هل سينجح «اليوبيل الذهبي» لمعرض الكتاب بعد نقله للتجمع؟.. مثقفون يجيبون

معرض القاهرة الدولي للكتاب

ينتظر الكثير من محبي الثقافة معرض القاهرة الدولي للكتاب في هذا التوقيت من كل عام، للاستعداد لقضاء وقت ممتع بين الكتب والأنشطة الثقافية المختلفة، التي تصل إلى 419 فعالية ثقافية، و144 فعالية فنية هذا العام.  

ويأتي المعرض هذا العام في دورته الخمسين "اليوبيل الذهبي"، بتغيير كبير في موقعه، الذي انتقل من مقره القديم بمدينة نصر إلى مركز المؤتمرات بالتجمع الخامس، وهو الأمر الذي أثار العديد من المخاوف والتساؤلات حول نجاح المعرض من عدمه، وفيما يلي نستعرض رأي عدد من المثقفين.  

الشاعر أحمد سويلم، رأى أن المكان بعيد وقد يؤثر علي تكاسل الكثيرين عن الذهاب بالرغم من وجود وسائل مواصلات من بعض الميادين.  

وأشار "سويلم" في تصريح خاص لـ"موقع مصر العربية"، إلى أنه من الواضح مما أعلنه رئيس اتحاد الناشرين أن المساحات التي خصصت للناشرين انخفضت إلى النصف، وأن سور الأزبكية لا يوجد له مكان بسبب الخلاف الأخير، أي أن المعرض يقتصر على كتب الناشرين، بأسعارها المرتفعة.  

 وقال "سويلم" إنه كان يأمل أن يكون المعرض في مكان أقرب سهل المواصلات لرواده مثل مدينة أكتوبر مثلا، بعد أن تعذر وجوده في مدينة نصر.  

وأوضح الشاعر عصام خليفة، أن الآثار المترتبة على نقل المعرض تعتمد في الأساس على كيفية إدارة المشهد، بمعنى إذا كان هذا النقل مدعمًا بوسائل مواصلات كافية وسيمنح المعرض تنظيمًا أفضل و مساحة أكبر، فهو يؤيد الفكرة تمامًا، فالتغيير والتجديد مطلوب وكل فكرة في بدايتها تبدو غريبة ومرفوضة إلى أن تثبت نجاحها.  

وأكد "خليفة" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية"، أنه لا يخشى على الثقافة من قرار نقل المعرض، فالقارئ أو الراغب في متابعة الحراك الثقافي لن تعوقه المسافات خاصة وأن تواءم هذا النقل مع مساحة أكبر، وتنظيم أقوى وإدارة حديثة، مضيفًا "وأقول للمتحفظين على هذه الفكرة دعونا نكون أكثر جرأة و نجرّب".  

ومن جانبه، أعرب الناشر حسن غراب، مدير دار غراب للنشر، عن تأييده للقرار، قائلًا : كنت حزين على إقامة المعرض داخل خيام عندما كنت أقارنها بالمعارض التي حضرتها خارج مصر في بعض الدول المجاورة.  

وتابع "غراب" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية": أعتقد أن هذه الدورة سيكتب لها النجاح ولن تتأثر بنقل المكان إطلاقًا، خصوصا وأن هناك وعود بتوفير مواصلات من الميادين العامة من وإلى المعرض، التنظيم سيكون ممتاز، المعرض له جمهوره الذي ينتظره من العام للعام، ولن يتأثر الإقبال  بنقل المكان.  

وأكمل "غراب":  دور النشر سوف تعمل جاهدة على نجاح هذه الدورة بتقديم أفضل ما لديها من أعمال وعروض تجذب جمهور القراء، بالإضافة إلى أن هناك إصرار أيضًا من الجهة المنظمة واتحاد الناشرين المصريين على نجاح هذه الدورة، وسنتكاتف جميعًا على نجاح هذه الدورة في مقر المعرض الجديد، ولن تتأثر المبيعات من جراء هذه النقلة.  

