«تاء التأنيث الساخنة».. «ملك اليمامة» تحول القصص لمنولوج مع النفس

غلاف المجموعة القصصية "تاء التأنيث الساخنة"

صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، المجموعة القصصية "تاء التأنيث الساخنة"، للكاتبة السورية ملك اليمامة القاري.  تحكي ملك اليمامة، خلال قصصها عن الزمن بين مسافتين وذاكرتين وعمرين، وتحول القاصّة حتى المكان والجامعة والطائرة إلى زمان قابل للسرد، وتختزل خلال ذلك الكثير من قضايا المرأة الاجتماعية والبيولوجية وهمومها في أبعادها النفسية والعاطفية والوجدانية.  

وتنوّع الكاتبة في موضوعاتها بين عدد من الأساليب السردية مستعيرة المرآة لإجراء مونولوج مع الذات، الذي يتيح لها البوح للنفس.  

وتشتمل المجموعة التي تقع في 76 صفحة من القطع الوسط، على خمسة عشر نصًا، ومنها: "عودة"، "خلخال"، "لعبة"، "كلها أزهار".  

وفي قصة "كلها أزهار" تذهب الكاتبة للنص داخل النص في لعبة الحروف وتأويلاتها ودلالاتها التي تتيح للمتلقي مساحة التأويل أيضًا، هي الكاتبة التي تسرد قصة الأنثى بعتاب مع المؤلف الذي يسقط اسمها من النص في روايته التي كتبها، وكانت تأمل ألا يستبدل اسما مستعارا لاسمها الحقيقي. ولكنها تقتنع أن وردة اسم البطلة يعني أن "كلها أزهار"ن وهي هنا تحاول تدوين اللحظات غير المكتملة التي توقع الكائن في فراغ الزمن.  

وترصد الكاتبة خلال مجموعتها القصصية واقع الإنسان العربي الذي يدفع ثمن مواقفه بالصمت والمرارة، كما "عودة"، و"قهوة سيئة السمعة" التي ترتبط بزوار الفجر الذين يجرعون ضيوفه المر، ويفضي بهم للانتحار.  

وتربط في "على سبيل الذكرى بين تفتح الوردة والأنثى، والوطن والمرأة في "العشق وشما"، وترصد الحاجة الإنسانية للمرأة في "حبة منوم"، وطبيعة الأمومة التي تتوق لوظيفتها حتى في تقدم السن كما في "تاء التأنيث الساخنة" التي حملت اسمها المجموعة.  

وفي "أضغاث أشواق" التي استعارتها من أضغاث أحلام تستعير أسطورة "ميدوسا"، التي تسقط فيها الحكاية على رحلة اللجوء من الوطن التى تحول الكائن إلى إنسان مجرد من الأحاسيس.  ولكنها في قصة "شجر ليمون وبازلت" تصنع أسطورتها، ومن مناخات القصة: "منذ ذلك العجز وأنا أرتدي سوارًا من بذور الليمون، كتبت في وصيتي أن يتركوه بمعصمي ليدفن معي، وأن يضعوا فوق قبيري حجرًا بازلتيا.. هكذا أجابني جدي حين سألته عن السوار الذي يرتديه في معصمه.. لم أكن أعلم أن قبر جدي سيغدو جنة ليمون". وفي "تاء التأنيث الساخنة"، تذهب الكاتبة بوعي الأنثى إلى مساحات غير معلقة بين زمانين ومكانين، هو البرزخ الذي نكون فيه معلقين بقلق الوجود، تصورها الكاتبة بخفوت واقتصاد في اللغة، ولكنها تترك الكثير من الأسئلة المعلقة التي تصعقنا ونحن نقف أمام مرايانا.  

يذكر أن، ملك اليمامة القاري، كاتبة ومترجمة ومن ترجماتها، "كيف ينصت الكاتب"، لسفيتلانا أليكسييفتش.

مقالات متعلقة