صدر حديثًا عن المكتب المصري للمطبوعات بالقاهرة، النسخة العربية من كتاب "المسيخ الدجال"، تأليف ايرهان افيونجو، وترجمة د. سمير عباس. وكتاب "المسيخ الدجال" جزء واحد من سلسلة عن الديانة اليهودية، يصدرها المكتب المصري. ويحمل الكتاب عنوانًا فرعيًا "شبتاي تسفي مؤسس الدونمة.. واليهود في ظل الوثائق اليهودية". ويحكي الكتاب عن "شبتاي تسفي أو سبطاي سوي" الذي ولد في إزمير غرب الأناضول سنة 1626 ولد لأب "إشكنازي" يشتغل بالتجارة، وكان إخوته أيضاً من التجار الناجحين، ومات بمدينة الكون Dulcigno بألبانيا سنة 1675. ويرجع لـ"شبتاي تسفي" إيجاد مذهب دونمة في تركيا، وفي البداية أصبح "حاخام" حسب رغبة أمه ذات الميول الدينية. درس "شبتاي" التناخ والتلمود والمعارف الباطنية على يد حاخام إزمير "إسحاق دلبع" واستنبط الحاخام الشاب سبتاي من النصوص الدينية العبرانية حسب منهج القبالاه أن ظهور المسيح سيكون سنة 1648، وأعلن نفسه مسيحًا في ذلك التاريخ. آمن به كثير من يهود إزمير رغم رفض الحاخام جوزيف اسكوبا دعواه وتكذيبه
له، ثم بدأ المسيح المنتظر سبتاي سوي رحلة المغامرات الشاقة. وفد إلى إستانبول سنة 1650، ونصحه حاخامها أبراهام وجيني بالرحيل إلى سالونيك حيث عدد أتباعه والمؤمنين به في تزايد. وعاد إلى إزمير سنة 1659، وبعد ثلاث سنين ذهب في زيارة دعوية إلى مصر وفلسطين، وعند عودته إلى إزمير وقع تتويجه من طرف اليهود حسب معتقدهم، ثم نشر بيانا قسّم فيه العالم من بعده على مريديه الثمانية والثلاثين. وجاء لزيارته يهود من ألمانيا وبولونيا وبقية أنحاء العالم، وعندما لاحظت إدارة الدولة العثمانية هذا الوضع بدأت تتخذ التدابير لمقاومة هذا التكتل اليهودي. ووجدت الدولة دعمًا لها من طرف اليهود المحافظين والحاخامات الرسميين وسجنته سنة 1666 بتهمة بث الفتنة وإفساد الديانة اليهودية وادّعاء النبوة ثم نقل من سجن "زندان قابو" بإستانبول إلى جزيرة "آيدوس" للتخلص من الزوار اليهود المتوافدين عليه هناك، وتحولت قبلة زائريه من إستانبول إلى "آيدوس" ببحر إيجه.