"ثلاث مراهقين يرفضون العيش في بيوت الإسكان العامة التي منحت لهم من قبل الدولة، ويهربون من المكان طوال الوقت" قصة الفيلم البرتغالي "الممسوخون" Os Mutantes للمخرجة تيريزا فيلافيردي.
وتعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، في السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء، الفيلم البرتغالي "الممسوخون" إنتاج 1998.
يحكي الفيلم عن أندريا (آنا موريرا)، وبيدرو (ألكسندر بينتو)، وريكاردو (نيلسون فاريلا) شبّان ضائعون، لا ينتمون لأي مكان، يقضون وقتهم بالتسكع في ضواحي لشبونة الفقيرة، ومع ذلك لكل واحدٍ منهم هدف يسعى الوصول إليه. و"أندريا" الحامل، على سبيل المثال، تحاول العثور على "ريكاردو" والد طفلها، والثلاثة يبحثون عن الراحة، وهذا جوهر رحلتهم التي تبدو بلا هدف، يبحثون عن الأم أو الأب الذي سيوفر لهم الحب والدفء، لكنهم يواجهون بالرفض. ومع تتابع الأحداث يكتشف المشاهد أن أسرهم مهملة في حقهم والمجتمع لا يهتم بما يعانون وذلك ما يدخلهم في دوامة من العنف وإساءة استخدام الكحول، والفقر المتجذر فيهم والذي يلفهم في كل مكان.
ويأخذ الكثيرون على الفيلم أنه سوداوي جداً، وذلك ما اختارته مخرجة الفيلم تيريزا فيلافيردي، التي لم تشيح بوجهها عن الصور والظروف القاسية الموجودة على أرض الواقع، وأرادت أن تواجه الجمهور بها. وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن أن نصف الفيلم بأنه يجسد البؤس المجرد، بل قدمت وجهة نظر دقيقة خالية من التلاعب الذي يسعى إلى تجميل الواقع، لكنها وجهة نظر إنسانية.
وتعتبر لـ"شبونة" واحدة من أكثر المدن التي تجذب الناس لزيارتها والعيش فيها، وفي العقود القليلة الماضية أصبحت المدينة أكثر نظافة وعصرية، محافظة على هويتها المميزة. إلا أن فيلافيردي لم تهتم أو تسعى لتصوير تلك المدينة المشرقة والرائعة التي تراها في البطاقات البريدية، تلك الصور لا تعنيها، وهي تفضل قضاء وقتها والتنقل في الأجزاء المظلمة والغامضة من المدينة. وصورت معظم مشاهد الفيلم ليلاً، لتظهر "لشبونة" الخاصة بها مخيفة ومسكونة، كما ظهرت في كادرات مدير التصوير "أساسيدو دي الميدا"، وصور ببراعة وبطريقة مرنة تشبه الحلم الفقر الذي يجتاح الشوارع، ولشبونة المنكوبة. ويعتبر الفيلم تجسيدًا قويًا للوضع الاجتماعي والاقتصادي للشباب المعدم، لكنه في الكثير من الأحيان تجربة خيالية غير متوقعة.
أما "شومان"مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.