في أعقاب الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجدين في منطقة كرايست تشيرش بنيوزلندا، اليوم الجمعة، وأسفر عن 50 شهيدا ونحو 20 مصابا بجروح خطيرة، توالت ردود الأفعال العالمية التي أدانت الحادثة واعتبرتها نتاج خطاب الكراهية المستمر ضد المسلمين منذ نحو ما يزيد عن 10 سنوات.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أدان بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين اليوم في نيوزيلند، قائلا ، إنه يتعين الوقوف ضد كراهية المسلمين وكل أشكال التعصب والإرهاب.
المجلس الأوروبي
فيما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الاتحاد الأوروبي يتضامن مع نيوزيلندا مضيفا في تغريدهعلى موقع تويتر: "جاءتنا أخبار مروعة من نيوزيلندا، وهذا الهجوم الوحشي بمدينة كرايستشيرش لن يقلل على الإطلاق من مشاعر التسامح ودماثة الخلق التي تشتهر بها نيوزيلندا، وإننا في أوروبا ندعو بالرحمة لضحايا هذا الحادث ونقدم عزاءنا لأسرهم".
بريطانيا
الملكة البريطانية إليزابيث قالت إنها شعرت بحزن عميق بسبب الأحداث المروعة في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، فيما قال عمدة لندن صادق خان إن الشرطة البريطانية ستزيد حضورها الأمني حول المساجد اليوم الجمعة في العاصمة البريطانية.
وأضاف خان في تغريدة على تويتر أن "لندن تقف مع سكان كرايست تشيرش (في نيوزيلندا) بوجه الهجوم الإرهابي المرعب.
فرنسا
فيما قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إن السلطات شددت إجراءات الأمن قرب دور العبادة اليوم الجمعة بعد هجمات نيوزيلاندا. وقال كاستانير في حسابه على تويتر "ستُنظم دوريات قرب دور العبادة".
ألمانيا
بينما قال المتحدث باسم المستشارة الألمانيةأنجيلا ميركل، شتيفن زايبرت: "أتابع بصدمة كبيرة الأنباء من كرايستشيرش، أشاطر النيوزيلنديين الحزن على مواطنيهم الذين تعرضوا للهجوم خلال أداء صلاوتهم بسلام في مساجدهم، وقُتلوا بدافع الكراهية العنصرية".
كما استهل مجلس الولايات الألماني (بوندسرات) جلسته اليوم بدقيقة صمت على أرواح الضحايا. وقال رئيس المجلس دانيل غونتر: "ندين بأشد درجة هذا العنف العبثي مواساتنا للمصابين وأسر القتلى والأمة بأكملها".
روسيا
في السياق ذاته، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان صادر عن الكرملين ببرقية تعزية لرئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن، أعرب فيها عن حزنه العميق ومواساته لنيوزيلندا، مؤكدا أن "الهجوم على مواطنين مسالمين تجمعوا لأداء الصلاة، يظهر مدى وحشية المعتدين آملا في إنزال أشد العقاب بمنفذي الجريمة".
الولايات المتحدة الأمريكية
وبعد ساعات طويلة من الحادث، أدان الرئيس دونالد ترامب الذي اعتبره منفذ الهجوم رمزا للهوية المتجددة قائلا على حسابه على تويتر: "أعرب عن أحر مشاعر المواساة وأطيب التمنيات للنيوزيلنديين بعد المجزرة المروعة التي استهدفت المسجدين".
كندا
وفي كندا تم إنزال العلم الكندي الموجود على برج السلام في مبنى البرلمان في أوتاوا إلى النصف حدادا على ضحايا الحادث الإرهابي في نيوزلندا.
مصر
وفي العالم الإسلامي، أدانت مصر الهجوم الإرهابي بأشد العبارات عبر بيان رسمي نشرته وزارة الخارجية على موقع "فيس بوك"، معربة عن عن خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، متمنياً سرعة الشفاء للمصابين
كما أكد البيان على وقوف مصر بجانب نيوزيلندا وكافة أسر الضحايا، مشيراً إلى أن هذا العمل الإرهابي الخسيس يتنافى مع كل مبادئ الإنسانية ويمثل تذكيراً جديداً بضرورة تواصُل وتكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب البغيض الذي لا دين له، ومواجهة كل أشكال العنف والتطرُف.
ماء الكراهية
فيما قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب: "تلك المذبحة الإرهابية الشنيعة التي حرص مُنفذوها على تصويرها وبثِّها على الهواء للعالم كله، لا تختلف كثيرًا عن مشاهد قطع الرقاب المُروِّعة التي ارتكبتها عصاباتُ داعش الإجراميَّة، فهما فرعان لشجرةٍ واحدة، رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرُّف".
وتابع الإمام الأكبر:"لعل الذين دأبوا على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين يتوقَّفون عن ترديد هذه الأكذوبة بعد أن ثبت لكلِّ مُنصف مُتجرِّد من الغرَض والهوى أنَّ حادثة اليوم، بكل ما خلَّفته من آلامٍ شديدة القسوة، لم يكن من ورائها عقلٌ منتمٍ للإسلام ولا للمسلمين، وإنَّما وراءها عقل بربري وهمجي متوحش، لا نعرف ما هي دوافعه وعقيدته المنحرفة التي أوحت له بهذه الجريمة النكراء".
وتساءل "ماذا تعني كلمة التطرف اليميني؟ ولماذا يدفع المسلمون وحدَهم ثمنَ ما يُسمَّى بـ(التطرف اليميني)، وما يُسمونه بالتطرف الإسلامي من دمائهم وشعوبهم وأراضيهم؟ أما آنَ الأوان أن يكفَّ الناس شرقًا وغربًا عن ترديد أكذوبة الإرهاب الإسلامي؟".
وقال شيخ الأزهر إنَّ ظاهرة الإسلاموفوبيا وتيَّارات العداء العنصري للأجانب والمُهاجرين في الغرب لم تحظَ حتى الآن بالاهتمام الكافي، رغم خُطورتها وتحوُّلها في كثيرٍ من الحالات لأعمالِ عُنفٍ وكراهيةٍ مَقِيتة؛ وهو ما يستوجبُ سرعةَ التحرُّك الفاعل لتجريمها ومُحاصرتها ورفع أيِّ غطاءٍ سياسيٍّ أو دينيٍّ عن أصحابها.
الإمارات
وكذلك أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات عن "تضامنها الكامل مع دولة نيوزيلندا في مواجهة التطرف والإرهاب ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها".
الأردن
وفي الأردن، أدانت الناطقة باسم الحكومة جمانة غنيمات، الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا ظهر اليوم، قائلة إنها جريمة صدمت العالم بأسره، مضيفة أن هناك توجيهات ملكية بمتابعة حثيثة لحالات المصابين.
وفي غضون ساعات يصل السفير إلى نيوزيلندا لمتابعة الحالات وتقديم الدعم المعنوي والمادي المطلوب لأسر الشهداء والمصابين، بحسب تصريحات المتحدثة باسم الحكومة الأردنية لفضائية العربية.
بينما جددت قطر في بيان لها "موقفها الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب"، كما شددت على "رفضها التام لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين".
إندونسيا
وفي إندونيسيا قالت وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي في بيان "تدين إندونيسيا بشدة عملية إطلاق النار هذه خاصة في مكان للعبادة وأثناء صلاة الجمعة".
ونقلت عنها وسائل إعلام في وقت سابق قولها إن ستة إندونيسيين كانوا داخل المسجد حينما وقع الهجوم وتمكن ثلاثة من الفرار ولا يعرف مصير الثلاثة الآخرين.
ماليزيا
وفي ماليزيا، قال أنور إبراهيم زعيم أكبر حزب في الائتلاف الحاكم في بيان إن مواطنا ماليزيا أصيب في الهجوم الذي وصفه بأنه "مأساة سوداء تواجه الإنسانية والسلام العالمي"، مضيفا: "أشعر بحزن عميق إزاء هذا العمل غير المتحضر الذي يتعارض مع القيم الإنسانية والذي أودى بحياة مدنيين".
تركيا
بينما ندد المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بما وصفه بالهجوم "العنصري والفاشي". وكتب إبراهيم كالين على تويتر "يظهر هذا الهجوم الدرجة التي وصل إليها العداء تجاه الإسلام والمسلمين".
في فبراير الماضي أشار باحثون بجامعة جورجيا في دراسة لهم إلى أن المسلمون ارتكبوا 12.5% من الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة خلال 10سنوات التي يبلغ عددها نحو 170 هجمة إرهابية.
قوالب نمطية
لكن هذا العدد، الذي وصفته مجلة نيوزويك الأمريكية التي نشرت الدراسة بالعدد "الضئيل"، حصل على نصف التغطية الإخبارية لجميع الحوادث الإرهابية، أكثر بنسبة 357% من التغطية العادية لأي حادث إرهابي آخر، أي أكثر من ثلاثة أمثال ونصف.
فريق جامعة جورجيا حصر 170 هجمة إرهابية وقعت خلال 10 سنوات، لكن العديد من الهجمات تشير لنفس الأشخاص، لذلك تناول الفريق 136 حادثة إرهابية في الولايات المتحدة بين عامي 2006 و2015، بالإضافة لتغطياتهم الإخبارية في وسائل الإعلام الرسمية المطبوعة والوسائط الإلكترونية.
وعلق أنتوني ليميو مدير معهد الدراسات العالمية في جورجيا بأن "انطباعات البعض باحتمال تعرضهم للهجوم من مسلمين لم تعد مجرد رأي أو إدراك أو تخمين بعد هذه الدراسة".
رأى الباحثون هذه التغطية غير المتناسبة "تعزز قوالب نمطية وروايات ثقافية حول ما يجب الخوف منه، سواء كانت قرارا واعيا من جانب الصحفيين أم لا"، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية.
وتوضح أليسون بيتوس طالبة الدكتوراة بجامعة جورجيا أن "التغطية الإعلامية للهجمات الإرهابية التي شنها مسلمون بشكل فاق الحوادث الأخرى أظهر هذا النوع من الأحداث على أنه الأكثر انتشارا".