مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر أن تشهدها إسرائيل في أبريل القادم، وبالتزامن مع الحديث عن "خطة القرن" تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي جاهدة لإنشاء علاقات معلنة مع الدول العربية ، وخاصة دول الخليج.
وفي خطوة للتواصل ورفع درجة التطبيع ، زعمت صفحة الحساب الرسمي للسفارة الافتراضية لإسرائيل في دول الخليج، أنها أعادت الإطلاق مرة أخرى عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وكتبت الصفحة الرسمية للسفارة الافتراضية لإسرائيل في دول الخليج، على الحساب الرسمي على "تويتر"، مساء الثلاثاء، أنها أعادت إطلاق الصفحة، بهدف تعزيز الحوار بين إسرائيل وشعوب الخليج.
يسرنا أن نعلن عن إعادة إطلاق صفحة "إسرائيل في الخليج" بهدف تعزيز الحوار بين إسرائيل وشعوب الخليج. نأمل أن تسهم هذه السفارة الافتراضية في تعميق التفاهم بين شعوب دول الخليج وشعب إسرائيل في مختلف المجالات pic.twitter.com/eaoLyc8fJm
— إسرائيل في الخليج (@IsraelintheGCC) February 5, 2019
وذكرت الصفحة المنشورة باللغة العربية أنها تأمل أن تسهم هذه السفارة الافتراضية في تعميق التفاهم بين شعوب دول الخليج وشعب إسرائيل في مختلف المجالات.
الانطلاقة الأولى في 2013
يشار إلى أن هذا الحساب المنشور على صفحة "تويتر"، جاء تحت عنوان "الحساب الرسمي للسفارة الافتراضية لإسرائيل في دول الخليج، مكرس لتعزيز الحوار مع شعوب هذه الدول" وسبق إطلاقه في شهر يوليو 2013.
وعقب اطلاقه الأول قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية إن إسرائيل افتتحت سفارة افتراضية للتواصل مع مواطني الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عُمان وقطر والبحرين.
وفي 2013 كان إيغال بالمور، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية هو المسئول عن إدارة حساب السفارة الافتراضية على موقع (تويتر) وقال وقتها إن "السفارة الافتراضية ستكون أداة جيدة جداً للدخول في حوار مع مواطنين من دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف بالمور "نريد الحصول على تغريدات من أي شخص في دول مجلس التعاون الخليجي يريد الانخراط معنا بحوار في أي موضوع مثير للاهتمام، سواء أكان تجارياً أو علمياً أو سياسياً أو اجتماعياً".
وعقب الاطلاق الأول للموقع في 2013 قالت "فايننشال تايمز" أن السفارة الافتراضية على موقع الشبكة الاجتماعية " تويتر"هو جزء من حملة دعائية تجاه دول الخليج.
واعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ان الصفحة منصة ثقافية ذات مستوى منخفض للوصول لأبناء عامة شعوب الخليج ، وأنها مقدمة للجهود التي تبذل خلف الأبواب المغلقة ومن خلال اجتماعات سرية للوصول إلى حكومات دول مجلس التعاون الخليجي.
إسرائيل ودول الخليج
شهد عام 2018، تطورا متسارعًا غير مسبوق في العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، التي لا تربطها بالدولة العبرية معاهدة سلام والتي لطالما وضعت شروطًا للتطبيع.
وظهر ذلك التطور جليا في الآونة الأخيرة، من خلال الزيارات السياسية والاقتصادية والرياضية المتبادلة التي أخذ الكثير منها طابعا علنيا، فيما اعتبرتها مصادر عبرية أنها مقدمة للتطبيع الكامل.
وإضافة لما هو معلن، فقد تحدثت تقارير غربية وعربية وعبرية عن علاقات سرية "متينة" بين تل أبيب وعواصم عربية، وهو ما عززه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإعلانه مؤخرا عن وجود تطوّر كبير في العلاقات مع الدول العربية، واصفاً الوضع الحالي بـ"غير المسبوق"، بحسب "القدس العربي".
نتنياهو في مسقط
ويبدو أن أكبر تطوّر في العلاقات الخليجية – الإسرائيلية، جسّدته الزيارة الرسمية التي أجراها نتنياهو نهاية أكتوبر الماضي، إلى سلطنة عمان.
وبعد نتنياهو بأيام، شارك وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس في مؤتمر النقل الدولي المقام بمسقط .
ورسميا لا يوجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وعُمان، إلا أن البلدين وقعتا عام 1996 اتفاقا لافتتاح متبادل لمكاتب تمثيل تجاري، لكن هذه العلاقات جُمدت مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
وفود إسرائيل في الإمارات
وعلى الجانب الآخر من الحدود العُمانية وعقب زيارة نتنياهو، كانت هناك زيارة إسرائيلية أخرى رفيعة المستوى، إذ وصلت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف، دولة الإمارات في 27 من شهر أكتوبر الماضي، على رأس وفد رياضي للمشاركة في بطولة عالمية للجودو أقيمت بالعاصمة أبوظبي.
ولم يقتصر الأمر على زيارة وزيرة الثقافة والرياضة، وإنما تبع ذلك زيارة أجراها وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، إلى إمارة دبي بالإمارات في 30 أكتوبر الماضي، وألقى فيها خطابا أمام مؤتمر دولي حول أمن المعلومات والاتصالات.
وشهد مارس الماضي، زيارة أجراها إسرائيليون إلى الإمارات، فقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن مشاركة رسمية إسرائيلية في سباق كأس العالم للراليات الصحراوية (كروس كانتري)، الذي أقيم في أبوظبي.
كما شارك فريق دراجات إماراتي في سباق "جيرو دي إيطاليا"، الذي جرى بمدينة القدس المحتلة مطلع مايو الماضي، وآنذاك، رحّب "جندلمان" عبر تغريدة على "تويتر" بالوفد الإماراتي.
الحوار مع البحرين سري
البحرين بدورها شاركت في ذات السباق بفريق رياضي أيضا، وقد نشر جندلمان عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للفريق البحريني، وأعرب عن ترحيبه به.
لكن مشاركة الفريق الرياضي البحريني في سباق الدراجات، ليست المؤشر الوحيد على تطور علاقات المنامة بتل أبيب.
وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، في يوليو الماضي، أن إسرائيل شاركت في الدورة الـ42 للجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة، التي عقدت بذات الشهر في البحرين.
وفي نوفمبر الماضي ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن مملكة البحرين تجري حوارا سريا مع إسرائيل لتطبيع العلاقات بين الجانبين.
التقرب السعودي
وفي السعودية، لم يظهر أي حراك رسمي علني يفصح عن وجود علاقات بين تل أبيب والرياض، إلّا أن العديد من المسئولين الإسرائيليين ألمحوا إلى وجود علاقات "ناشئة" و"سرية" بينهما.
ليبرمان يدعو إلى تعزيز التعاون بين إسرائيل والسعودية ضد إيران وفروعها بالمنطقة
وفي يوليو 2016، أجرى ضابط الاستخبارات السعودي السابق، اللواء أنور عشقي، زيارة إلى إسرائيل استمرت أسبوعا كاملا، على رأس وفد ضم عددا من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين.
ولدى تل أبيب رغبة قوية بتوثيق علاقتها مع الرياض، وهو ما أفصح عنه وزير الحرب أفيجدور ليبرمان، بتصريحات دعا فيها إلى تعزيز التعاون بين إسرائيل والسعودية ضد إيران وفروعها بالمنطقة.
وكان عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي يوسي يونا، قد دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى زيارة إسرائيل، وإلقاء خطاب في الكنيست كما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات.