ملحمة يونانية نادرة.. في معرض القاهرة للكتاب 2019

ملحمة الألياذة اليونانية

مزجت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بين التنوع الفكري والتعدد النوعي فيما تقدِّمه من أعمال مترجمة لجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب، لتهديهم لمحبي الأدب العالم في اليوبيل الذهبي للمعرض.  وأعادت قصور الثقافة، إحياء عدد من الأعمال الأدبية اليونانية، عبر سلسلة آفاق عالمية، ومنهم: نسخة نادرة ومميزة من الملحمتين الخالدتين "الإلياذة" و"الأوديسة"، للشاعر اليوناني الضرير "هوميروس"، في الظهور الثالث لترجمتهما. وترجمهما عن اللغة اليونانية مباشرة، فقيه اللغتين اليونانية واللاتينية "أمين سلامة".   

صدرت الطبعة الأولى من إلياذة هوميروس عام 1956، عن دار الفكر العربي والتي عادت بطبعة ثانية منها عام 1981.  وسُجلت هذه الملحمة من ذاكرة المنشدين الذين ظلوا يأخذونها من بعضهم البعض لنحو خمسة قرون نقلاً عن مبدعها "هوميروس" الذي اعتاد أن ينشدها وهو يتجول في أنحاء بلاد اليونان القديمة تصحبه القيثارة. وشُكلت بعثة خاصة لتقصي أبياتها وتحقيقها تحقيقا دقيقا، وهي تتناول الحروب بين المدن الإغريقية وواقعة حصان طروادة الشهيرة.  

وأصدرت ذات الدار أولى طباعاتها من "أوديسة" هوميروس عام 1961، ثم الثانية منها عام 1978، حيث أحس شاعرها بتقصيره في حق بطل ملحمته الأولى "أوديسيوس" فاهتم به وبرحلته للعودة إلى الديار عقب انتهاء الحرب، وما واجهه من أهوال بشجاعة وجسارة، لهذا اقتبس عنوان الملحمة الجديدة "أوديسة" من اسمه، في حين كانت الأولى "الإلياذة" نسبة لمدينة طروادة.    وتخرَّج الكاتب أمين سلامة، من كلية الآداب بجامعة القاهرة من قسم الدراسات القديمة عام 1943، وحصل منها أيضًا على درجة الماجستير في آداب اللغتين اللاتينية واليونانية بعدها ببضع سنوات، وعمل بعدة وظائف بالجامعة ثم انتدِب لتدريس اللغة اللاتينية بكلية الآداب رغم عدم نيله لدرجة الدكتوراة، بل وعمل أستاذًا لها وللغة اليونانية معها في الجامعة الأمريكية بمصر والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وله عشرات المؤلفات والمترجمات باللغات العربية والانجليزية واليونانية واللاتينية من أبرزها ملحمتي "الإلياذة والأوديسة".    

 وأعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة إحياء رواية "الحرية أو الموت" للكاتب والفيلسوف اليوناني "نيكوس كازانتزاكيس" مؤلف رواية "زوربا" الشهيرة ترجمة سعد زغلول نصار، وكتاب "الكلمات" للفيلسوف الفرنسي "جان بول سارتر" ترجمة محمد مندور.    

يناقش كازانتزاكيس، في ملحمته بعمق فكرة الحرب والسلام؛ وأن القتال من أجل الدفاع عن الأرض ليس واجبًا فحسب، ولكنه فرض، وأن أصحابها ومن ينتمون إليها هم الأكثر حرصًا على حمايتها من الدمار، بينما يبحث سارتر في كتابه عن أصل "الأنا" وحلم الماضي عبر مذكرات شخصية قاسية تقف على القطب الآخر للفلسفة الصورية، ويرى فيه أن الفلسفة والأدب كلاهما نوع من الكذب.            

 

 

مقالات متعلقة