حقيقة منع «سور الأزبكية» من المشاركة بمعرض الكتاب 2019.. (القصة الكاملة)

سور الأزبكية

 في السنوات الماضية، كان سور الأزبكية جزء لا ينفصل عن معرض الكتاب، دائما ما كانت تخصص خيمة كاملة لبائعين "سور الأزبكية" ليعرضوا بها كافة الكتب التي تخطر على بالك، بأسعار زهيدة وفي متناول الجميع.

ففي سور الأزبكية تجد الكتب التاريخية ونسخ الجرائد القديمة والتي تحمل عناوينها فترات هامة في حكم مصر، كما تجد الكتب الدينية بكافة طوائفها وعلى رأسها الكتب السموية المقدسة.

 

وبأسعار تبدأ من جنيه واحد وحتى عشرون جنيهًا، تجد أنواع متعددة  التي تجد رواج واقبال من زوار المعرض كل عام.

 

لكن يبدو أن اليوبيل الذهبي للمعرض الكتاب المقرر افتتاحه يوم 23 يناير المقبل، سينطلق دون وجود سور الأزبكية هذا العام.

 

 وجاء سبب هذا القرار ، بعد تقليل عدد المشاركين من سور الأزبكية إلى 33 مكتبة بعد أن كانت 108 مكتبات تشترك، بالإضافة إلى ارتفاع سعر المتر للمشتركين إلى أكثر من 1200 جنيه للمتر.

 

لذلك تجار سور الأزبكية تقدموا بشكوى للهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين، بعدم مشاركتهم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.

 

ويرى تجار السور أن دور النشر تتهمهم بالتزوير وأن هذا القرار  مقصود من اتحاد الناشرين لأن سور الأزبكية يبيع الكتب بأسعار جيدة وفي تناول الجميع.

 

أزمات السور 

 

في كل عام من معرض الكتاب تغلق عدد المكتبات في سور الأزبكية بسبب بيعها لكتب مزورة، ففي المعرض عام 2017 ،ضبط هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب العديد من الكتب المزورة داخل إحدى المكتبات،  وقام بمصادرتها واستدعى شرطة المصنفات، لتحرر محضرًا ضدها، لتكرر مثل هذه الحوادث دائما.

 

وعقب الدكتور هيثم الحاج، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب،  في مداخلة  هاتفية له حول هذه الأزمة، أن المعرض هذا العام سيكون مثيل للمعارض العالمية احتفالا باليوبيل الذهبي للمعرض، وسيعقد في قاعات مخصصة للمعرض.

وأضاف أن من كان يحصل على 500 متر في المعرض العام الماضي سيحصل على 160 مترا كحد أقصى وذلك بسبب اعتبارات تنظيمية، مشيرا إلى أن سور الأزبكية لا يتنافى مع التنظيم الجديد للمعرض، ولكن المساحات قلت، ومن ثم تم تحجيم أعداد تجار الأزبكية المشاركين في المعرض.

معرض موازي 

من جانبهم، قرر تجار سور الأزبكية، تنظيم معرضا موازيا لمعرض الكتاب فى دورته الـ50، لعام 2019.

 

وأطلق تجار سور الأزبكية دعوة لزيارة المعرض، المقرر إقامته في إجازة نصف العام الدراسي، وأعلنوا عن تخفيضات كبيرة للزائرين للتشجيع على القراءة.

تاريخ السور

 

بدأت فكرة السور منذ بدايات القرن العشرين، عندما كان يتجول باعة الكتب ببضاعتهم على مقاهي وسط القاهرة، ثم يتوجهون إلى حديقة الأزبكية للتجمع والراحة وتبادل الكتب، لكن مع الوقت تعرضوا للمطارادات بسبب وضعهم غير القانوني.

 

استمرت تلك المطاردات حتى 1949 عندما تجمع كل الباعة (وكان عددهم ٣١ بائعاً) وتوجهوا إلى رئيس مجلس الوزراء وقتها مصطفى النحاس، وطالبوا بتقنين أوضاعهم، وتعاطف معهم النحاس وأصدر أوامره بتراخيص ثابتة لمزاولة مهنة بيع الكتب في هذا المكان ومنع تعرض بلدية القاهرة لهم ليكون بذلك رسميا أول سور لبيع الكتب المستعملة رسميا في العالم العربي. 

 

 وفي عام 1959 لجأ البائعون مرة أخرى الرئيس جمال عبد الناصر، وطالبوا بتطوير السور، فأمر عبد الناصر بتنفيذ أكشاك خشبية للبائعين لتنظيم كتبهم وإصدار تصاريح رسمية لهم بمزاولة المهنة بشرط ألا يغيروا نشاطهم وأهداهم الأكشاك. 

 

مقالات متعلقة