مهاجرون اختاروا نيوزيلندا وطنا ثانيا، فقصدوه محمّلين بأحلام وآمال بناء مستقبل مشرق، غير مدركين أن آلة الإرهاب الوحشية ستقطف أرواحهم في واحدة من أسوأ المجازر في تاريخ الإنسانية. 50 شخصا قضوا وهم ساجدون أو يستعدون لأداء صلاة الجمعة في مسجدي "النور" و"لينوود"، ومثلهم أصيبوا، في هجوم مسلّح بالقذائف والضغائن الطائفية المقيتة، بمدينة "كرايست تشيرتش" في نيوزيلندا.
فاجعة هزت الرأي العام المحلي والدولي، وكشفت تنامي التطرف والإسلاموفوبيا في عدد من المجتمعات الغربية، وخصوصا في صفوف معتنقي الفكر اليميني المتطرف، والأسوأ من كل ذلك أنها وأدت أحلام مهاجرين لم يكونوا يحلموا بغير مستقبل أفضل مما خلّفوه في بلدانهم. طارق عمر؛ شاب في الـ24 من عمره، كان من بين ضحايا المذبحة الدامية.. كان يقف أمام باب المسجد، بانتظار والدته التي قادت سيارتها متجهة إلى مرأب السيارات الخلفي.
والدته روزماري عمر، تحدثت عن تفاصيل مقتل نجلها، في مقابلة مع تلفزيون "سي إن إن "، قائلة إنها سمعت أصوات إطلاق نار، فهرعت متجهة إلى المسجد لتجد ابنها ملقى على الأرض، فاقدا للحياة. أصدقاء عمر قالوا إنّه كان شخصا لطيفا ومتواضعا، وناجحا في دروسه ومحبا للأنشطة الرياضية. أما الشيخ عبد القادر ألمي، أحد ضحايا المجزرة أيضا، فهو صومالي الجنسية، ويبلغ من العمر 70 عاما، فقد جاء إلى نيوزيلاندا قبل 10 أعوام.
رحل ألمي تاركا خلفه زوجته و9 أبناء وأحلام لا تنضب برؤية فلذات كبده يكبرون ويحققون آمالهم. المهاجر البنغالي، محمد عمر فاروق (36 عاما)، قضى أيضا في الهجوم نفسه، وهو الذي قدم إلى نيوزيلاندا قبل عامين للعمل، إلا أن رصاص الغدر لم يمهله، ليرحل بدوره تاركا زوجته الحامل في شهرها الرابع. من جانبه، قال محمد جاما، رئيس جمعية "كانتربيري" الإسلامية بنيوزيلندا، إن من بين ضحايا الهجوم الذي استهدف مسجد "النور"، شخص يدعى موسى نور أفالي، وهو أستاذ للتعليم الشرعي في إحدى الثانويات بمدينة كرايتس تشيرش.
وفي تصريحات إعلامية، أوضح جاما أن أفالي يبلغ من العمر 77 عاما، وقد جاء إلى نيوزيلاندا قبل 30 عاما، حيث يعقد القران الشرعي للمسلمين بالمسجد الذي لقي فيه حتفه. والجمعة الماضي، استهدف هجومان إرهابيان مسجدين في مدينة كرايتس تشيرش، أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا، وفق آخر محصلة للشرطة بالبلاد.
ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية صورا ومعلومات عن بعض ضحايا الهجومين اللذان استهدفا مسجدين في نيوزيلندا ،الجمعة، تحت عنوان "هجوم نيوزيلندا: ضحايا مذبحة المسجد".
وقالت الصحيفة: رغم أن الشرطة لم تصدر حتى الآن أي هوية علنية لأي من ضحايا الهجوم، الذي أسفر عن استشهاد 50 شخصًا، وجرح 50 آخرين.
وأضافت أن الأشخاص الذين نضع صورتهم في هذا التقرير هم أولئك الذين تأكد أنهم قتلوا أو فقدوا أو أصيبوا، إما بتصريحات أفراد الأسرة أو المنظمات الرسمية أو كليهما.
