صدر حديثًا عن دار "سما" للنشر والتوزيع بالقاهرة، المجموعة القصصية "موت على رصيف الغربة" للكاتب العراقي المقيم في ألمانيا٬ هيثم نافل والي. تتحدث المجموعة القصصية عن معاناة الإنسان في الغربة، وكيف تتغير أخلاقه وكأنه يصعد نحو الهاوية، تصرفات المغترب غالبًا ما تختلف عندما يكون ذات الشخص داخل وطنه، نراه ينهار داخليًا ويعيش في متناقضات صارخة تحوله وتمسخه إلى كائن أقرب إلى الأموات". وعن أعماله الأدبية، قال هيثم والي: "هذه المجموعة القصصية الخامسة التي أصدرها من أرض الغربة.. أنا لم أكتب حرفًا واحدًا داخل الوطن". ومن أجواء المجموعة القصصية: "انهار صرحها بشكل مرعب سريع وكأنه بُني من رملٍ لا يقوى تحمل الريح، لم تكن قد حسبت حسبتها بشكلٍ صحيح؛ فولدها البكر انفصل عنها وهو يمقتها ويشتمها ويعيِّرُها لأنها تركت دينها من أجل حب رجل فقط!!.. غادرها دون رجعة، تزوج ببنت عمه دون أن يدعوها لحفلة زواجه، بل خصص رجالًا يقفون على باب القاعة بعد أن أعطاهم صورتها وحذرهم من أن تطأ قدمها!! ترى هل كانت تنتظر ما هو أكثر أو أفضل؟.. حيرني هذا السؤال وأنا ألقيه على نفسي أنا صاحب القصة، ولم أجد جوابًا شافيًا يعافي علتي!!".
وكتب المؤلف على غلاف المجموعة: "اقتحم البياض شعر رأسها بسرعة عجيبة، طالت في المستشفى إقامتها، لم تعرف من أخبار أهلها الشيء الكثير، مقاطعتهم لها طوال الخمس سنوات الأخيرة كان أمراً فضيعاً، مؤلماً، تجاوز فيه حدود الإنسانية المعقولة بالنسبة لها... لكن، لكل دين تقاليدة وطقوسه، هي تعرف هذا قبل اعتناقها ديناً آخر، عليها ألا تستغرب تصرفات أهلها، مات أبوها بعد أسبوع من زواجها، سمع المسكين خبر زواج ابنته من شاب على غير دينها، مثل هذه الأمور لا يمكن أن تبقى سراً، لم يتحمل الصدمة، ظل يبكي كالطفل، يندب حظه ويقول مؤنباً نفسه: - يا ليتني وافقت على زواجها من ابن أخي، كان الأجدر بي قتلها قبل أن تفعل فعلتها البشعة الشنيعة، كيف سأواجه الناس بعد اليوم؟ ماذا سيقولون عنا؟. تقيأ دماً وهو جالس على سريره ينوح ويتألم كالمذبوح بين زوجته وأخيه.. بعدها مات. لم تمهله أمل ابنته المدللة وقتاً أطول لكي يعيش!
يذكر أن هيثم نافل والي، كاتب وقاص عراقي، من مواليد بغداد 1965م، هاجر مع زوجته إلى ألمانيا عام 1990م، اشترك في تأسيس جمعية مندائية اجتماعية ثقافية عام 1998 تقوم بخدمة أبناء الجالية المندائية في ميونخ، أسس مجلة ناطقة باللغة العربية بعنوان "ميمرا الكلمة" فى ميونخ عام 1999، وترأس تحريرها، نشر مجموعة كبيرة من القصص القصيرة والحكايات والمقالات فى مواقع ومجلات عربية عديدة منها: "آفاق مندائية، العهد، أقلام الثقافية، أصوات الشمال، الناس، أدب، شبكة حنين، طيور دجلة". له محاولات عديدة في الرسم، وأقام أثناء دراسته في الجامعة ثلاثة معارض رسم تشكيلية، أسس في المهجر رابطة تعنى بالفنان والمثقف الصابئي المندائي عام 2014 وعمل في لجنتها التحضيرية عامين. من مؤلفاته: "نتاج السنين"، و"الشك وأشياء أخرى: مسرحية"، "الدين والنبي في التاريخ: دراسة"، "الموتى لا يتكلمون: مجموعة قصصية"، "الهروب إلى الجحيم: مجموعة قصصية"، و"عجائب يا زمن: مجموعة قصصية"، "أنهر بنت الرافدين: روايـة"، "طاعون الشرق: روايـة"، "الوهم: رواية"، "العودة: رواية"، "امرأة من الشرق: رواية"، و"من داخل الزنزانة: مجموعة قصصية".