"آفاق الإصلاح الديمقراطي في العالم العربي تقترب من الصفر"، بحسب الكاتب الألمانى "مارتن جهلن".
أوضح الكاتب فى مقال له بصحيفة "تاجبلات" السويسرية، أنّ فشل الربيع العربي قبل ثماني سنوات يؤكد أن المنطقة تفتقر إلى الشروط الأساسية للمجتمعات الديمقراطية.
ويشهد العالم العربي هذه الأيام، مظاهرات بمئات الآلاف تطالب بشكل سلمي بالإطاحة بالأنظمة الفاسدة، وصعد الشعب الجزائري من حدة الاحتجاجات ويحاول التخلص من زعامت بوتفليقه الفاسدة عبر احتجاجات جماعية سلمية بعد ستة عقود تقريباً من الاستقلال عن فرنسا.
ومع ذلك، فقد تبخر التفاؤل الذي رافق الانتفاضات الوطنية العربية منذ ثمانية أعوام، بحسب الكاتب الألمانى، الذى رأى أن فرص الإصلاحات الديمقراطية في العالم العربي باتت شبه منعدمة.
وأوضح الكاتب أن "تونس"، فقط تقف على أقدامها بشكل معقول ، بسبب وقوف الدول الأوروبية مع الدولة الشمال افريقية ، وتزويدها بمئات الآلاف من المساعدات والملايين التى لا تحصى من اليورو.
من ناحية أخرى، تطرق الكاتب إلى ليبيا واليمن ، مشيرًا إلى دمار الدولتين، وبالنسبة لسوريا، تمكن الرئيس السوري بشار الأسد الطريق من توسيع نفوذه داخل البلاد برغم قتله آلاف السوريين ، وفيما يخص الملكيات "الإمارات والمغرب والأردن والمملكة العربية السعودية"، فإن السلطة المطلقة في أيدي العائلة المالكة.
ومضى الكاتب يقول: "لا عجب أن العالم العربي يتدهور بشكل متزايد، فلا توجد ديمقراطية مستقرة في أي مكان ، ولا توجد افكار حديثة تخدم تلك المجتمعات، ويشير الإخفاق شبه الكامل للربيع العربي إلى الشك في أن المنطقة تفتقر إلى الشروط الأساسية للمجتمعات المفتوحة والمشاركة".
ويرى الكاتب أن العواقب المحتملة جراء العقلية الحاكمة العربية هي التي يجب الخوف منها، وهى التي سببت الآن فى غضب المواطنين في الجزائر، لأن الانتهاكات موجودة في كل مكان ، وبسبب نقص الوظائف وفقر قطاع الإسكان، و سلب معظم العائدات من الموارد المعدنية ، والإثراء الذاتي، وإدخال كل شيء تقريبًا مقابل العملات الأجنبية باهظة الثمن.
في ثاني أكبر مدينة جزائية "وهران"، لا يوجد مبنى سكني في حالة جيدة إلى حد معقول، والكلام للكاتب.
وأردف الكاتب أن الجنرالات ، والأوليغاركيون والنخب النظامية فى الجزائر سلكوا طريق مسدود، لتأييدهم ترشيح "بوتفليقة"، للمرة الخامسة في 18 أبريل، فلا يمكنهم سحب ترشيحه لأنهم سوف يتضررون من هذا، وهكذا تبقى الخيار بين المهزلة والعنف.
الرابط الأصلي