وفيما يلي صور ومعلومات عن بعض ضحايا المذبحة:
حاجي داود النبي
توفي حاجي داود نابي، البالغ من العمر 71 عامًا ، أثناء محاولته إنقاذ حياة زملائه من المصلين في مسجد النور.
جاء حاجي إلى نيوزيلندا من أفغانستان عام 1977، وكان قائدًا محبوبًا في المجتمع، وابنه ياما النبي جاء متأخرا للقاء والده في المسجد، ونجا من إطلاق النار.
وقال لوسائل الإعلام، :إن" والده قفز في خط النار لإنقاذ حياة شخص آخر.. لقد وافته المنية".
ليلك عبد الحميد
ليليك عبد الحميد، أب لطفلين، وكان يعمل مهندسًا في شركة طيران نيوزيلندا، وكان يعمل في كرايستشيرش لمدة 16 عامًا.
تم تأكيد وفاته الأحد في بيان رسمي من الرئيس التنفيذي لشركة طيران نيوزيلندا كريستوفر لوكسون.
سيد ملن
كان سيد ملن البالغ من العمر 14 عامًا لاعب كرة قدم متحمسًا اطلق عليه النار في مسجد النور أثناء حضوره صلاة الجمعة.
كان طالب في الصف العاشر في مدرسة كاشمير الثانوية يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم دوليًا ذات يوم.
وقال والده جون ميلن لراديو نيوزيلندا إن ابنه توفي، لقد فقدت ابني الصغير، لقد بلغ من العمر 14 عامًا.. من الصعب للغاية رؤيته يقتل بالرصاص من قبل شخص لا يهتم بأي شخص أو أي شيء"، تمكنت والدته ، نوريني ، من الفرار.
عطا عليان
كان عطا عليان البالغ من العمر 33 عامًا، حارس مرمى فريق كرة الصالات للرجال في نيوزيلندا.
وأكدت جمعية كرة القدم النيوزيلندية الأحد مقتل عليان، الفلسطيني الذي ولد في الكويت، وكان عليان أيضًا عضوًا مشهورًا في صناعة كرايستشيرش للتكنولوجيا، وترك خلفه زوجته فرح وابنته الصغيرة آية.
علي المدني
جاء المهندس المتقاعد علي المدني إلى نيوزيلندا من دولة الإمارات عام 1998، ابنته مها المدني، مصممة جرافيك في كرايستشيرش، وأخبرت موقع الأخبار أن والدها توفي الجمعة.
نعيم راشد وطه نعيم
قُتل الأب وابنه نعيم راشد وطه نعيم البالغ من العمر 21 عامًا يوم الجمعة، ونشر وزير الخارجية الباكستاني تويته أكد فيها مقتل الرجل وابنه.
مقداد إبراهيم
مقداد إبراهيم، كان في مسجد النور يوم الجمعة مع والده وشقيقه عندما وقع الهجوم، أخوه الأكبر ، عبدي إبراهيم ، أخبر مواقع الأخبار أن موكاد مفقود، ويخشى موته.
وترصد "مصر العربية" أبرز تفاصيل الحادث الإرهابي والوقفات التضامنية في بلدان العالم في الفيديوهات التالية:
كيف وقعت المذبحة
تعرف على الجنسيات التي اغتالها سفاح نيوزيلندا
بالأسماء.. وزارة الهجرة تعلن وفاة 4 مصريين في المذبحة
انطلاق تظاهرة من أمام متحف آيا صوفيا بإسطنبول احتجاجا على المذبحة
وقفة برام الله تندد بـ"مجزرة المسجدين"
الآلاف يتظاهرون في لندن وفيينا ضد هجوم نيوزيلندا الإرهابي
صلوات غائب بعدة ولايات تركية على ضحايا مجزرة مسجدي نيوزيلندا
تشييع جنازة إمام ومرافقه قتلا في نيويورك
هكذا نعى المشاهير ضحايا حادث نيوزيلندا
صلاة الغائب في المسجد الأقصى على ضحايا المجزرة بنيوزيلاندا