بـ«الجرس والأذان».. افتتاح مسجد وكاتدرائية العاصمة الإدارية في عيد الميلاد المجيد

كاتدرائية ميلاد المسيح ومسجد الفتاح العليم

تدق أجراس الكاتدرئية احتفالا بعيد الميلاد المجيد بينما البابا تواضروس الثاني يكون هناك في قلب مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية، يلقي كلمته في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب، ثم ينتقل إلى كاتدرائية "ميلاد المسيح" ليترأس صلاة قداس عيد الميلاد، ويشارك أبنائه المسيحيين الاحتفالات.

 

ذلك المشهد هو ما ستنقله كاميرات وسائل الإعلام على مدار اليوم، الأحد، خلال افتتاح الرئيس السيسي مسجد "الفتاح العليم" الأكبر في تاريخ مصر، وكاتدرائية "ميلاد المسيح" الأضخم في الشرق الأوسط، بحضور عدد كبير من الوزراء وسفراء الدول الأجنبية والعربية وآلاف الأقباط.

 

ليس القداس الأول بــ"ميلاد المسيح" 

 

ولم يكن ذلك أول قداس لعيد الميلاد بكاتدرائية "ميلاد المسيح"، إذ كانت المرة الأولى التي ينطلق فيها القداس من المقر البابوي بالكاتدرئية المرقسية بالعباسية، إلى كاتدرائية أخر، العام العام، إذ دقت الأجراس من قلب "ميلاد المسيح" لأول مرة في يناير 2018.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يناير 2017 أثناء قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وعد بافتتاح أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية، وأعلن الرئيس تبرعه من ماله الخاص لإنشاء أول جامع وكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقدم ثلاث شيكات لذلك أولها بقيمة خمسين ألف جنيه مخصص لإنشاء الكنيسة، والثانى بقيمة خمسين ألف جنيه لإنشاء المسجد، والثالث بقيمة مائة ألف جنيه للاثنين معا. 

 

ويعد افتتاح المسجد والكاتدرائية في يوم واحد بمثابة رسالة واضحة للعالم كله أن المسلمين والمسيحيين كيان واحد، حسبما يقول المهندس محمد عبد المقصود، رئيس جهاز العاصمة الإدارية، في تصريحات صحفية، لافتا إلى أن تبرعات المصريين كانت الجندي المجهول ولها دور كبير في سرعة الانتهاء من مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح.

 

"ميلاد المسيح" الأكبر في الشرق الأوسط

 

وتعتبر كاتدرائية "ميلاد المسيح" الأكبر فى الشرق الأوسط، إذ بها قاعة تتسع لأكثر من 7 آلاف فرد، وكنيسة فى الدور الأرضى تتسع لـ1200 فرد، وقاعة بانوراما وأخرى لكبار الزوار واستراحة للآباء الأساقفة وغرفة تحكم وغرفات خدمات ومعمودية.

 

 

لفت إلى أن حوائط الكاتدرائية استخدم فيها الخشب المعشق كما فى الأديرة القبطية، وكذلك خشب معشق مع زجاج بلوحات وأيقونات مختلفة، وكانت هناك أعمال تحتاج لأعوام تم إنهاؤها فى شهرين ونصف عقب الانتهاء من ترميم الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأن عددا كبيرا من المهندسين كان يعمل هناك، متابعاً: «كنا نرجع من كاتدرائية العباسية على كاتدرائية العاصمة الإدارية»، وأشار إلى وجود صعوبات فى العمل بسبب الارتفاعات وطبيعة السقالات.

 

وأضاف «فام» أن ما حدث إعجاز هندسى بمشاركة الجميع من حيث الوقت والتصميم وخروج تحفة فنية بشروط معمارية خاصة، مضيفا أن العمال والمهندسين أبناء مصر، مسلمين ومسيحيين، والمسلمون كانوا أكثر غيرة على العمل وإنهائه، وأشار إلى استخدام مواد جديدة فى الدهانات ومادة «الجى آر سى» التى تتحمل سنوات عديدة مقبلة.

 

ويقول المندس منير عبده فام، استشارى مشروع كاتدرائية ميلاد المسيح، بحسب تصريحات صحفية،  إن المهندسين راعوا أن يكون الخورس، وهو أول مكان بالقرب من الهيكل، يستطيع آخر شخص داخل الكنيسة أن يراه عن طريق ارتفاعه بشكل ملحوظ، مع وجود أيقونات فى الأسقف يستطيع جميع الزوار الاستمتاع بها.

 

 

ويشير المهندس إسحاق يونان رئيس شركة آرت لاند للرخام والجرانيت،  في تصريحات صحفية، إلى أنه على مدار سنتين تم تركيب أكثر من 3 آلاف متر حوائط و4 الاف متر فى صحن الكنيسة و500 متر جرانيت، مشيرا إلى أنه اتبع تقنيات جديدة للحفر عليها لم تكن موجودة فى مصر والعديد من الدول حيث كان الاستخدام الأول لها فى كاتدرائية ميلاد السيد المسيح.

 

والكاتدرائية هي عبارة عن صحن رئيسى مغطى بقبوين متعامدين قطر كل منهما 40 مترا يشكلَان صليبا، وفى تقابلهما فى وسط الصحن قبة الكاتدرائية بقطر 40 مترا ترتفع 39 مترا عن سطح الأرض محملة على أربعة عقود رئيسية بنفس القطر، وكذلك على أربعة مثلثات كروية والجزء الغربى مغطى بقبو أسطوانى بقطر 40 مترا.

