«خذلان بطعم الحلوى».. عندما يصبح الحب رهينًا لقوانين السوق

غلاف رواية "خذلان بطعم الحلوى"

غالبية بطلاتها من النساء اللواتي مررن بتجارب مختلفة، وتعرضن للفشل، ليس لها السبب صنفت رواية  "خذلان بطعم الحلوى" للكاتبة السورية أميرة مبارك، على أنها رواية المرأة بامتياز،  بل لأنها رواية تحكي هموم المرأة وحيواتها الجوانية التي لا يستطيع الروائي الرجل الولوج لها وتوصيفها بالكيفية التي تقولها مشاعر المرأة بإزاء الخذلان. والرواية الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان، والتي تقع في 185 صفحة من القطع المتوسط، تحكي قصة المستشارة "شذى" التي ترتبط بعلاقة مع أنس، وتمنحه كل مشاعرها، وقضت حياتها تنتظره ويخذلها في نهاية المطاف، ويتخلى عنها، وتعمل خلال ذلك في مكتب خاص لها لتقديم الاستشارات النفسية.

وخلال ذلك تتعرف على عدد من المشكلات والقضايا التي تعاني منها النساء، وتساهم في حلها، وخصوصا ما يتعلق بالبرود العاطفي كما هي حالة "رفاه".

وتتحول سياقات الحكاية إلى نوع من السرد البوليسي حينما يتعلق الأمر بفتاة اسمها "ليال" التي كانت تتواصل معها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنقطع أخبارها، لتكتشف أنها بحسب ما أُعلن أنها انتحرت.

وتتطور الأحداث وتتشابك حياتها وعلاقتها مع خطيبها، وملفات المكتب الاستشاري تتداخل الحكايات لعلاقات وقضايا لا تبتعد كثيرًا عن واقع الحياة التي غدا فيها الحب رهيناً لقوانين السوق ونمطه الاستهلاكي.

وتقوم بمساعدة "حسن" و"أمجد" اللذين تعرضا أيضاً لنكران حبيباتهما واستغلالهن لهما في الكشف عن الجريمة التي تعرضت لها "ليال" التي لم تنتحر، وإنما تم قتلها بعد محاولات لابتزازها.

وهنا تلفت الكاتبة التي وظّفت تقنية تعدد الأصوات والتقطيع ووسيلة التواصل الاجتماعي إلى خطورة تلك الوسيلة التي يمكن أن تتحول إلى أداة للابتزاز.

وفي الرواية تحاول الكاتبة استرجاع صوت المرأة في السرد كراوية لتقول همومها وهواجسها، وإبراز صوت الضحية، وغالبية الأبطال هم من الضحايا حتى الرجال، بينما لا نجد صوت الجلاد إلا خافتًا، أو ذريعة لبروز الضحايا.

وتهدي هذه الرواية التي تدور في الفضاءات الافتراضية لبطلتها التي أطلقت عليها اسم "فتاة الحب". 

 

والكاتبة أميرة مبارك، من مواليد دمشق- سورية 1984، ومديرة تحرير مجلة "فارس الغد" للناشئة منذ عام 2011، نشرت مجموعة من القصص التربوية منها: "استقالة ملعقة، حوار الخضر، حدث في الظلام، خلية النحل، رحلة إلى القلب، سباق الأحلام".

ومن أجواء الرواية: 

"الحياة أكبر مني ومنك ومن حبنا"، "أكبر من أحلامنا"، "أكبر من تجربة فاشلة"، "أكبر من جنس الإناث جميعا ومن الحب ذاته".

"القوة تكمن في البدء من جديد، البدء رغم كل شئ، تكمن بإيماننا بأنفسنا وبالقدرة على النهوض".

مقالات متعلقة