رغم معاناة المجتمع الفلسطيني، من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما بمحيط المسجد الأقصى، حيث يتم منعهم بين الحين والآخر من الصلاة فيه، حرص آلاف الفلسطينيون على أداء صلاة الغائب في المسجد الأقصى على أرواح ضحايا حادث قطار محطة مصر.
وعقب انتهاء شعائر صلاة الجمعة، وقف الشيخ يوسف أبو سنينه، إمام وخطيب المسجد الأقصى، ودعا المصلين إلى الصلاة مجددًا قائلا: "نؤدي صلاة الغائب على أرواح ضحايا حادث القطار بمصر".
ورغم التضييقات الإسرائيلية المستمرة، يحرص المصلون في المسجد الأقصى عادة على آداء صلاة الغائب على كافة أبناء العالم الإسلامي الذين يتوفون في ظروف غير طبيعية.
ومن ناحية أخرى، تواصل النيابة العامة الاستماع لأقوال السائق علاء فتحي سائق القطار الذي دخل المحطة بدون قائده واشتعلت النيران في تنك الوقود الخاص به بعد اصطدامه بالمصد الخرساني لرصيف المحطة وكذلك سائق القطار الآخر.
ومن المنتظر أن تصدر النيابة قرارها بشأن السائقين وآخرين تستمع لهم في القضية بعد انتهاء التحقيق معهم.
وكانت النيابة العامة أعلنت عن سبب وقوع الحادث والذي تمثل في أن الجرار رقم 2310مرتكب الحادث وأثناء سيره متجهًا إلى مكان التخزين تقابل مع الجرار رقم 2305 أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه ما أدى إلى تشابكهما، وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث فترك قائد الجرار الأخير كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر رقم 2305 الذي رجع للخلف لفك هذا التشابك مما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده وانطلاقه بسرعة عالية فاصطدم بالمصد الخرساني بنهاية خط السير بداخل المحطة فوقع الحادث.
ونتج عن الحادث اندلاع النيران ووفاة الضحايا ممن تصادف وجودهم بمنطقة الحادث متأثرين بالنيران التي أدت إلى احتراق أجسادهم وتفحمها من شدتها، وتم نقل المصابين لتلقي العلاج في المستشفيات "الهلال، القبطي، السكة الحديد، معهد ناصر، شبرا العام، والحلمية العسكري، ودار الشفاء".
ونشب حريق هائل داخل محطة مصر، يوم الأربعاء الماضي، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، فيما خصصت وزارة التضامن الاجتماعي 80 ألف جنيه لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي، و25 ألف جنيه للمصابين، مكلفة مديرية القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة؛ بالانتهاء من إجراء الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 22 مواطنًا وإصابة 41 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفيي دار الشفاء، ومعهد ناصر كونهما "مستشفيات إخلاء"، إضافة إلى مستشفيات "الهلال، وشبرا، السكة الحديد" كمستشفيات إخلاء، موضحة أنَّ حالات المصابين تراوحت ما بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.
وانتظمت حركة القطارات بمحطة مصر ما عدا رصيف رقم 6، بعدما نجحت قوات الحماية المدينة في إخماد الحريق، وتوجه فريق التدخل خلال الطوارئ بالهلال الأحمر المصري إلى موقع الحادث، لتقديم الإسعافات والدعم النفسي للمصابين وأسر الضحايا.