مسار يوم الكثير تغير 360 درجة بعدما حلَّ ذاك العالم الافتراضي ضيفًا مرحبًا به، والذي سرعان ما تحول لـ "صاحب بيت"، بالدرجة التي جعلت البعض يدمن وجوده، خاصة حينما أصبح تحت الطلب في أي وقت وأي مكان.
فقبل 30 عامًا تم إنشاء الانترنت، وتوغل منذ ذلك الحين في كل تفاصيل حياتنا، فبات الكثير يتشارك يومياته عليه، قصص النجاح والتحدي والفشل، حتى إنه أضحى بديلًا للزيارات العائلية والمعايدات ايضًا، فضلًا عنه أنه حوّل معه مسار حياة البعض للأفضل والبعض الآخر للأسوأ.
تزامنًا مع مرور 30 عامًا على إنشاء تلك الشبكة العنكبوتية، نرصد في هذا التقرير بعضًا من القصص التي كان الإنترنت سببًا شهرة أصحابها وتحول مسار حياتهم بعدها، وفريقين آخرين أحدهما حوله لسلاح قاتل والفريق الآخر لساحة انطلقوا منه لمشروعاتهم الخاصة.
ألعاب الموت
في الأونة الأخيرة أخذت تتوالي عدد من الألعاب تستهدف صغار السن والمراهقين، عرفت فيما بعض بـ"ألعاب الموت" كونها تدفع اللاعب بها في نهاية المطاف للانتحار، بعضها أطل على حسابات المستخدمين من خلال تطبيقات عدة وصفحات نذكر بعضًا منها:
لعبة بوبجي PUBG
معارك متعددة يتشارك فيها لاعبون حول العالم، ظاهرها تحدٍّ أما باطنها فهو موتك في نهاية المطاف.
اللعبة تحمل اسم "بوب جي" (PUBG) اختصار لـPlayerUnknown's Battlegrounds ، أي لاعبون مجهولون في ساحة المعركة. وتجاوزت 100 مليون تحميل خلال 4 أشهر منذ طرحها في مارس 2017.
اللعبة هي عبارة عن معارك متعددة يشارك فيها لاعبون مختلفون من مختلف أنحاء العالم عبر الإنترنت.
ومن بين ضحايا تلك اللعبة طفل مصري يعيش بالكويت يبلغ من العمر 15 عامًا، فارق الحياة أثناء شجار احتد فيما بينه وبين صديقه ذي الـ 14 عامًا، بسبب اللعبة؛ حيث انتهى الأمر بطعنة نافذة في قلب الصغير.
الحوت الأزرق
الحوت الأزرق.. لعبة انتشرت أيضًا عبر الشبكة العنكبوتية، وسقط بسببها عشرات الضحايا، بينهم نجل البرلماني حمدي الفخراني، البالغ من العمر 18 عامًا والذي دونت شقيقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلة: "شقيقي انتحر بسبب لعبة (الحوت الأزرق)، وهي تشبه السحر، الذي يقف خلفه شياطين حقيقيون، على درجة عالية من الحرص والدقة في إيقاع الأذى".
كذلك انتحر بسببها طفل يبلغ من العمر 12 عامًا مشنوقًا داخل غرفته، بالمحلة، وبعد فحص هاتفه المحمول تبين أنه يحوي التطبيق القاتل، فضلًا عن فتاة ايضًا بالإسكندرية ولكن تم لحاقها قبل أن تخوض في مراحل اكثر تقدمًا بلعبة الحوت الأزرق، وآخرون حول العالم.
لعبة "مومو"
"مومو" هي آخر تلك الألعاب القاتلة انتشارًا، وفيها تطل دمية ذات عينين جاحظتين، وشعر أسود كثير، تبتسم ابتسامة -شريرة- بشفاه تصل إلى الأذنين، حيث تطلب من فئة الأطفال والمراهقين تنفيذ تحديات معينة تدفعهم في النهاية للانتحار أيضًا، ففي غضون 48 ساعة تمكنت من دفع طفلين للانتحار تتراوح أعمارهما بين الـ 12 و16 عامًا في كولومبيا.
