حكاية عشق عزيزة الطائي في «خذ بيدي فقد رحل الخريف»

غلاف المجموعة الشعرية "خد بيدي فقد رحل الخريف"

"مضيت إلى شجرة الموت.. في يدي شيء مما تبقى.. ذكريات شائخة.. عاشت بين الدمع والروح.. تكتب حكاية عشق.. طواها النسيان"، بهذه الأبيات الشعرية تلخص الشاعرة العُمانية عزيزة الطائي حكايتها وحكاية القصيدة في مجموعتها التي حملت عنوان "خذ بيدي فقد رحل الخريف". تتحدث الشاعرة عن الموت، في مجموعتها الشعرية الصادرة حديثًا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان، وتستحضر الحياة التي عاشت في الذاكرة وتحمل كل لحظات الانتظار وتمر أمامها كشريط مرئي يطوف كل الفصول والمدن والأزمان والأشياء.  

ومع إنها تلوح بالوداع إلا أنها ما تزال تحتفظ بشيء مما تبقى، تاركة وراءها الخريف الذي رحل لضوء الأمل الذي تراه في جنبات النفس، نفسها العاشقة والمعشوقة. وتستهل صاحبة رواية "أرض الغياب"، مجموعتها الشعرية بمقولة جلال الدين الرومي: "أيها البشر الأنقياء التائهون في هذا العالم لم هذا التيه من أجل معشوق واحد، ما تبحثون عنه في هذا العالم، أبحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق". وتقول في تقديم المجموعة "أنا أنثى من ماء ونار، غيمة تطفو على سطح الكون"، لتحمل التضادات في المعنى دلالة العشق الصوفي الزاهد في الحياة الذي يعيش في البرزخ دون أن يحمل خطاه إلى جهة أخرى:  

"امرأة

معلقة على حافة الأشياء

تحتضر في منزلة بين منزلتين

خارج الحياة والموت

ملء محراب روحها

بعشق الله".

 

وتستحضر الغياب المستحيل بتداعيات الذاكرة والمتخيل، من خلال تأمل الأشياء، وتقول:  

"غفا الليل على خرائط جسدينا

من أرق الولهة في أحشائي

هكذا يطويني الليل بشبقي

فينثر الجنون على أوراقي

للاحتفاء بجنة حبك

كزهرة الصبار".

 

تقع القصيدة في ثلاثين مقطعًا، وتمتد على صفحات المجموعة التي تقع في 72 صفحة من القطع الوسط، وهي في مثابة يوميات قصة عشق، رغم أفولها إلا أنها ما تزال تحوم حول الشرفات كموسيقى تنهمر من السماء بماء قداساتها على الشجرة الحالمة التي ينام على ذراعها الليل، وتقول في المقطع الأخير:  

"مع رحيل القمر

غفت النجوم نقطًا

في ماء عينيها

من منفى الروح

ككاهن يطوي سفره المقدس"  

مقالات متعلقة