«طوفان اللوتس».. ملحمة فرعونية تمزج الخيال بالواقع

غلاف رواية "طوفان اللوتس"

في رحلة أسطورية، ترجع الكاتبة وفاء شهاب الدين، بالقارئ بالزمن آلاف السنين، وذلك خلال أحداث روايتها "طوفان اللوتس" الصادرة عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة.  تقع الرواية فى 320 صفحة من القطع الجائر، وتدور فكرتها حول أسطورة فرعونية تدعى أن الروح البشرية بعد الموت تدور في الكون متخذة صورًا عدة. وبعد مرور ثلاثة آلاف عام يتخذ الجسد البشري نفس الملامح ونفس الصفات والطبائع مرة ثانية. ورواية "طوفان اللوتس" بمثابة لوحة إبداعية مميزة، تأخذ القارئ إلى بساتين العشق مرورًا بعصور قد نسيناها ثم تنقلنا إلى نيران المكائد والفرقة ونعود إلى استنشاق رائحة اللوتس في آخر اللوحة. وفي أسلوب أشبه بكتابات الأساطير، نسجت الكاتبة أحداث الرواية مستخدمة لغة شعرية قوية وجزلة لا تخلو من القوة والخيال والواقعية.  بدأت الرواية برحلة سيارة لبطلة الرواية "سندس" التي قررت أن تنتقل للعيش في قرية "قبريط" شمال مصر، بعد أن توافها والدها وأصبحت وحيدة، وتهرب إلى هناك بعد أن انكسر قلبها في قصة حب فاشلة. 

وهناك، اكتشفت "سندس" أقارب أبيها واللذين تقابلهم لأول مرة، وهم: "ياسين وأخيه جاسر وابوهم الحاج أحمد ووالدتهم"، لتحيطها هذه الأسرة بالود والحب والتبنى، إلا أن تقع في حب "ياسين"، وتكتشف بعدها أنه متزوج. تأخذ الرواية في الثلث الثاني، منحى آخر حين تكتشف "سندس" أن بيت جدها هذا والذى يقع فى هذه القرية الاثرية القديمة "قبريط" يقبع فوق مقبرة فرعونية للملك "حور" والذى يخطفها الى أسفل البيت لتجد نفسها فى قاعة فرعونية مهيبة أمام الفرعون "حور". وتكتشف "سندس" أنها الملكة "نفر" زوجة "حور" التي قُتلت من ثلاثة ألاف سنة وبعثت من جديد فى جسد "سندس"، لتسير  الرواية في خط تناسخ الأرواح وحلول الأرواح كل ثلاثة آلاف سنه فى جسد جديد، وتتمزق "سندس" بين حبها لياسين، وحب حور لها والذى عاد بعد آلاف السنين ليبحث عنها ويجدها مرة أخرى.   

وتسير "طوفان اللوتس" على هذا النهج وبين هذين الزمنين حتى تصل إلى بؤرة الصراع عندما يتزوجها "ياسين" ويغار عليها "حور "، حتى نصل الى حل الصراع ونقطة الضوء فى الجزء الأخير من الرواية.   وتؤكد الرواية على قيمة العائلة، مما يعد نقطة محورية وهامة جدًا فى صلب الرواية، كما تتطرق إلى نقطة هامة وهي وقوع الزوج فى حب فتاة حبًا لا يوصف في الوقت الذى يحب فيه زوجته أيضًا، وعالجت هذه الجزئية بحرفيه بالغة لتجد لها حلا فى الرواية.

مقالات متعلقة