دار الافتاء المصرية حذرت الآباء والأمهات من الانتباه لأبنائهم نظرًا لخطورة تلك اللعبة التي خطفت معها عمر الكثيرين فضلًا عن أنها تقوم بإرسال صور تشجع الأطفال إما على القيام بأعمال مؤذية لأحبائهم، أو وضع أنفسهم في مواقف خطرة، أو حتى الانتحار.
ومؤخرًا خارج صاحب اللعبة مطمئنًا العالم، أنها لن يعد لها وجود بعد الآن.
انشأ الانترنت عام 1989 على يد
السير تيم بيرنرز لي وهو مهندس
وعالم حاسوب ولد في 8 يونيو 1955
فتاة التروسيكل وصلت للرئاسة بصورة على الفيس
بدأت قصتها بصورة على الانترنت جابت مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهت بلقاء رئاسي، ووعود براقة.
حيث ظهرت الفتاة وتدعى مروة العبد وهي تجوب محافظة الأقصر بالتروسيكل لتنقل الطلاب من المدارس في محاولة منها لتوفير مصدر دخل لوالديها وشقيقاتها، غير عابئة بعمرها الذي ضاع في العمل هنا وهناك، أو أن يفوتها قطار الزواج.
االأمر ذاته تكرر في محافظة أخرى ، حيث انتشرت صورة أخرى قبل مروة بفترة، تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بقوة لفتاة تجر عربة مجملة بالكثير والكثير من الأشياء، سعيًا منها لجلب الرزق.
ليست هاتين قصتي التحدي الوحيدتين ولكن انتشر عبر الإنترنت مئات القصص، وكانت الشبكة العنكوبتية سببًا في ظهورها إلى النور، واحتفاء رواد مواقع التواصل الاجتماعي بهم على طريقتهم الخاصة.
بينهم على سبيل المثال وليس الحصر جدة تخطت من العمر الـ 60 قررت أن تتغلب على حزنها ووحدتها بكتابة القرآن كاملًا مستخدمة الكراسة والأقلام.
بحسب التعبئة العامة والإحصاء فإن إجمالى عدد المشتركين فى خدمة الإنترنت فائق السرعة بلغ 5.64 مليون مشترك فى أبريل عام 2018 مقابل 4.57 مليون مشترك فى أبريل عام 2017 بنسبة زيادة قدرها 23.41%.
أزمات بتتحل في ثانية
"في دوا فلان ناقص عندي".."بابا محتاج 5 يتبرعوا بالدم" ؛ استغاثات على هذا النحو لم تجد غير الشبكة العنكبوتية مكانًا وساحة لجأ اصحابها لها، بعدما ضاقت كل السبل وأوصدت جميع الأبواب.
وبنسبة 100% لم يخيب رواد مواقع التواصل الإجتماعي ظن ذاك المستغيث وفي غضون دقائق يجد مشكلته تم حلها .
عدد المشتركين بخدمة الإنترنت عن طريق الهاتف المحمول 30.68 مليون مشترك فى أبريل عام 2018 مقابل 33.19 مليون مشترك
الانترنت ساحة "للعمل"
فريق ثالث حول صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واستغل الانترنت في التسويق لأعماله، والانطلاق بمشروعاتهم الخاصة، ونجحت الفكرة بجدارة، فمنهن من عرضت خدمتها للطهي وأخرى للكروشية وثالثة للرسم بتحويل الأساس القديم لأخر جديد.
فها أمنية خضر، صاحبة الـ 25 عامًا، خريجة كلية دار العلوم، قررت أن تقفز من روتين الحياة الملل لعالمها الملئ بالألوان من خلال دمج الحروف الأبجدية بالرسوم وهو فن يعرف بالكاليجرفي، وبالفعل بات لها مريدين يطلبونها مقابل مبلغ مالي.
سها على، ربة منزل، لم تعمل من قبل ولكنها الأن باتت تعرض أعمالها التي تنسجها بخيوط الكروشيه عبر الانترنت، وأصبح لها زبائنها وهي جالسة معززة مكرمة في بيتها.