الروائي المصري ـ الكندي «أسامة علام» يكشف تفاصيل «الحي العربي»

الروائي أسامة علام

صدر مؤخرًا رواية "الحي العربي" الروائي الطبيب البيطري المصري-الكندي أسامة علام، عن دار الشروق المصرية.  

حاورت "مصر العربية" "علام" للحديث حول تفاصيل أحداث روايته "الحي العربي"، وظروف كتابتها، وعن مشاريعه الأدبية القادمة.  

كشف "علام" أن رواية "الحى العربى" تدور أحداثها عن المشكلات التى قد تواجه المهاجر العربى إلى الغرب بعد سنوات طوال من الحياة فى وطنه الجديد، حيث تبدأ الرواية بفوز فريق عربي بالمباراة النهائية فى كأس العالم ضد أمريكا،  فقام المواطنون العرب فى الحى العربي فى كندا بإطلاق الصواريخ والألعاب النارية والاحتفال بصخب فى الشوارع.  

وتابع علام  "وبطريقة ما تتحول هذه الاحتفالات إلى أحداث شغب وتصادم مع البوليس الكندي، لينتهى الأمر بأن الحكومة الكندية تقرر بناء سور عازل حول الحى العربي وإعلانه أراضى ذات سيادة مستقلة للتخلص من مشاكل العرب. خصوصا أنهم أصحاب أكبر نسبة بطالة واعتماد على المعونة، وأكثر معدلات العنف الأسري والدينى وأقل مشاركة فى الانتخابات".  

ويواصل "علام" سرده لتفاصيل الرواية قائلًا "ليظهر لنا بطل الرواية عبدالرحمن محمود وشهرته رحمن زعبوط الذى يمتلك المقهى الأشهر فى الحى، تطلب منه الحكومة الكندية أن يتولى حكم الدولة الجديدة و هو يوافق لنعيش مع عالم رحمن زعبوط،  نسمع عزفه على طبلته ونشاهد ألعابه النارية قبل كل خطاب لشعبه ونشعر بكل تناقضاته. تكرهه و تغضب منه فى البداية. تضحك عليه أحيانا و تسخر منه لغرابة تصرفاته. ثم تتعاطف معه فى مرضه و تفرح و تحلم معه فى النهاية".  

بعد ذلك يكون رحمن رمز للمهاجر الذى ترك وطنه وذهب لوطن آخر سعيا وراء أحلامه، ثم تخلى عنه الوطن الجديد، فوجد الحل هو أن يستحضر صورة وطنه من قلبه ويستلهم منها عالمه الجديد ويكمل حلمه.  

تحكى الرواية أيضا عن أولاد رحمن همه وحلمه الأكبر فى الغربة؛ نرجس التى استقلت بحياتها ورفضت الرضوخ للعادات العربية والزواج التقليدي واتخذت لها عشاق من الرجال، فغضب منها رحمن، رغم أنه نفسه ترك زوجته زينب و تزوج عليها زواج غير رسمي من فتيات صغيرات عدة مرات بغرض المتعة، وياسين الذى نشأ ممزقا بين جذوره العربية وبيئته الكندية. فاقدا للهوية متخذا أسوأ ما فى رحمن من صفات كقدوة، فانتهى به الحال إلى إنشاء عصابة من أبناء الحى.  

وحول مدى تأثير المهجر على "الحي العربي" أوضح "علام" أن المهجر وتحديدا مدينة "مونتريال" هما المسرح الرئيسى للرواية، حيث يعيش أبطال الرواية، مضيفًا "وأعيش أنا شخصيا، أنا أكتب عما أعرفه وأعيشه بشكل يومي".  

وأشار "علام" إلى أنه ليس هناك ظروف خاصة صاحبت كتابة الرواية، قائلًا "كان لدى الفكرة من فترة طويلة، أكتب محاولا الإجابة على تساؤلاتى الشخصية، ومن فترة وأنا أسير السؤال عن كيف سيكون حال المهاجرين العرب لو تخلت عنهم كندا، بعد أن أصبحت قوانينها المحرك الأهم لحياتهم الجديدة".  

وفي سياق أخر شدد على أهمية الأدب في مساندة الدول في وقت مرورها بالأزمات، حيث أن  له وظيفة محددة فى خلق ثقافة الشعوب، وتكوين رؤية أكثر جمالا وإنسانية للشعوب، و تحريض المواطن على السمو بنفسه وأفكاره على المستوى الشخصى، وصنع حراك قادر على النهوض بالأمة.  

وعن عمله الإبداعي القادم  قال علام إنه ليس لديه خطة محددة لعمله القادم، حيث يحاول عندما ينتهى من نشر عمل جديد أن يتفرغ أكثر للقراءة، مضيفًا "ذهنى فارغ تماما الآن من أى أفكار محددة. أنا أتمنى دائما أن أكتب عن البشر الذين أقابلهم. ليبقى المسرح الروائى الذى يجمع شخصيات أى عمل قادم هو ضالتى المنشودة".  

جدير بالذكر أن رواية "الحي العربي" هي الخامسة للمؤلف الذي يعمل طبيباً ويعيش في مونتريال بمقاطعة كيبك، إضافة إلى مجموعة قصصية واحدة.

مقالات متعلقة