في يومها العالمي..المرأة الفلسطينية شعلة غضب تتحدى الاحتلال

المرأة الفلسطينية شعلة غضب تتحدى للاحتلال

في يومها العالمي تظل المرأة الفلسطينية شعلة غضب مستعرة وساتراً أربك الاحتلال الإسرائيلي على مر التاريخ الحديث؛ حيث سجل التاريخ الفلسطينيى أروع القصص لبطولات عظيمة للمرأة ضد المحتل.

 

فقد شاركت المرأة الفلسطينية في مظاهرات كثيرة في القدس وعدد من المدن الفلسطينية ضد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، في عشرينيات القرن الماضي، مرورا بكل الأحداث الجسام التي شهدتها فلسطين، وصولا لتلك النكبة الجديدة المتمثلة في نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة.

 

وبدأت المرأة الفلسطينية مقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي من إبرة الخياطة وصولا إلى خطف الطائرة، حيث لمعت ليلى خالد، تيريز هلسة، ريما طنوس،  في الأعوام 1969 و1972، ليكون بذلك اعتقل الاحتلال الإسرائيلي المرأة الفلسطينية بتهم مختلفة مثل "إبرة وشتم ومقال وقطعة قماش وورقة وحجر وزجاجة حارقة وقنبلة ورصاصة وخطف طائرة".

 

مساهمات المرأة الفلسطينية 

 

وأسهمت المرأة الفلسطينية في جمع الأموال لعائلات الشهداء وعائلات الثوار، وشاركت في نقل الطعام والماء والسلاح إلى الثوار في الجبال، وتزويدهم بالأدوية لإسعاف الجرحى، وكانت تودع الثوار بالزغاريد وحين يعود الثوار وهم يحملون الشهداء، تستقبلهم بالزغاريد أيضا.

 

 وتقول الكاتبة ميسون العطاونة الوحيدي في كتابها "المرأة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي": كانت ثورة عام 1929 نقطة تحول وبداية عهد جديد في حياة المرأة الفلسطينية التي وجدت نفسها أمام المسؤولية الملقاة على عاتقها، حيث اعتقلت سلطات الانتداب البريطاني المئات من الرجال وهدمت المئات من البيوت، ويتمت المئات من الأطفال.

 

 وأسهمت المرأة في جمع الأموال لعائلات الشهداء وعائلات الثوار، وشاركت في نقل الطعام والماء والسلاح إلى الثوار في الجبال، وتزويدهم بالأدوية لإسعاف الجرحى، وكانت تودع الثوار بالزغاريد وحين يعود الثوار وهم يحملون الشهداء، تستقبلهم بالزغاريد أيضا.

 

واستشهدت العديد من النساء في فترة الثلاثينات والأربعينات، فارتقت فاطمة غزال في معركة وادي عزون بين الثوار والجنود البريطانيين عام 1936، وأثناء تزويد المجاهدين بالطعام والماء استشهدت جولييت زكا وجميلة أحمد وذيبة عطية، أو حاملة لسلاحها تقاوم المحتل بعد أن ذبح زوجها وابنها في مجزرة "دير ياسين" كحلوة زيدان التي استشهدت في 9-4-1948.

 

 كما استشهدت المُعلمة حياة البلبيسي من القدس وهي تسعف المصابين، وحلوة حسين خليل من سلوان وهي تحارب مع المجاهدين في واد النساجة، وحلوة السالم من المالحة وهي تنقل الماء للمجاهدين، والممرضة مرغريت جورج أبو كيان من حيفا التي استشهدت بين حيفا واجزم وهي ترافق أحد الجرحى.

 

ذروة العمل

 

وكانت فترة نهايات الستينيات وبدايات السبعينيات ذروة عمل المرأة الفلسطينية في المقاومة، وتعامل الاحتلال الاسرائيلي بشدة مع المرأة المناضلة، وعاقبها بأحكام قاسية.

 

فكانت أول الأسيرات بعد نكسة 1967، هي فاطمة برناوي من القدس وكانت تعمل ممرضة في قلقيلية، اتهمها الاحتلال بالاشتراك في تفجير سينما صهيون في 1967، والانتماء لحركة فتح وحكمت بالسجن المؤبد.

 

وفي 1969 اعتقل الاحتلال عصام عبد الهادي وغادة عبد الهادي وسوسن الشنار ونعمت كمال وفيحاء عبد الهادي وآمنة الحلبي وسلام قصف وعهود يعيش ونجوى الشخشير وسعاده النابلسي (5 سنوات) بتهمة الانتماء  للجبهة الشعبية.

 

وفي نفس العام، حكم الاحتلال على عبلة طه وهي معلمة من القدس، بالسجن 4 سنوات بتهمة محاولة تهريب متفجرات من عمان إلى القدس، وعلى عفيفة بنورة وهي قابلة من بيت ساحور بالسجن المؤبد و10 سنوات، بتهمة وضع قنبلة في باص إسرائيلي.

 

أما لطيفة الحواري وهي مُعلمة من البيرة اعتقلت 3 مرات بين 1967 و1969، واتهمها الاحتلال بالاشتراك عام 1969 مع نائلة الخياط وليلى راشد ودوريس خوري وروضة التميمي في محاولة تسميم عملاء، ثم هدم الاحتلال منزلها وحكم عليها 10 سنوات لحيازتها أسلحة والانتماء لفتح، وعائشة حمادة من غزة بتهمة القاء متفجرات على سيارة عسكرية في سوق فراس 1968، وعايدة سعد من غزة في 1969 وهدم منزلها وحكمت 20 عاما وتنتمي لفتح.

 

وحكم على أمينة دحبور من خان يونس 12 عاما بسبب مشاركتها في الهجوم على طائرة العال في زيوريخ، وعلى رسمية عودة من دير جرير بثلاث مؤبدات و10 سنوات بسبب تفجير السوبر سول والقنصلية البريطانية، وعلى عائشة عودة بمؤبدين و10 سنوات على نفس التهمة وهما ينتميان إلى الجبهة الشعبية.

 

تضحيات مستمرة 

 

وظلت المرأة الفلسطينية تقدم تضحيات لقضيتها بلغ عدد الشهيدات أكثر من 440 شهيدة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 ألف إمرأة منذ عام 1967م وحتى سبتمبر 2009م، بينهن 860 إمرأة خلال انتفاضة الأقصى بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

 

الجدير ذكره أن مسيرات العودة أعلنت عن نفسها كأسلوب مقاومة سلمية في مواجهة الاحتلال على امتداد المناطق الشرقية لقطاع غزة المتاخمة للأراضي المحتلة عام 1948، قاطعة شوطاً زاد عمره على 10 أشهر، وسط إصرار شعبي واضح للاستمرار في فعالياتها حتى تحقيق أهدافها الوطنية التي انطلقت من أجلها.

 

وعلى مدار عامين، يشارك فلسطينيون في المسيرات السلمية، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها ورفع الحصار عن غزة، ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات حيث يطلق النار على المتظاهرين وقنابل الغاز، وهو ما أسفر عن استشهاد أكثر من مئتين وخمسين شخصاً وجرح الآلاف.

مقالات متعلقة