بدا واضحاً حجم التناقض والازدواجية في تناول الصحف الغربية لمذبحة نيوزيلندا بعد هجوم نفذه إرهابي أسترالي على مسجدين في مدينة كرايس تشيرتش أثناء صلاة الجمعة، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصا.
استغرقت الجريمة الإرهابية، نحو 89 دقيقة، تخللتها عشرات المشاهد البشعة والمروّعة، التي تمّ نقلها على الهواء مباشرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الصحافة ووسائل الإعلام الغربية لم تنشر صورة واحدة "مموّهة" لمشاهد القتل والضحايا والدماء، التي تمتلئ بها صفحاتها عند وقوع هجمات إرهابية.
ومن المسلم به في الإعلام، أن بعض الصور والفيديوهات المموّهة والمصحوبة بتحذيرات، أمرٌ متعارفٌ عليه في التناول الإعلامي بهدف كشف بشاعة الجريمة، وإثارة التعاطف مع الضحايا، إلى جانب التحذير من الجماعات المتطرفة والإرهابية.
أربعة مشاهد
هناك 4 مشاهد لن يراها القارئ والمتابع لمجزرة نيوزيلندا، بعدما رفضت الصحف ووسائل الإعلام الغربية بثّها، بحسب موقع سبق وهي:
لا فيديو أو صور للهجوم
على الرغم من أن المذبحة استمرت 89 دقيقة حسب موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن شريط الفيديو استغرق 18 ثانية فقط، ويتوقف شريط الفيديو الذي تمّ بثّه عن الجريمة عند "صوت" أول رصاصة فقط، فلم تنشر وسائل الإعلام بقية الشريط الذي تعمّد الإرهابي بثّه على الهواء مباشرةً، ويكشف التفاصيل كافة ببشاعة.
لا مشاهد للقتل
بشاعة التفاصيل التي رواها المصلون عن الهجوم تتحدث عن نفسها؛ حيث يروي شاهد عيان لوكالة الأنباء الفرنسية وتلفزيون نيوزيلندا، قائلاً: "سمعنا إطلاق النار وكان من المدخل الرئيس، ثم ركض الجميع نحو الأبواب الخلفية فقط لإنقاذ أنفسهم"، كما يروي شاهد العيان موهان بن إبراهيم؛ قائلاً: "كان يطلق النار بشكل مستمر ويتقدم ببطء، لأنه كان يقتل جميع الناس في المدخل".
ورغم ذلك لم تنشر وسائل الإعلام الغربية شريطاً مموّهاً أو شريطاً صوتياً، فلم ترَ المصلين وهم يتساقطون من جرّاء إطلاق النار عليهم.
لا صور للجثث
وعلى الرغم من أن عدد الضحايا تعد الـ 50 قتيلاً، ونحو 30 مصاباً، إلا أن وسائل الإعلام الغربية لم تبث صورةً واحدةً لجثث القتلى وهي ملقاة على أرضية المسجد، والصورة الوحيدة من داخل المسجد مأخوذة من شريط الفيديو، تظهر فقط سلاح الإرهابي ولا جثث.
لا دماء
ولم تنشر وسائل الإعلام الغربية صوراً لدماء الضحايا، حتى بعد رفع جثث القتلى والمصابين، وجاءت الصورة الوحيدة التي بها دماء على ملابس بيضاء لشخص يبدو أنه غير مصاب، لكنه ربما كان يُسهم في إنقاذ ضحية.