"قد تكون المرحلة التي نمر بها أخطر المراحل في حياة الشعب الفلسطيني.. نحن مقبلون على قرارات في غاية الصعوبة.. ونحن أمام لحظة تاريخية إما أن نكون أو لا نكون" بكلمات الرئيس محمود عباس، استهل الباحث محمد جمعة؛ حديثه عن القضية الفلسطينية. وشهدت قاعة "ضيف الشرف" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ50، ندوة "القضية الفلسطينية والتحديات الراهنة"، بمشاركة السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح، والدكتور محمد جمعة، الباحث بوحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأدار الندوة المُستشار الثقافي الفلسطيني بالقاهرة، محمد خالد الأزعر.
وقال محمد جمعة، إن أخطر هذه التحديات هي تلك الأزمة العميقة التي تعيشها حركة المقاومة الفلسطينية، متمثلة في الشرخ الكبير الذي يزداد يومًا بعد آخر بين المقاومة الفلسطينية ممثلة في حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وكذلك تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ في ظل إدارة جديدة تدعم إسرائيل بكل ما لديها.
وعلى الرغم من كل ذلك نجد هناك إصرارًا على المقاومة بشتى السبل من الشعب الفلسطيني، وشهدت الفترة الأخيرة محاولات عده من حركة حماس للإنفراد بغزة بعيدًا عن السلطة الفلسطينية، وهذا الأمر مرفوض كل الرفض من السلطة الفلسطينية ومصر على حدٍ سواء.
وأكد جمعة، أن -دولة الاحتلال- تستعد من الآن للتعامل مع صفقة القرن، ومما يساعد إسرائيل على الوصول لما تسعى إليه هو حالة الانقسام الفلسطينية الراهنة، والعقلية الإسرائلية الحاكمة تعرف أن هذا التوقيت ليس المناسب لتسوية القضية الفلسطينية، ناهيك عن عدم استعداد -دولة الاحتلال- داخليًا لذلك، فهناك أطراف داخل إسرائيل تعارض حل الدولتين. وتابع: أعتقد أن -دولة الاحتلال- ستسعى في الفترة القادمة لتقديم بدائل تجمع فيها بين التسوية الانتقالية والاجراءات أحادية الجانب، من خلال إعادة تنظيم الضفة الغربية، لمعرفتها بمدى الرفض القاطع من قبل الفلسطينين لصفقة القرن. وأكمل: "هذا إلى جانب رفض بعض الأصوات داخل إسرائيل نفسها لهذا الطرح، إذ يفضلون الانفصال الكامل لإسرائيل عن فلسطين، ولعل الخطر القادم ليس ما روج له البعض بأن غزة أولاً، بل هناك مخططات إسرائيلية توسعية بشأن الضفة الغربية أيضًا". ومن جهته، أشار محمد خالد الأزعر؛ إلى أن التحديات موجودة على مدار 120 عاما الماضية، وكذلك الخلافات الداخلية في فلسطين ليست بجديدة، والواضح أن التسريبات الخاصة بصفقة القرن لا تبشر بالخير على الإطلاق، أما على المستوى الدولى فكل ما يحدث في الخفاء 90% منه بتخطيط الولايات المتحدة والدول الكبرى الحليفة لإسرائيل.
وأكد أن العامل الإقليمي وعامل الصد من الدول العربية والإسلامية هو الحل الوحيد للوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وتابع: علينا أن نتذكر نجاح شعب جنوب أفريقيا عندما اتحد لمجابهة عنصرية المحتل الأجنبي وقضوا عليه، وهذا هو السبيل الوحيد للخلاص، وفلسطين والعرب جميعًا في حفرة واحدة. وفي كلمته، وقال السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح، إن الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وكذلك الجانب المصري لم يتلق أي طرف منهم أي معلومات عن تلك صفقة القرن المزعومة، وخلال حوار الرئيس الأمريكي: دونالد ترامب في أربع لقاءات جمعته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم يكن لديه أي اعتراض على مبدأ حل الدولتين والرجوع لحدود عام 1967، وعندما تم طرح مبدأ تبادل الأراضي، قال أبو مازن "إنه لا مانع على أن يكون ذلك بنفس القدر والقيمة". وأضاف: "وبعد أقل من أسبوعين من آخر لقاء بين أبو مازن وترامب فوجئنا بقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس! وقد أعاد لنا هذا القرار وعد بلفور، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وكذلك إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن قناة الحوار الرسمية مع واشنطن! كما أوقفت الولايات المتحدة مساهمتها في منظمة "الأونرو" وقطعت كذلك المساعدات التي كانت تقدمها للشعب الفلسطيني!.
وأوضح أن القدس والأرض هي عنوان الصراع مع إسرائيل، وشددنا على مبدأ الأرض مقابل السلام، رافضين مبدأ الأرض مقابل الاقتصاد، والقدس هى عاصمة دولة فلسطين وليست للبيع، وهذا هو ما نتحاور بشأنه الآن، رافضين كل الرفض أن تكون القدس عاصمة للدولتين كما تريد إسرائيل وحلفائها.
وأكد اللوح أن هذه النوايا الإسرائيلية المبيتة من خلال انتهاكاتها وعدوانها، تبين أن إسرائيل لا تريد السلام وتتمادى بجرائمها وانتهاكاتها اليومية، ومن يعتقد أيضا أن الشعب الفلسطينى يمكن أن تكسر إرادته، فهو واهم تماما.
وأضاف السفير اللوح، "نرفض كل الرفض ما تروج له إسرائيل بأن تكون الدولة الفلسطينية في جزء من غزة وجزء من سيناء، ونحترم سيادتة مصر على كل سنتيمتر من أراضيها".
وأشار إلى أن العقبات التي تواجه المصالحة ما بين الفصائل الفلسطينية متمثلة في حركة الجهاد الإسلامي وفتح وحماس، تكمن في رفض حركة حماس لتنفيذ اتفاق 2017 وتمكين السلطة الفلسطينية من حكم القطاع، والمصالحة ليست موضوع ثنائي بين فتح وحماس بل يتعلق بكافة الشعب الفلسطيني. واختتم السفير الفلسطيني، كلمته قائلًا: "السلطة الفلسطينية تُصر على أنه لا انتخابات بدون غزة وبدون القدس".