«وقعت في غرام هذا المكان» هكذا عبر الراحل حسن كامي في أحد حوارته عن حبه منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدميه، أحد المكتبات بوسط البلد، والتي أصبحت بعد ذلك ملكه.
قصة ميلاده في هذه المكتبة بدأ من عام 1953، وكان يمتلكها رجل سويسري ، وعندما هاجر باع هذه المكتبه لأحد الأشخاص المصريين .
يقول كامي أن صاحب المكتبة كان يرفض بيعها لأي أحد، ولكنه كان يحرص على شراء الكتب منها باستمرار حتى أصبح صديق المالك، ومع الوقت استطاع أن يقنع صاحبها ببيعها له.
و تضم مكتبة" المستشرق" أكثر من أربعين ألف كتاب من بين كتب قيمة ولوحات فنية نادرة، وعلى مدار 30 عاما كان هذا المكان المفضل لدى كامي و تواجد فيه حتى آخر ايام حياته، وكانت هي ونيسه بعد موت زوجته وابنه.
لكن ذلك الكنز المعرفي الذي تركه كامي بعد رحيله منذ أيام معدودة ، فجر الصراعات على المكان.
بيع المكتبة
بعد رحيل حسن كامي بدأت التسؤلات حول مصير هذه المكتبة وهل سيتم بيعها، لكن المفاجأة التي فجرها محامي الفنان الراحل أنها بيعت بالفعل.
قال عمرو رمضان، محامى الراحل حسن كامى، في عدد من حوارته التلفزيونية، إن مكتبة الفنان الراحل ، لها سجل تجارى وبطاقة ضريبية لبيع الكتب وليست متحف أو بها مخطوطات أثرية كما يقول البعض، ومن حق أي حد أن يشتري منها الكتاب الذي يفضله.
وأضاف أن الراحل لا يملك أكثر من 1% من أسهم المكتبة، و أنه اشترى من الراحل أسهمه فى هذه المكتبة منذ قرابة 10 شهور.
الورثة.. المكتبة لم تبع
لكن خرجت محامية شقيقة الفنان حسن كامي، ونفت أن يكون الراحل قد باع المكتبة قبل وفاته.
وأكدت إن مكتبة الراحل بها كتب أثرية تعود إلى آلاف السنين منها مخطوطات النيل وحدود مصر، وتابعت:"الراحل قال أن الكتب دى ستعود إلى وزارة الثقافة بعد وفاته".
واتهمت المحامي أنه يحاول تهريب هذه المقتنيات في الوقت الحالي، متسائلةً "من أين لمحامٍ أن يمتلك كل تلك الأموال التي تجعله يشتري ثروة الفنان الراحل؟! التي تصل لـ50 مليون جنيه.
وتابعت أن المحامي قام باغلاق المكتبة ومنزل الراحل، ومنعهم من دخول المكتبة مستعينا ببلطجية، مشيرة إلى أنه استغل شيخوخة الفنان الراحل وجعله يبيع له أملاكه، حسب ما جاء في تصريحاتها ببرنامج "كل يوم".
المثقفون.. المكتبة تحتوي كتب نادرة
قال الكاتب والروائى يوسف القعيد، إن الكثير من الكتاب تقابلوا مع الراحل حسن كامي وأكد لهم أن مكتبته تحتوي على وثائق مهمة فى تاريخ الموسيقى.
و طالب مجلس النواب بسرعة إصدار تشريع يجرم بيع الوثائق والكتب التي تركتها الشخصيات العامة والمشاهير بعد رحيلهم على أن تكون جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس، وليست تبديدا.
أما رئيس دار الكتبالدكتور هشام عزمي، أكد أن مقتنيات مكتبة المستشرق للفنان الراحل حسن كامي مهمة جدًا، وتاريخية و أن مقتنيات المكتب كثيرة، وتحتاج لمراجعة، وتحديد ما يمكن أن تحصل عليه الدولة".
وتابع أن المكتبة تضم مقتنيات نادرة، وستسعى الدولة للحفاظ عليها، وجاء ذلك في حوار له في برنامج "رأي عام".
تدخل نقابة المهن التمثيلية
وعلق الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، عن ما قيل عن بيع مكتبة الراحل قائلا "في حياة الأستاذ حسن هو حر في التصرف في أملاكه، لكن بعد وفاته يجب أن تؤول هذه الأشياء للدولة، لأنها ليست ملكًا لشخص بعينه".
وأضاف "نحن كنا أصدقاء للراحل ونعلم تمامًا حبه لوزارة الثقافة والدولة، مشيرا إلى أن نقابة الممثلين ستشكل فريق محامين لتولي هذه القضية.
و اختتم زكي حديثه قائلا : "القضية دي مش هتنام ومش هنسكت عليها".