تعرف على «سهير القلماوي» شخصية اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة للكتاب

سهير القلماوي في افتتاح معرض الكتاب يناير 1971

تحظي الأديبة الراحلة سهير القلماوي باهتمام بالغ المدى تلك الفترة بعد اختيارها من قبل إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجانب الدكتور ثروت عكاشة، كشخصيتي دورة اليوبيل الذهبي، المقرر انطلاقها يوم 22 يناير الحالى، بأرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس.

 

كانت حياة "القلماوي" مزدحمة بالكثير من المحطات الأدبية والسياسية البارزة، التي حُفرت في تاريخها الشخصي، وتاريخ مصر الثقافي والسياسي، وبالتزامن مع احتفاء معرض القاهرة الدولي للكتاب بها، نقدم في هذا التقرير أهم مراحل حياتها.

 

في تاريخ يوم 20 يوليو 1911 استقبلت القاهرة مولد إحدى أهم الشخصيات التي شكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة النسوية، ومن حسن حظ "القلماوي" في ذلك الوقت أنها نشأت في عائلة تفخر بتعليم إناثها، على عكس ما كان سائد آنذاك.

بدأت الطفلة سهير القلماوي بالتعرف على عالم الأدب من خلال كانت قادرة على الإستفادة من مكتبة والدها، والتي أكتظت بالأعمال الشاسعة، مثل أعمال طه حسين ورفاعة الطهطاوي وابن إياس.

ولم تكن مكتبة أبيها وحدها هي من شكلت شخصية "القلماوي" منذ الطفولة، حيث غُرزت منذ الصغر بالتزامن مع ثورة 1919 وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التي كانت بها الناشطة النسوية العظيمة هدى الشعراوي والشخصية القومية البارزة صفية زغلول.

للمرتبة الأولى نصيبها الكبير في حياة "القلماوي" فقد كانت أول أول فتاة شابة ترتاد جامعة القاهرة وأول امرأة بين أربعين رجل تدرس الأدب العربي، كما كانت أول سيدة مصرية تحصل على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي بعد التخرج، عينتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، بالإضافة إلى أنها من أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة ورئيسة الاتحاد النسوي المصري ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية.

ولطه حسين فضل كبير في حياة تلميذته سهير القلماوي، فأثناء وجودها في جامعة القاهرة، تلقت القلماوي الإرشاد من عميد الأدب العربي الذي كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرةز

ومكن  طه حسين "القلماوي" من توليها منصب مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932، وبهذا أصبحت أول امرأة برخصة الصحافة في مصر.

كما قدم طه حسين كتاب "القلماوي" "ألف ليلة وليلة"، والذي ما زال رائدا في مجال الأدب الشعبي، وكان رسالة الدكتوراه لها، بالإضافة إلى مجموعتها القصصية "أحاديث جدتي" التي صدرت عام1935، الأستاذة في مقدمة كتاب تلميذته يقول : إن صدق ظني فسيكون لهذا الكتاب الذي أقدمه إلي القراء شأن وأي شأن, فقد قرأته وما أشك في أني سأقرأه مرة واحدة وما أظن أني سأنصرف عنه وقد أرضيت حاجتي إلي قراءته.

وكان لقضية مناصرة المرأة والحركة النسوية مجالًا كبيرًا في حياة "القلماوي"، حيث مؤتمرات المرأة العربية حيث نادت بمساوة الحقوق عام 1960، وكانت رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة؛ وفي عام 1961 أصبحت رئيسة أول اجتماع للفنون الشعبية. شكلت لجنة للإشراف على جامعة الفتيات الفلسطينيات للحديث عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية وكان ذلك عام 1962.

كما عملت كرئيسة الاتحاد النسوي المصري، وفي عام 1959 أصبحت رئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية، فأسست التعاون بين الاتحاد المصري والاتحاد العالمي للجامعات. أصبحت لاحقاً رئيسة الهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى عام 1967 ورئيسة مجتمع ثقافة الطفل عام 1968.

أما الحياة السياسية في رحلة "القلماوي" كان لها نصيب كبير،  فبدأ عملها السياسي عندما أصبحت عضوة بالبرلمان عن دائرة حلوان عام 1958 ومجدداً في 1979 حتى  1984.

 واختارت إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب اسم سهير القلماوي كشخصية لدورة اليوبيل الذهبي، لأن لها فضل كبير في تأسيس أول معرض دولي للكتاب بالقاهرة عام1969 والذي اشتمل علي جناحا خاص بالأطفال وهو ما استمر بعد ذلك ليصبح فيما بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب, وكان لها السبق الأول في إنشاء مكتبة في صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها.

وكان لسهير القلماوي فضل آخر في إثراء الحياة الثقافية في مصر، حيث أنها شغلت منصب رئيسة الإدارة التابعة للهيئة المصرية للنشر والتوزيع حيث عملت على توسيع نطاق القراء وتشجيع الكتاب الشباب والنهوض بصناعة الكتب.

ضخت "القلماوي" العديد من الأعمال الأدبية في المكتبة العربية خلال حياتها، فمن أبرز أعمالها "أحاديث جدتي, ألف ليلة وليلة, أدب الخوارج, في النقد الأدبي، الشياطين تلهو, ثم غربت الشمس".

كما ترجمت "القلماوي" العديد من الكتب والقصص منها: قصص صينية لبيرل بك, عزيزتي اللويتا, رسالة أبون لأفلاطون, وأيضا عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من20 كتابا في مشروع الألف كتاب. ومن أبحاثها: المرأة عند الطهطاوي, أزمة الشعر.

كُرم مشوار "القلماوي" بالعديد من الجوائز الأدبية منها " جائزة مجمع اللغة العربية، لموضوع رسالة الدكتوراه عن (ألف ليلة وليلة)،عام 1954، جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955،  جائزة الدولة التشجيعية لعام  1955،  جائزة الدولة التقديرية في الآداب، تشاركتها مع د. شوقي ضيف عام 1963، وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987".

وبعد رحلة كبير من العطاء الأدبي الفكري والسياسي توفيت سهير القلماوي في 4 مايو 1997م.

مقالات متعلقة