يبدو أن العام يأبي الرحيل دون أن يسجل ضحية جديدة للإهمال بالمدارس، فبتختة وجرس وسور سقط تلاميذ ضحايا هذا العام لينضموا لزملائهم ممن سقطوا للإهمال ايضًا العام الماضي، وما سبقه من أعوام.
ففي الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، تحديدًا في فترة "الفسحة" حيث الفرح والمرح بتلك اللحظات من التي يقتنصها الأطفال للعب وسط اليوم الدراسي.
إلا أن اليوم لم يمر كسابقة؛ ففجأة انهار سور تلك المدرسة الخاصة بحي المرج، على الأطفال لتسرق منهم فرحتهم وتخطف عمر واحد منهم، في لحظة واحدة بسبب الإهمال.
السور "وقع"..وعبد الرحمن "راح"
"حسام إيهاب، يوسف حسين، يوسف هانى، أدهم أحمد، محمد أشرف، أحمد حسام"، هي أسماء المصابين من أما ذاك الطفل الذي غادر الحياة بعدما ارتطم السور بها فيدعي عبد الرحمن محمد.
الأحداث صارت على هذا النحو بإنتقال النيابة للمعاينة والأمر بتشريح الجثة.
فيما أكد وكيل وزارة التربية والتعليم بالقاهرة، في تصريحات نشرت له؛ بأن السور الذي سقط لعقار قديمـ، وهو ما أسفر عن ووفاة الطالب وإصابة 6 آخرين.
جرس المدرسة يفتح رأس "مؤمن" ويسبب له شرخًا في الجمجمة
مؤمن كارم، الطفل الذي لم يتخط بعد الـ 6 أعوام، الذي يدرس بالصف الأول الابتدائي، ودع أمه صباح يوم الأربعاء الماضي كعادته، إلا أن اليوم الدراسي انتهى بسقوط جرس المدرسة على رأسه ليفتحها من المنتصف، ويغرق في بحر من الدماء.
مؤمن طالب مدرسة اليسيه الفرنسية، تلك المدرسة التي تدفع فيها والدته ما بين 7 إلى 8 آلاف جنيهًا بها لكل واحد من أطفالها الأربعة، فوجئت بابنتها مريم تتصل عليها وتستنجد بها قائلة: "الحقينا يا ماما مؤمن غرقان دم جرس المدرسة وقع عليه".
جرس المدرسة النحاسي القديم، كان معلقًا بالقرب من مكان صعود ونزول الطلاب، وكان بمثابة لعبة "مؤمن" كلما بجواره، لتسقط عليه تلك المرة وتفتح رأسها وينقل على اثر الحادث للمستشفى، حيث تم خياطة رأسه بـ 6 غرز في، وأخبر الأطباء والدته أن هناك شرخ في الجمجمة ولكنه سيلتئم مع الوقت.
"عامل الصيانة"؛ هو من زج به في الحبس، في الوقت الذي تقول فيه والدة مؤمن بأنه أخذ ككبش فداء.
من أجل عيون تختة..طالب الدقهلية يفقد حياته
وكانت بداية تلك الأحداث مع أول أيام الدراسة، بإحدى مدارس بلقاس في محافظة الدقهلية، حينما حاول طالب الصف الثالث الإبتدائي، أن يظفر بالجلوس في "تختة الشطار" كما يسمونها أو التختة الأولى، ولكن الطلب عليها كان كثيرًا بالدرجة التي جعلته يقع تحت أقدام الطلاب، حسب التصريحات الرسمية التي نشرت حول تلك الواقعة.
لم تكن تلك الوقائع فقط التي حدثت خلال هذا العام، ولكنها كانت الأبرز، وكان هناك إهمال من نوع آخر لم يقضي على حياة طفل ولا إصابته وإنما نفسيته.
عن ذاك الطفل في الصف الأول الإبتدائي، بإحدي مدارس شبرا، والتي وقفت معلمة تصوره، وهو يبكي ويترجها أن يأخذ قسطًا قليلًا من الراحة.
وتداول المقطع رواد التواصل الاجتماعي، ولم تتحمل نفسية الطفل هذا خاصة وأن علم به من "أطفال الحتة"، وقرر حينها أنه لن يذهب للمدرسة.
ومنذ أقل من 48 ساعة أيضًا؛ لقي طالب يبلغ من العمر 16 عامًا مصرعه أسفل عجلات قطار السكة الحديد.
هؤلاء بعض من ضحايا هذا العام، انضموا إلى سابقيهم في الأعوام السابقة.
تحت عجلات أتوبيس المدرسة..كانت النهاية