المترجم لم يكن هذا الشخص الذي ينقل لنا ما يكتبه العالم في مجالات مختلفة سواء أدب أو سياسة أو اجتماع، لكنه الجندي الذي ينير عقولنا بما يفكر به الغرب، ويفتح عيوننا على ما يجب أن نطلع عليه، فهو يحصن جبهتنا بسلاح الانفتاح على الثقافات المختلفة. وفي احتفالية يوم المترجم، التي أقامها المركز القومي للترجمة، مساء أمس 27 ديسمبر، وحضرتها الدكتورة إيناس عبد الدايم؛ وزير الثقافة، شهدت تكريم الفائزين بجوائز مسابقة رفاعة الطهطاوي. قال الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، إن الاحتفال بيوم المترجم أصبح تقليد متبع يقيمة المركز للسنة السادسة على التوالى.
وأشار إلى أن الترجمة تقوم بدور تنويري من خلال الانفتاح على الثقافات، لافتًا إلى أن عام 2018 شهد افتتاح مكتبة المترجم لخدمة المترجمين، بالإضافة إلى إعداد خطة الترجمة العكسية، أى ترجمة كتب من العربية للغات أخرى. ومن جانبها، شددت وزير الثقافة، على أهمية مجال الترجمة باعتباره جسرًا للتواصل مع أفكار مختلف الحضارات، مشيدة بجهود المركز القومي للترجمة في تحويل مؤلفات قيمة إلى اللغة العربية تثرى المجتمع وتساهم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة. وأعلنت عبدالدايم، أن عام ٢٠١٩ سيشهد انطلاق مشروع ضخم للترجمة العكسية من اللغة العربية إلى عدد من اللغات الأخرى لعرض نتاج إبداعات العقول المصرية على العالم. ولم تنته الاحتفالية دون تكريم جنود الانفتاح على ثقافات العالم، وكرمت الدكتورة إيناس عبد الدايم؛ وزير الثقافة، والدكتور أنور مغيث؛ رئيس المركز القومي للترجمة، اثنان من رموز الترجمة وهم الدكتور جورج كتورة "لبنان"، والمترجم المصري محمد الخولي، أحد أهم المترجمين العرب. كما سلمت جوائز مسابقة رفاعة الطهطاوي للفائزين بها هذا العام 2018 وهم شوقي جلال "جائزة رفاعة الطهطاوي"، عبد الرحمن مجدى "جائزة الشباب" ورجب سعد السيد "جائزة الثقافة العلمية".
يذكر أن، الدكتور جورج كتورة، أستاذ الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، من مواليد العام 1945، حاصل على دكتوراة في الفلسفة من جامعة توبنجن بألمانيا في العام 1977 ، يشغل حاليا منصب عميد كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، كما تولى إدارة كلية الآداب ورئاسة قسم الفلسفة.
له عدد كبير من المؤلفات، منها: "محاضرات في علم الاجتماع"، "الانثربولوجيا والاستعمار"، "معجم العالم الإسلامي"، كما قام أيضًا بترجمة عدد كبير من الأعمال، منها: "العولمة الثقافية" ،"سوسيولوجيا المثقفين"، "جدل التنوير". أما المترجم محمد الخولي، مواليد 23 نوفمبر 1938، حاصل على ليسانس الآدب الإنجليزي من جامعة القاهرة، عمل مسئولاً إعلاميًا ومترجمًا ثم كبير للمترجمين في منظمة الأمم المتحدة، ولا يزال معتمدًا لدى المنظمة الدولية كخبير في الترجمة والتحرير. صدر له عدد كبير من الأعمال، منها: "القرن الحادي والعشرون" ، "قضايا وأفكار معاصرة" ، "الشرق الأوسط الكبير" و"صراع الصورة بين العرب والغرب".