واستنكر "غراب" بعض الأمور التي كانت تحدث في المعرض السابق قائلًا: المعرض السابق كان معظم الزوار يحضروا للنزهة وقضاء وقت بين أروقة المطاعم دون اهتمامهم بالكتب، مما كان له الأثر في عدم إصدار تعداد حقيقي للزوار المهتمين بالكتب، ناهيك عن البائعين الجائلين الذين توسدوا أرصفة وشوارع المعرض.  

ورهن الروائي أشرف الصباغ، نجاح هذه الدورة اليوبيلية المهمة على عدة عوامل على رأسها، كيفية الإعداد والإدارة، لأنه من الصعب أن نعلن عن مكان جديد وبرامج جديدة إضافية، وتظل الأفكار القديمة كما هي، وتبقى النظرة القديمة على حالها، وتظل الكوادر القديمة المحدودة والبيروقراطية تدير الأمور وتهدر الأموال وتفسر الماء بالماء، وتتجاهل قطاعات واسعة من مبدعي مصر ومثقفيها ومفكريها، وتحصر الأمور والاهتمامات في شلل ودوائر ضيقة لتبادل المصالح.  

وأضاف في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أن نجاح هذه الدورة يتوقف أيضا على مدى تنوعها، ومدى استيعابها لأكبر عدد من مثقفي ونشطاء مصر ومبدعيها، وقدرتها على أن تحوي أكبر قدر من المبدعين المصريين والأجانب وأعمالهم وندواتهم ونشاطاتهم، لأنه إذا سيطر التفكير القديم المحدود، والشللية التي تتميز بها الأوساط الثقافية والفنية المصرية، سواء كان رسمية أو غير رسمية، ستخرج هذه الدورة بائسة، وستكون دورة إضافية لإهدار المال العام، وتأصيل البيروقراطية والشللية، وبث البؤس واليأس والإحباط والعدمية في نفوس مثقفي مصر ومبدعيها.  

وأبدى الروائي عمرو الجندي، تأييده لقرار نقل المعرض لأن خوض تجربة جديدة أمر جيد؛ وخصة أن المعرض القديم كان من الممكن أن نقول عليه "خرابه" لا يليق بأن يكون معرض دولي، فكان عبارة عن خيم وخدمات معدومة، والموقع كان صعب على ناس كتير، ولم يكن متاح خدمة مجانية للنقل كما هو متاح في المعرض الجديد.  

وأشار "الجندي" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" إلى أن خطوة نقل المعرض إلى مركز المؤتمرات بالتجمع الخامس ستحقق عدالة في التنظيم، حيث سيكون هناك جناح لكل دار واضح لن يتوه به الجمهور، وسوف يستمتع الجميع في ظل هذا التنظيم.  

ورأى "الجندي" أن تنظيم المعرض تجربة ممتازة وتستحق الدعم، وتستحق أن نخوضها، فالجميع يخدم الكتاب سواء قارئ أو كاتب أو دار نشر.  

ومن جانبه، قال الكاتب حمدي البطران، إن الجمهور المصري لديه إحساس عالي بقيمة الكتاب، ولا يتوقع أن يتغير شئ، لكن التسهيل على الناس مطلوب واختيار مكان مناسب سيكون أفضل لراحة الناس.  

جدير بالذكر أن دورة اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تنطلق خلال الفترة من ٢٢ يناير الجارى حتى ٥ فبراير المقبل بمركز المؤتمرات بالتجمع الخامس.  

 وتحل جامعة الدول العربية ضيف شرف الدورة الـ50، ووقع الاختيار على شخصيتين للمعرض هما د. ثروت عكاشة، والدكتورة سهير القلماوي، وفرت الهيئة المصرية العامة للكتاب 6 خطوط من أتوبيسات هيئة النقل العام.

مقالات متعلقة