الجارديان: قبول نتائج رئاسية الكونغو.. هزيمة للديمقراطية وكارثة للشعب

الانتخابات في الكونغو الديمقراطية شابها الفساد والتزوير

حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من أن قبول نتيجة الانتخابات الرئاسية في الكونغو، والتي زورت لصالح "فيليكس تشيسيكيدي" المقرب من الرئيس السابق جوزيف كابيلا، يعتبر هزيمة للديمقراطية، وكارثة للشعب.

 

وقالت الصحيفة، قبول النتيجة المثيرة للجدل للانتخابات الرئاسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعبر فشل للمجتمع العالمين فقد قبلت الأطراف الفاعلة الرئيسية في المجتمع الدولي نتائج انتخابات يناير باسم الاستقرار، ولم ترق إلى مستوى تطلعات أهداف الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة.

 

وأضافت، أن النتائج التي جمعتها لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة، والنتائج التي توصلت إليها الكنيسة الكاثوليكية، وأرسلت 40 ألف مراقب في البلاد، تظهر أن مارتن فايولو، مرشح التحالف المعارض، فاز في الانتخابات الرئاسية، وليس "تشيسيكيدي".

 

وتابعت، يزعم الكثيرون أنه رغم عيوب النتائج، فإن الانتخابات على الأقل أنتجت فترة انتقالية من الرئاسة الطويلة لجوزيف كابيلا، وهو أفضل رهان للحفاظ على الاستقرار في الكونغو، ومنطقة البحيرات الكبرى الأوسع، وقد يكونون مخطئين في كلتا الحالتين.

 

وذلك لأنه رغم تنحى كابيلا رسميًا عن منصبه سيواصل على الأرجح السيطرة على مقاليد السلطة، ائتلافه السياسي، بعد فوزه بأغلبية ساحقة من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، سيحدد في نهاية المطاف اختيار رئيس الوزراء، الذي سيدير ​​بدوره الوزارات الحكومية الرئيسية ووكالات الأمن.

 

بجانب أن انتخاب تشيسيكيدي قد يسبب في اضطراب كبير في كينشاسا على المدى القصير، فإن الحكومة الجديدة ستفتقر إلى الشرعية الحقيقية وتواجه تحديات متكررة لسلطتها، وبدون هذه الشرعية، سوف تجد الحكومة صعوبة في إجراء العديد من الإصلاحات الجدية التي يتطلبها هذا التجمع.

 

وأشارت إلى أن أكثر ما يقلق هو أن الشعب الكونغولي، بعدما رأى أن الانتخابات تفتقر إلى القدرة على تغيير الأمور، قد يلجأ إلى أساليب أخرى لإلغاء الوضع الراهن، والذي تغرق فيه الغالبية العظمى من السكان في فقر، وهناك دعوات لحركة مسلحة تخرج من الشرق، والتي لديها تاريخ من التمرد، وهناك العشرات من الجماعات المسلحة النشطة التي يمكن تسخيرها لهذه القضية، سوف يتأثر العديد من جيران الكونغو إذا ما اندلعت جولة أخرى من العنف على نطاق واسع.

 

ودعت الصحيفة، الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ، إلى عدم التخلي عن التطلعات الديمقراطية للشعب الكونغولي الذي صوت بأغلبية ساحقة من أجل التغيير، ولم يفت الأوان بعد على الإصرار على نشر النتائج التفصيلية للمركز الوطني للانتخابات الرئاسية في كل من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بجانب الحفاظ على جميع العقوبات الحالية وتعليق أي تمديد إضافي للتعاون مع حكومة الكونغو حتى يظهر انتقال موثوق.

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة