فيديو: كيف أدارت الحكومة النيوزلندية أزمة هجوم كرايست تشيرش الإرهابي؟

رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن

كأنه داخل اللعبة الشهيرة "بابجي"، ثبت برينتوت تارانت كاميرا "غو برو" على رأسه، ممسكا بسلاحه الذي دون عليه أسماء معارك تاريخية تنم عن كراهية المسلمين، وبهدوء بث مباشر  على موقع "فيس بوك" جريمته ليشاهد العالم كله المذبحة التي استمرت لنحو 15 دقيقة.

 

"هذه أحد أسود الأيام في تاريخ البلاد".. بملامح حزينة، وملابس سوداء، نعت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، اليوم الجمعة، نحو 49 شهيدا وواست أكثر من 20 جريح إثر الحادث الإرهابي الذي طال مسجدين في منطقة كرايست تشيرتش.

 

اصطدمت اليوم، نيوزلندا التي تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ، بعيدا عن الصراعات و الأزمات التي تعج بالعالم، خاصة أن آخر عملية إطلاق نار جماعي كانت في بلدة أرامونا عام 1990 أي منذ 28 عاما وراح ضحيتها نحو 13 شخصا بعد نزاع "ديفيد جراي" مع جيرانه.

 

في الحالة النيوزلندية، تبدو التساؤلات عن كيفية إدارة الحكومة النيوزلندية لتلك الأزمة العاصفة الجديدة على نمط الحياة في تلك البلاد، معقولة خاصة أنها تعد الحادث الأول من نوعه وينم عن جريمة كراهية دوافعها معروفة ضد المسلمين. 

 

في البداية، بعد وقت قصير من البث المباشر، أخطرت الشرطة النيوزلندية إدارة موقع "فيس بوك" بإزالة مقاطع الفيديو وإزالة حسابات مطلق النيران من فيس بوك وانستجرام، وقالت إدارة "فيس بوك": "نحن أيضًا نزيل أي ثناء أو دعم للجريمة وللإطلاق أو الرماة بمجرد علمنا".

فيما قال موقع تويتر إنه لديه: "عمليات صارمة وفريق متخصص في إدارة حالات الطوارئ مثل هذه"، وموضحا:"نحن نتعاون أيضا مع أجهزة تطبيق القانون لتسهيل تحقيقاتها كما هو مطلوب".

 

ثم ظهرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في خطاب لها، عقب المذبحة أعلنت مقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 20 بجروح خطيرة إثر الحادث الذي اعتبرته إرهابيا في خطابها

 

وأضافت أنه تقرر رفع درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى، وقالت إن الشرطة ألقت القبض على أربعة لهم آراء متطرفة لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة، مشيرة إلى أن الهجوم كان مخطط له بشكل جيد.  

اعتبرت رئيسة وزراء نيوزيلندا أن اليوم أحد أسود أيام بلادها فى تاريخها، قائلة إن إن  ما حدث في كرايست تشيرش عمل على درجة غير مسبوقة من العنف وأنه لا مكان في نيوزلاندا لهذه الظاهرة ولمن نفذ هذا الهجوم.

 

وأوضحت:"أنا متأكدة أن نيوزيلندا ترغب أن أرسل لكم رسالة لأقول لكم أنكم اخترت هذا الوطن ليكونوا وطنكم وقد يكون أغلبكم لم يولد هنا ولكنه أصبح وطنكم وأنتم أولاده ونحن نحرص على سلامة كل مواطنينا".

أما الشرطة النيوزلندية، فهي تتابع المستجدات على مدار الساعة بشكل ميداني، ونزلت إلى الشوارع بالأسلحة بحسب الجارديان البريطانية، وهي من المرات القلائل التي حدث فيها ذلك، كما أنها تطلع مواطنيها على المستجدات أولا بأول على موقع تويتر. 

 

ولأن الجمعة ليس أجازة في نيوزلندا، قررت الشرطة إغلاق المدارس في محيط المنطقة كرايست تشيرتش، بحسب حسابها الرسمي على تويتر، ثم قرروا فتحها مجددا بعد مرور ساعات بالتعاون مع أولياء أمور التلاميذ.

وطلبت الشرطة من جميع المساجد الإغلاق على المستوى الوطني، وامتناع الأشخاص عن زيارتها، مع انتشار الإسعاف و المطافي و الطوارىء في عموم نيوزيلندا، وفي وقت مبكر قالت الشرطة:"في هذه المرحلة لن نناقش دوافع الجناة أو أسباب هذا الحادث. 

 

ثم أخلت الشرطة النيوزيلندية المنطقة تعتقد بأنها لها علاقة بمرتكبي الحادث أو الحادث كإجراء احتياطي خوفا على السكان، ووفرت لهم أماكن بديلة في مناطق أخرى تعتبرها آمنة حتى الاطمئنان تماما عليهم. 

وأخطرت الشرطة الجمهور بموقع على الإنترنت لاستعادة الروابط العائلية، حيث يجب على الأشخاص تسجيل أنفسهم أحياء أو تسجيل الأشخاص المفقودين الذين يعيشون في نيوزلندا ووضعت رقما هاتفيا أيضا لتسجيل المفقودين، وأوضحوا أن الشرطة ستتصل بهم إذا تم تسجيل شخص مفقود.

 

وحرصت الشرطة على الاطمئنان على الجميع من خلال تشجيع المواطنين على مواصلة الاتصال بالعائلة والأصدقاء من خلال وسائلهم الخاصة للتأكيد من سلامتهم وخوفا من أن يكونوا يعانوا من حالة نفسية سيئة. 

وطمئنت الشرطة النيوزلندية مواطنيها على حسابها الرسمي على تويتر، موضحة أنها تعمل مع عدد من الوكالات استعدادًا للحوادث من هذا القبيل ولديهم خطط وإجراءات معمول بها يتبعونها. 

 

عبير يوسف مواطنية مصرية تعيش في نيوزلندا قالت على حسابها الشخصي على موقع "فيس بوك": الحكومة بالكامل في حالة انعقاد والدولة عملت ميزانية لإنشاء وحدة لدعم الضحايا وأسرهم، من أول اليوم جاء لى 7 آلاف رسالة على الايميل.

 

 وتابعت: "لو أنت موظف في شركة نيوزيلندية ومش نيوزيلندى فكل الشركات بعتت إيميلات لموظفيها غير الحاملين للجنسية تقولهم إنها بتدعمهم وأن في مراكز مفتوحة طول الوقت لأي استشارة نفسية، وبعتت ايميلات تانية لموظفيها النيوزيلندين تطالبهم بالوقوف جنب زملائهم الآخرين و محاولة دعمهم نفسيا، وأنهم لو حسوا أن في حد متأثر نفسيا فلازم يبلغوا مراكز التأهيل النفسي للوقوف معاه فورا".

وأضافت: "اللى حصل في الشركات وأماكن العمل حصل في الجامعات بالضبط مع الطلبة الأجانب  فكل أماكن السكن بعتت للطلبة بتوعها أو المقيمين فيها أرقام طوارئ للإبلاغ عن أي شخص بيمر بمشكلة أو حالة نفسية سيئة، وجامعة فيكتوريا في ويلنجتون فتحت مركزها الرئيسى لأى حد عايز يروح او محتاج يتواصل مع أهله ومحتاج مساعدة من أى نوع".

 

 

وأوضحت عبير أن الجامع الرئيس في ويلنجتون يستقبل ورود من الشعب النيوزيلندى في محاولة لدعم المسلمين والتأكيد على إنهم يقفون إلى جانبهم، بعد الحادث الإرهابي، مشيرة إلى: "النيوزلنديين عاملين ايفنت من اول اليوم بيقولوا فيه للمسلمين وللأجانب أن لو حد عايز ينزل يروح حتة وخايف يكتب بس على الايفنت وكذا مواطن نيوزيلندي حيعرضوا ينزلوا يروحوا معاه"

في نيوزلندا يعيش  نسبة قليلة من المسلمين تصل إلى %1 من عدد سكان نيوزلندا، الـ5 ملايين، وفقا للإحصائيات الحكومية، أي نحو 50 ألف شخص في عام 2013، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية. 

 

وفقا لبحث صادر عن جامعة فكتوريا في ويلينغتون “نسبة المسلمين في نيوزيلندا هي الأكثر نموا، إذ تزايد عددهم بين عامي 1991 و 2006 ستة أضعاف"، غير أن  بالمقارنة، تعيش في نيوزلندا نسبة كبيرة من المسيحيين، والهندوس، والبوذيين.

مقالات متعلقة