجها من أجل نشر قيم الإفتاء المنضبط الذي يحقق مقاصد الشرع الشريف ويرسخ للأمن المجتمعي، أبرزها: تدريب أئمة بريطانيا وإمدادهم بمهارات وعوم الإفتاء - برنامج تدريب الطلاب التايلانديين على (تفكيك الفكر المتطرف) - برنامج تحسين المهارات الإفتائية للعاملين في مجال الشئون الإسلامية  بدولة ماليزيا - إضافة إلى البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج - بجانب برنامج  تدريب الوافدين.

 

واستقبلت إدارة التدريب عام 2017 بعدد من البرامج التدريبية المهمة منها برنامج "المقبلون  على الزواج"، " برنامج تفكيك الفكر المتطرف"، " برنامج تدريب الوافدين على الفتوى"، " برنامج الخريجين الشرعيين المصريين"، " برنامج الموظفين الدينيين بماليزيا"، " برنامج علماء المملكة المتحدة".

 

مشروعات مستقبلية

بجانب كشف حساب العام المنصرم، قدمت دار الإفتاء قائمة بالمشروعات المستقبلية التى تسعى لتنفيذها عام 2019 ، ومنها مشروع إدارة ومعايير الجودة في المؤسسات الإفتائية، وذلك لرفع مستوى الأداء، وتحسين نوعية الخدمة، وتخفيض تكاليف التشغيل، والتحسين المستمر وتطوير إجراءات وأساليب العمل وتحليل الأخطاء.

 

كذلك تطمح الدار إلى إصدار الدليل المرجعي الأول من نوعه لمواجهة التطرف والتعامل مع الأفكار والأشخاص المتطرفين، وهو دليل علمي شامل يحتوي على تشريح كامل للتطرف ومراحله المختلفة، ومقولاته المرددة، والرد عليها، إضافة إلى السبيل للتعامل معه والخروج منه، ويحتوي الدليل أيضًا على موسوعة للمفاهيم المتطرفة المؤطرة للتطرف، وتصحيحها، وموسوعة شاملة للتنظيمات التكفيرية، والأدوار المختلفة للتعامل مع مشكلة التطرف سواء على مستوى الأسرة والمجتمع، أو على مستوى المؤسسات وهيئات الدولة، أو على مستوى المجتمع المدني والعمل الخيري.

  

كما تسعى الدار فى  العام المقبل إلى إنشاء وتأسيس مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات العلمية والاستراتيجية المعنية بمكافحة وتفكيك الفكر المتطرف ومقولاته وأحكامه، ذلك عبر عدد من الإصدارات والمنشورات والكتابات العلمية، يرتكز على أسس علمية رصينة ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها.

 

وتهدف دار الإفتاء خلال عام 2019 إلى التوسع في التدريب وإطلاق البرامج التدريبية وفتح أفق أوسع واستهداف فئات جديدة بالتدريب والتأهيل؛ وذلك في برامج إعداد المفتي عن بعد والتأهيل للمتصدرين للفتوى، فضلًا عن تطوير منصة "هداية" لخلق بيئة علمية آمنة يأمن فيها الناس على أنفسهم وأولادهم في تعلم الإسلام الصحيح.

 

مقالات متعلقة