صحيفة "نيوزيلند هيرالد" تكشف عن بطولة "خادم مسجد لينوود" أحد المسجدين اللذين تعرضا لهجوم إرهابي والذي قُتل فيه 10 أشخاص على الأقل، حيث إنه خاطر بحياته للتصدي للمهاجم المسلح وصارعه للسيطرة على سلاحه وانتزاعه، لكنه لم يتمكن فركض وراءه محاولاً إمساكه إلا أنَّ الجاني فرَّ هارباً في سيارة كانت تنتظره.
وتحدثت الصحيفة نيوزلندية، اليوم السبت، عن تفاصيل الهجوم الذي نفذه إرهابي أسترالي على مسجدين في مدينة كرايس تشيرتش أثناء صلاة الجمعة، وأدى إلى مقتل 49 شخصاً، وفق ما نقلت سكاي نيوز.
وقال أحد الناجين من إطلاق النار داخل مسجد لينوود، إن صديقه خاطر بحياته للتصدي للمهاجم المسلح، وصارعه من أجل السيطرة على مسدسه، وفق ما ذكرت صحيفة "نيوزيلند هيرالد".
ونقلت الصحيفة عن أحد المصلين الناجين، ويدعى سيد مظهر الدين، أن "الشاب الذي يهتم عادة بالمسجد.. تحين الفرصة للانقضاض على المسلح، بل وتمكن من انتزاع بندقيته".
وأضاف مظهر الدين: "حاول البطل أن يطارد المسلح ويطلق النار، لكنه لم يتمكن من ذلك.. ثم ركض وراءه، لكن كان هناك أشخاص ينتظرون الجاني في سيارة.. وهرب".
وقتل 10 أشخاص على الأقل في مسجد لينوود، الذي كان يصلي فيه لحظة الهجوم نحو 70 شخصا، في حين قتل الآخرون، وهم نحو 40 شخصا، في مسجد النور في المدينة ذاتها.
وهاجم الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت المسجدين بأسلحة رشاشة، وألقت الشرطة القبض عليه، ووجهت له محكمة نيوزيلندية تهمة القتل، وسيمثل ثانية أمام المحكمة في 5 أبريل المقبل.
وقال مظهر الدين إنه سمع أصوات طلقات نارية، مضيف أن "مطلق النار كان قريبا جدا. لقد كان الناس خائفون، وكان هناك صراخ، وحاولت أن أحمي نفسي".
وأوضح أنه شاهد المسلح وهو يدخل للمسجد، ويطلق النار على عدد من كبار السن الذي كانوا يجلسون في آخره، مشيرا إلى أن المهاجم كان يرتدي سترة واقية، ويطلق النار بعنف.
وقال مظهر الدين إن الأصدقاء المحيطين، الذين كانوا بجواره في المسج،د أصيبوا إما في الصدر أو الرأس، موضحا أن أحد أصدقائه توفي في مكان الحادث بعد نزيف استمر حوالي نصف ساعة.
وشكل الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا صدمة للمسلمين وغيرهم من المواطنين في هذا البلد، الذي لم يشهد حوادث كراهية مماثلة كتلك التي وقعت أمس الجمعة.
محاكمة الإرهابي
بعد هجومه الإرهابي، ظهر برنتون تارانت، المتهم بتنفيذ الهجوم على مصلين خلال صلاة الجمعة، في هجوم أودى بحياة 50 مصليا، أمام القضاء النيوزيلندي، صباح السبت وسط تشديد أمني واسع.
وظهر تارانت البالغ من العمر 28 عاما أمام قاض مقاطعة كرايست تشيرش مرتديا سترة بيضاء خاصة بالمساجين، حيث وجهت له تهمة واحدة بالقتل، وفقا لتقرير المحكمة الرسمي، دون الكشف عن اسم الضحية، في حين بقي المتهم صامتا دون تقديم أي تصريحات أمام المحكمة.
رغم توجيه تهمة واحدة فقط ضد تارانت، عقّب مايك بوش، مفوض الشرطة النيوزيلندية على ذلك مؤكدا أن هناك المزيد يتم التحضير له.
قاعة المحكمة كانت مغلقة أمام العامة نظرا للمخاطر الأمنية العالية، في حين أمر القاضي بتمويه صور وجه المتهم خلال جلسات المحكمة، ومن المفترض أن تُعقد جلسة ثانية للمتهم في هذه القضية بـ5 من أبريل المقبل.
ويذكر لأن تارانت واحد من بين ثلاثة أشخاص اعتقلتهم الشرطة النيوزلندية على خلفية هذا الهجوم، حيث يبقى المشبه بهما الآخرين في عهدة الشرطة، في حين أن شخصا رابعا اعتقل أيضا ليفرج عنه في وقت لاحق بعد أن بتت الشرطة أنه مسلح مرخص كان واقفا في المنطقة وحاول مساعدة الشرطة.
تسلسل أحداث الهجوم الأرهابي
استغرقت مشاهد العملية الإرهابية نحو 89 دقيقة من إطلاق الرصاصة الأولى إلى إلقاء الشرطة للقبض عليه، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وكان الهدف الأول للمهاجم مسجد "النور" في شارع دينيز، قبل أن يقصد المسجد الثاني المسمى "لينوود" .
وفيما يلي الخط الزمني للهجوم الإرهابي من بدايته إلى نهايته:
1:32 ظهرا بالتوقيت المحلي: بدأ منفذ العملية، برينتون تارانت، بثا مباشرا على فيسبوك، وقال "لتنطلق الحفلة".
1:35 : وصل بسيارته المحملة بالأسلحة إلى مسجد النور.
1:37 : اقتحم المسجد من الباب الرئيسي وأطلق 9 رصاصات على أول ضحية.
1:39 : واصل إطلاق النار لمدة دقيقتين، مما أدى إلى وفاة العشرات.
1:40 : الشرطة تستجيب لنداء عن سماع دوي إطلاق نار.
1:41 : عاد المهاجم إلى سيارته من أجل تبديل سلاحه.
1:42 : اقتحم المسجد مرة أخرى وأطلق النار على الضحايا الملقيين على الأرض للتأكد من وفاتهم.
1:43 : قتل امرأة كانت على رصيف الشارع.
1:44 : أطلق النار على رجلين آخرين كانا في الشارع، ثم صعد إلى سيارته.
1:54 (تقريبا): وصل إلى المسجد الثاني، الذي يبعد بنحو 7 كيلومترات عن المسجد الأول. وقتل 7 مصلين جدد.
3:00 (تقريبا): الشرطة تحاصر سيارة تارانت.
3:01 (تقريبا): نجاح عناصر الأمن في اعتقال منفذ الهجوم بعد إخراجه من سيارته.
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، إن المهاجم كان ينوي مواصلة هجماته، لو بقي حرا طريقا ولم تقبض عليه الشرطة.
وتم توجيه تهمة القتل إلى المشتبه به، ومن المرجح أن يواجه اتهامات أخرى.