حقب زمنية مختلفة وأوضاع سياسية واقتصادية بخطوط فكاهية، هكذا هو الحال في أقدم متحف للكاريكاتير في الشرق الأوسط بمحافظة الفيوم، على بعد نحو 120 كيلومترًا من القاهرة.
وعلى هضبة مرتفعة قليلاً تطل على بحيرة قارون، تغطيها الأشجار والنخيل، تتميز قرية تونس التي يقع فيها المتحف ببيوتها ذات الطبيعة الخاصة، والتي بنيت من الطوب اللبن وتعتمد على الدور الواحد، تزينها بعض الرسومات التي تعبر عن طبيعة المحافظة.
يضم المتحف أكثر من 500 لوحة كاريكاتيرية من بداية القرن العشرين حتى وقتنا الحاضر، تحمل العديد من الرسومات والتعليقات الساخرة في السياسة والفن والاجتماع حيث تجسد الكثير من نواحي الحياة على المستوى المحلي والدولي أيضاً.
"لن نطعم الثقافة إلى أهل القرى بملعقة، فقط نضع أمامهم لوحة، كتاب، منظرا جماليا لم يعهدوه من قبل، من المؤكد سيكون له أثرا في نفوسهم على المدى البعيد، نخلق لهم واقعا جديدًا، وعليهم الاختيار"، هكذا قال الفنان التشكيلي محمد عبلة، مؤسس المتحف.
وأشار عبلة، إلى أن المعرض يشارك فيه عشرات الفنانين بلوحات أصلية موقعة من أصحابها، وعلى رأسها الرسومات الموجودة في مدخل المتحف والمأخوذة من صحف ومجلات، منها روز اليوسف والكشكول، المكوكة، المطرقة وغيرها.
وقال عبلة، إن فكرة المتحف كانت تراوده منذ صغره وكان يحلم أن يكون رسام كاريكاتير ولكن لم يكن موفقا فى ذلك، وفى عام 2009 أنشأ المتحف على أرض قرية تونس بالفيوم، مشيرا الى أن المتحف يحوي ويحمي ذاكرة الوطن.
وقال عبلة، إنه قرر إنشاء المتحف بمجهود شخصي، وقرر تخصيص جزء من دخله للمتاحف المقام بقرية تونس التي اختارها لإقامة المتحف، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، وكذلك وجود مساحة كبيرة من الأرض ذات مناخ مغاير عن القاهرة.
وأكد "عبلة"، أن المتحف أصبح مقصدًا هامًا للباحثين لعمل الدراسات العليا والدكتوراه عن مراحل وتاريخ الصحافة وتم عمل أكثر من دراسة دكتوراه حول المتحف وهناك زائرين كثر يترددون على المتحف والمصريين يعشقون هذا الفن لسهولته وسرعة فهمه وتعبيره عن الواقع.