«ثروت عكاشة».. شخصية اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة للكتاب (بروفايل)

ثروت عكاشة

يحظى وزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة باهتمام بالغ المدى تلك الفترة بعد اختياره من قبل إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجانب الأديبة الراحلة سهير القلماوي، كشخصيتي دورة اليوبيل الذهبي، المقرر انطلاقها يوم 22 يناير الحالي، بأرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس.

 

كانت حياة "عكاشة" مزدحمة بالكثير من المحطات الأدبية والعسكرية البارزة، التي حُفرت في تاريخها الشخصي، وتاريخ مصر الثقافي والسياسي، وبالتزامن مع احتفاء معرض القاهرة الدولي للكتاب به، نقدم في هذا التقرير أهم مراحل حياتها.

 

في عام 1921 استقبلت محافظة القاهرة ولد "عكاشة" الذي أسهم فيما بعد في إنجاز العديد من المشروعات الثقافية والحضارية التي شهدتها جمهورية مصر العربية.

 

صعد "عكاشة" السلم التعليمي درجة تلو الأخرى حتى وصل إلى بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية وحصل عليه عام 1939، ثم وكيل أركان حرب 1948 ثم حصل على ماجستير في الصحافة عام1951، كما حصل على الدكتوراه في الآداب من جامعة السوريون عام 1960.

 

لم يكتف "عكاشة" بكونه ضابطًا بالقوات المسلحة، حيث تقلد العديد من المناصب التي ترك أثرًا فيها فعين رئيس تحرير بمجلة التحرير في الفترة من عام 1952 حتى 1953، وبعد ذلك بعام عمل كملحق عسكري بالسفارة المصرية في بون ثم باريس ومدريد في الفترة من عام 1953 حتى 1956.

 

 

وأصبح "عكاشة" سفيرًا لمصر في روما في الفترة من  1957حتى 1958، ثم بعد بعد ذلك وزيرً للثقافة والإرشاد القومى 1958 حتى عام 1962، وذلك في عهد  الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

 

حفر "عكاشة" اسمه على مستوى الثقافة في الفترة التي تولى فيها الوزارة، حيث أسس كثيرًا من الهيئات التى تعمل على إثراء الحياة الثقافية والفنية، منها المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب "المجلس الأعلى للثقافة" والهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية وغيرها،  كما أنشأ أكاديمية الفنون عام 1959 بمعاهدها الفنية المتخصصة المختلفة.

 

بالإضافة لذلك أنشأ "عكاشة" عدد من فرق دار الأوبرا المختلفة مثل أوركسترا القاهرة السيمفونى وفرق الموسيقى العربية، والسيرك القومى ومسرح العرائس، وأنشأ قاعة سيد درويش بالأكاديمية لعمل الحفلات بها.

 

ومن ضمن الإنجازات التي حققها "عكاشة" على مستوى المشروعات الثقافية والحضارية منها إنقاذ معبد أبوسمبل ومعبد فيلة، والآثار المصرية فى النوبة.

 

بعد ذلك عُين "عكاشة" رئيسًا للمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ثم رئيسًا لمجلس إدارة البنك الأهلى المصري في الفترة من 1962 حتى 1966، ونائبًا لرئيس الوزراء ووزير الثقافة 1966 حتى 1967، وزيرًا للثقافـة من جديد في الفترة من 1967 حتى 1970.

 

كما اُختير "عكاشة" كنائب لرئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية من 1967حتى 1977، ومساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية عام 1970، ثم أستاذ زائر بالكوليج دو فرانس بباريس (تاريخ الفن) 1973، وانتخب زميلًا مراسلًا بالأكاديمية البريطانية الملكية 1975، انتخب رئيسًا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربي بباريس 1990.

 

أما عن دور "عكاشة" في خروج معرض القاهرة الدولي للكتاب بدأ الأمر عام 1969 عندما فكر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة، إقامة أول معرض للكتاب وطلب من سهير القلماوي، رئيسة المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر وقتها.

 

قدم "عكاشة" عدد من الأعمال الأدبية منها: "معجم المصطلحات الثقافية، الفن الإغريقى، الترجمات للمسرح المصري القديم، مذكراته الشخصية، ترجمة كتاب أوفيد "مسخ الكائنات"، القيم الجمالية في العمارة الإسلامية، تاريخ الفن الرومانى، ترجمة للشاعر جبران خليل جبران".

 

كُرم مشوار "عكاشة" بالعديد من الجوائز منها " وسام الفنون والآداب الفرنسى عام 1965، وسام جوقه الشرف الفرنسى بدرجة كوماندور، عام 1968، الميدالية الفضية لليونسكو تتويجا لإنقاذ معبدي أبو سمبل وآثار النوبة عام 1968، الميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة عام 1970، جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1987، دكتوراه فخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1995، جائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002".

 

ورحل ثروت عكاشة عن عالمنا في تاريخ  27 فبراير 2012 عن عمر ناهز 91 عاماً.

 

مقالات متعلقة