استهلت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا آرديرن، كلمتها أمام برلمان بلادها حول "مجزرة المسجدين" التي أودت بحياة 50 شخصًا، بإلقاء تحية "السلام عليكم" باللغة العربية. ووجهت آرديرن، في كلمتها التي نقلتها قناة التلفزيون الإخبارية، الثلاثاء، رسالة دعم وتضامن مع ذوي الضحايا، تعهدت خلالها بإنصافهم وتوعدت منفذ المجزرة بـ "كل قوة القانون"، مشيرةً أنها لن تنطق اسمه. وقالت رئيسة الوزراء: "إننا نحزن على الضحايا لأنهم أنفسنا نحن، لأنهم إخواننا وأخواتنا آباؤنا وأطفالنا، نشعر بواجب كبير تجاههم". وأضافت: "أردت التحدث مباشرة إلى العائلات. لا يمكننا أن نعرف حجم أحزانكم، لكن يمكننا السير معكم في كل مرحلة. سنظل بجانبكم، صحيح أن قلوبنا ثقيلة لكن أرواحنا قوية". كما هاجمت الإرهابي الذي نفذ المجزرة، وقالت إنه "سعى من خلال عمله الإرهابي لعدة أشياء، من بينها الشهرة، ولهذا السبب لن تسمعوني أبدًا أنطق اسمه".
وتابعت: "هو إرهابي مجرم ومتطرف، وسيكون عديم الاسم عندما أتحدث"، ومضت: "أناشد الجميع.. اذكروا أسماء الذين فقدوا أرواحهم، بدلًا من ذكر اسم الشخص الذي قتلهم". وأوضحت في إشارة إلى منفذ المجزرة: "ربما أراد الشهرة، لكننا نحن في نيوزيلندا لن نمنحه شيء، حتى اسمه". وقالت واصفةً إياه: "أدين رجل يبلغ 28 عامًا، وهو مواطن أسترالي، بتهمة القتل العمد، وسيواجه اتهامات أخرى.. كما سيواجه كامل قوة القانون في نيوزيلندا، وسيتم إنصاف جميع أسر الضحايا". وفي كلمتها أمام البرلمان، أوضحت آرديرن، أن أجهزة الأمن والمخابرات تتلقى تفاصيل ومعلومات جديدة، وأن الأخيرة "تأخذ الأمور على محمل الجد كالعادة وتتابعها".
ولفتت إلى أن "هناك أسئلة ملحة حول كيفية حدوث ذلك هنا"، فيما أكدت أن "هناك غضب كبير لحدوث هذه الفاجعة في مكان يفتخر الجميع بانفتاحه وسلامه وتنوعه". وأضافت: "سنحقق في الأحداث، وندرس ما كنا نعرفه وما كان يمكن أن نعرفه وما كان ينبغي أن نعرفه (..) لا يمكننا السماح بحدوث ذلك مرة أخرى". ونبهت إلى أن "جزءا من ضمان سلامة النيوزيلنديين يجب أن يشمل فحصًا صريحًا لقوانين الأسلحة لدينا"، فيما تعهدت بتغيير قوانين السلاح في البلاد. وكان مجلس الوزراء النيوزيلندي، قد اجتمع الإثنين، بعد مرور 72 ساعة على الهجوم، واتخذ قرارات أولية، سيتم الإعلان عنها قبل اجتماع الاثنين المقبل. والجمعة الماضية، استهدف هجوم دموي مسجدين بمدينة "كرايست تشيرتش" النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصًا، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون، حسب سلطات البلاد. فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفّذ، وهو أسترالي يدعى "بيرنتون هاريسون تارانت"، ومثل أمام المحكمة السبت، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد. وبدم بارد وتجرد من الإنسانية، سجل الإرهابي "تارانت" لحظات تنفيذه جريمته الوحشية، وبث بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، بحسب رئيسة الوزراء. وعقب الهجوم مباشرة، أظهر الشعب النيوزلندي نماذجًا للتضامن مع المسلمين، من خلال بنائه نصبا تذكاريا لضحايا الهجوم في الشارع الذي يقع فيه المسجد، ووضع الورود على النصب على مدار اليوم.