 

وفى نهاية أطراف القبوات الرئيسية أنصاف قباب فى الجهات الشمالية والقبلية والغربية، وعلى الجانبين يوجد ممران جانبيان يتغطى كل منهما بقبوات متقاطعة قطر كل منها 6 أمتار، اما بالنسبة لمنطقة الهياكل روعى أن يكون أعلى الهيكل الرئيسى قبة بقطر 15 مترا وقباب الهياكل الجانبية بقطر 10 أمتار.

 

وتتشكل المنارة من عناصر من العمارة القبطية وروعى أن تحتوى على عدد من الأجراس أعلى المنارة، وروعي أن الكاتدرائية كرمز هى سفينة النجاة فى بحر هذا العالم، وتم مراجعة وتعديل واعتماد التصميم المعمارى من قبل البابا.

 

ويتكون الدور العلوي من الكاتدرائية من صحن يتسع لحوالى أكثر من 7500 فرد، وخورس الشمامسة يرتفع 7 درجات عن صحن الكاتدرائية، ومنطقة الهياكل فى الجهة الشرقية، وتحتوى على 3 مذابح ملحق بها استراحات وغرف خدمات تشغل 3 أدوار بجوار الهياكل من الجهة الشرقية.

 

أما الدور السفلى فهو بمسطح حوالى 8500 متر مربع، ويحتوى على كنيسة بمسطح 1800 متر مربع تتسع لأكثر من 1200 شخص، وقاعة متعددة الأغراض بمسطح 1500 متر مربع وقاعة متحف لتاريخ الكنيسة القبطية وقاعة اجتماعات، بالإضافة إلى الخدمات العامة للكاتدرائية من دورات مياه عامة وغرف خدمات ومخازن.

 

"الفتاح العليم" الأكبر في تاريخ مصر

 

وعن مسجد الفتاح العليم فتبلغ مساحته الإجمالية وملحقاته 104 أفدنة بينها 8600 متر هي مساحة المسجد و9300 متر مساحة البدروم والساحة الخارجية، ويسع المسجد بالكامل لأكثر من 12 ألف مصل، ويضم ٤ مآذن كل منها بارتفاع 94.5 مترا بجانب قبة رئيسية بقطر 33 مترا وارتفاع 50 مترا و4 قباب ثانوية، كما يشمل خزان مياه ووحدات تغذية تكييف وقاعة مناسبات بجانب 3 مهابط طائرات وممر جنائزى وجراج.

 

ويتكون المسجد من مسجد رئيسى وبدروم وأرضى و6 مداخل ومدخل جانبى لمصلى السيدات و2 ميضة للرجال و2 ميضة للنساء ودار لتحفيظ قرآن ومستوصف ويقع بدروم المسجد على مساحة 6325 مترا وصحن المسجد على ذات المساحة ويتسع لـ6300 مصل وساحة الصلاة الخارجية تتسع لـ3400 مصل أما البدروم فيضم مصلى رجال يتسع لـ1200 مصلٍ ومصلى سيدات 300 مصلية، كما يضم متحف رسالات سماوية بجانب دار تحفيظ قرآن ومستوصف.

واستخدم في المسجد رخام بارتفاع الحوائط مطعم بخامة جى آر سى بينما استخدمت خامة جى آر بى في الأسقف، وزين المسجد بعدد من النجف بلغ 95 نجفة بأقطار مختلفة تتراوح بين مترين وحتى 15 مترا وكل النجف مصنوع من النحاس المطلى بماء الذهب، حيث إن أكبر نجفة هي الموجودة أسفل القبة الرئيسية بقطر 15 مترا، وتم تصنيعها باستخدام شاسية حديد من 32 جزءا تم تقطيعهم باستخدام ماكينة قطع المياه، والطابق السفلى من المسجد وهو مسجد صغير فتم استخدام 26 نجفة من النوع الإسلامى لإنارته بجانب 56 أبليك هذا بخلاف قاعتى المناسبات.

 

وحول مكونات المسجد، يتكون المسجد من بدروم على مساحة 6325 م2 وأرضى يضم صحن المسجد على مساحة 6325 م2 يتسع لعدد 6300 مصلى، ومدخل جانبى لمصلى السيدات بالدور الأول، مساحة الصلاة الخارجية 3400 م2 تتسع 3400 مصلى ويضم البدروم مصلى رجال «1200 مصلٍ»،  مصلى سيدات «300 مصل»، عدد «2» ميضة للرجال، عدد «2» ميضة للنساء.

 

كما يتضمن المسجد، «متحف رسالات سماوية- دار تحفيظ قرآن- مستوصف - و4 مآذن بارتفاع 90 م تم الوصول إلى ارتفاع 30 مترا حاليا للمأذنة، وقبة رئيسية لصحن المسجد بقطر 33م وارتفاع 28 م، وقباب ثانوية لصحن المسجد عدد 4 قباب بقطر 12.5 وارتفاع 10م"، كما يتضمن قبة يصل ارتفاعها لـ 43 مترا، وتعتبر أكبر قبة فى الشرق الأوسط.

مقالات متعلقة