مثقفون: «خوابي» قصص تفتح باب الدهشة الممزوجة بالتساؤلات

حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصية "خوابي"

صدر حديثًا للكاتب والقاص الدكتور عيسى حداد، المجموعة القصصية "خوابي"، واحتفل بتوقيعها ومناقشتها في مكتبة عبد الحميد شومان العامة، وسط عدد كبير من الكتاب والنقاد والجمهور. وفي البداية، قال الكاتب عمر الخواجا، إن الدكتور "حداد" استطاع في مجموعته دراسة الواقع، وأن يعيد إحياءه من جديد بلغة سلسة هادئة متفاعلة بين الماضي والحاضر، وبين الدلالة والمعنى، وبين الشكل والمضمون.  

ويرى الخواجا، أن المؤلف ينظر لنصه بعين المثقف الواع لدوره في تحديد المشكلة والمساهمة في طرح الحدث وغير متشابك معه تأكيداً لملمح "عزلة" أبطال مجموعته القصصية عن المجتمع والاكتفاء بمس الحياة وصخبها.  وأشار الخواجا، إلى أن "خوابي" تتناثر فيها الحكايات على شكل صور فنية بانسياب مدهش حيث تقترب من الواقع المعاش، رغم غرابتها حينا وبساطتها أحيانا أخرى.  وأوضح أن صورة الوطن عند المؤلف صورة مؤثرة وعابرة للمكان، وهو يختصر التاريخ والبطولات والأشعار في حقيبة ورثها البطل عن جده يحملها في حلّه وترحاله، وتتسع هذه الحقيبة لكي تصبح بحجم الوطن.  

ولاحظ الخواجا، أن حداد يكتب قصته بنكهة روائية تعتمد الوضوح أسلوبًا فنيًا بعيدًا عن السطحية والتعقيد والاستخدام المفرط للرمزية الأدبية، ويمسك بخيوط حكايته مُدخرا مفاجآته في ثنايا الكلمات الأخيرة للقصة. وفي كلمته، قدم الكاتب والناقد ناصر النجار، قراءة في المجموعة التي تضم 80 قصة متنوعة المضامين، قائلًا إن "خوابي" مشروع للخوف ولفتح أبواب من الدهشة الممزوجة بالتساؤل"، متسائلاً "من أين نبدأ دخول مجموعة "خوابي" من الحزن، أم من بداية الأمل المعقود في ضوء الروح؟".  

واعتبر النجار، أن "خوابي" ليست انطواءً للداخل، وإنما هي موصولة بهذا الوجود الذي نعيش، بحيث لا تفهم اللغة بمعزل عن القيم الوجدانية.  

وتابع: "الأدب "فناً لغوياً وموقفا إنسانيا"، وهو، في مضمونه، متصلاً بالنفس الإنسانية صادر عن الصدق والإخلاص والبساطة، وهذا هو معنى الهمس، الذي يصبح هو الطاغي في المرأة الناظرة لزوجها والمرأة الناظرة لنفسها".  وأكمل أن "حياة الكلمات هي نشاط وعينا، بحيث تفقد الكلمات حياتها الدافقة وتستحيل إلى قصاصات يسيرة ليس بينها وبين هذه الحياة نسبٌ واضح، إذا اعتقدنا ان للكلمات وجود مستقل عن مستعمليها".  

وذهب النجار في هذا السياق، ضرورة أن يستوعب الأديب الواقع المحيط به، ويتفهم أبعاد حركته، والتيارات الفاعلة فيه حتى تتبلور لديه تدريجيا رؤية داخلية للحياة والكون من حوله، كما عليه الوصول إلى تجارب ويترجمها إلى ألفاظ، لكي يستطيع القارء أن يحيل هذه الرموز إلى تجارب. ويرى النجار، أن "خوابي" تشتمل على لغات واضحة ليس بينها وبين الحياة إلا خيط رفيع أبقاه القاص للمتلقي حتى يستطيع أن يهدم ويعيد البناء كما يشعر ويحس الكلمات.  

و"شومان" مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.

مقالات متعلقة