فيلة وقردة على أرض «الفيوم».. تاريخها يعود لـ 40 مليون سنة

ما لا يعرفه الكثيرون أنه بالرغم من أن عمر الإنسان لم يتجاوز 300 ألف سنة، إلا أن "الفيوم" يتجاوز عمرها 40 مليون سنة، وهذا ما أثبتته الدراسات والاكتشافات، ووثقت كل المعلومات في كتاب "الفيوم وبلاده" من أهم الكتب على الساحة فى مجال التراث. 

 

شهدت قاعة حفلات التوقيع بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، إقامة حفل توقيع  كتاب "الفيوم وبلاده إظهار صنعة الحي القيوم في تريبب بلاد الفيوم" لعثمان بن إبراهيم الصفدي النابلسي، تقديم ودراسة الدكتور محمد التداوي؛ بمشاركة كل من الدكتور هشام سلام؛ رئيس مركز المنصورة للحفريات الفقارية والدكتور محمد التداوى. وفي البداية، قال الدكتور هشام سلام؛ رئيس مركز المنصورة للحفريات الفقارية: إن الفيوم تضم كنوزا علمية كبيرة، وهناك مشروع ضخم لكشف حفري كبير هناك، سيتم الإعلان عنه قبل نهاية 2019 لكائنات كانت حية على أرض الفيوم قبل 40 مليون عام. وأشار إلى أنهم اكتشفوا في "الفيوم" حفرية لأشرس حيوان فى باطن المحيط  وهي "الحيتان"، في وادي الحيتان.  وتابع: "أثبتت الدراسات الحديثة أن "الفيوم" كانت غابة مطيرة يعيش فيها عدد من الحيوانات مثل القردة والفيلة قبل 30 مليون عام، والسبب الرئيسى فى اكتشاف هذه الحفريات المهمة في الفيوم يرجع إلى أن الفيوم عبارة عن منخفض أرضى وصخور الفيوم عمرها يتجاوز 40 مليون عام.  

ومن جانبه، قال الدكتور محمد التداوي: "الصحراء المصرية سحرتني واستقطعت كثيرًا من وقتي داخل مصر، وأصدرت كتابًا عن الواحات المصرية ووادى الريان فى الفيوم، وحاولت خلال ما أقدمه عن الصحراء فى استخدام المصطلحات البسيطة ليفهمها القارىء العادى خاصة أن علوم الجيولجيا لا يستطيع ان يتفهمها القارىء العادي.  

وأضاف أن ساحل مصر كان بالقرب من محافظة المنيا ولم يكن عند حدود الإسكندرية كما هو الحال الآن، حيث كان البحر يغمر مصر ولم يكن نهر النيل موجودًا، حيث أن عمر نهر النيل لا يتجاوز 10 آلاف عام.  وأكمل: "الفيوم كانت تعتبر هى نموذج مصغر لمصر، وكانت شاهدة على الحضارة الفرعونية وأزدهار الدولة المصرية، حتى بدأت مراحل التراجع للحضارة المصرية بعد أن حكمنا النوبيين والليبيين والفرس والبطالمة والرومان والعرب، حيث أن حكم الاجانب لمصر ساهم بشكل كبيرة فى إحداث حالة من الإنزلاق للحضارة المصرية.  

وأشار إلى أن البطالمة حينما حكموا مصر حولوا الفيوم، إلى نموذج لـ"دبي" العصر القديم، كما أن الفيوم كانت أهم بلد فى العالم تنتج القماش منذ 800 عام وكان بها سوق اسمه سواق «البزازيين» كأكبر سوق لتجارة القماش فى العالم.  واشتهرت "الفيوم" بزراعة البصل بل وتصديره أيضا قبل 800 عام ، كما كانت الفيوم أهم منتج للزيوت العطرية حول العالم وخاصة من زهرة النسرين كما كانت الفيوم أول من أنتج الزجاج الشفاف.  

 

ولفت إلى أن قصة نسب تسمية البحر اليوسفى لمعيشة سيدنا يوسف على أرض الفيوم هو أمر غير صحيح على الإطلاق، كما أن الأقاويل التى تتردد حول معيشة سيدنا يونس على أرض الفيوم أيضا هو أمر لا أساس له من الصحة.  

وأشار إلى أن أكثر الأشياء التى جذبته فى رحلته البحثية حول الفيوم هى البورتريهات التى كانت توضع على صناديق الموتى قبل 2200 عام فى العصر البلطمى، حيث أن هذه البورتريهات كانت على مستوى فنى رفيع ومتطور سبق دول العالم المختلفة التى لم تكن تعرف فنون الرسم الحديث بهذا الشكل من التطور الفنى، وهو ما يدفعنى للحديث دائما عن هذه البورتريهات فى كل محاضراتى فى كل دول العالم.    

وتطرق فى الحديث عن منطقة  الواحات البحرية فى مصر والتى كانت تعتبر سلة الغلال بالنسبة لمصر فى العصر القديم، حيث كان إنتاج واحة واحدة يكفى مصر بأكملها من الغلال.  

وأوضح أن مصر من الممكن ان تعود أفضل مما كانت عليه، بشرط أن نعرف قيمة ومكانة مصر واستثمار إمكانيتها ومقوماتها وأن يركز كل شخص فى مجاله ويبدع فيه ويبتكر، وهذا سيساهم في أن تعود مصر لمكانتها.

مقالات متعلقة